الجزيرة - وكالات
أظهر بحث جديد أن الرؤساء التنفيذيين الذين يقومون بإبرام صفقة رئيسية خلال العام الأول من تعيينهم في منصبهم، يتفوقون في الأداء على أقرانهم على الأمد الطويل.
وكان فريق (مركز أبحاث صفقات الاندماج والاستحواذ في كلية) كاس بيزنس سكول; بلندن الذي أجرى البحث، قام بفحص 276 صفقة رئيسية أبرمها رؤساء تنفيذيون خلال العام الأول لهم في المنصب عبر 12 قطاعاً، بما فيها التمويل، والطاقة والكهرباء، والصناعة، والمواد، والتجزئة، والرعاية الصحية، والاتصالات، والسلع الاستهلاكية الرئيسية، والإعلام والترفيه، والمنتجات والخدمات الاستهلاكية، والتقنية العالية، والعقارات.
وأشارت الدراسة إلى تأثير الرئيس التنفيذي الجديد على المؤسسة، وكيفية استخدام الرؤساء التنفيذيين المعينين حديثاً لصفقات الاندماج والاستحواذ لتغيير الاتجاه الاستراتيجي للشركة، ومدى نجاح هذا الأسلوب.
وقال مدير (مركز أبحاث صفقات الاندماج والاستحواذ في كلية) كاس بيزنس سكول; البروفيسور سكوت موللر يقوم الاندماج أو الاستحواذ بتحويل وتغيير المؤسسة. وبالمقابل، فإن تغيير الرئيس التنفيذي بامكانه أيضاً أن يحول ويغير اتجاه الشركة. ونتيجة لذلك فإنه غالباً ما يرتبط هذان الحدثان ببعضهما البعض، ويظهر هذا التقرير أثر الجمع بينهما.
وكشفت الدراسة من خلال العينة التي استطلعها فريق البحث أن متوسط الفترة التي يقضيها الرئيس التنفيذي في منصبه تبلغ 4 سنوات و4 أشهر فقط، مما يسمح بنافذة صغيرة نسبياً لإجراء التغيير. وبالتالي فإن التوسط لإبرام إحدى الصفقات يوفر للرؤساء التنفيذيين فرصة لإعادة تشكيل شركاتهم بسرعة وترك بصمتهم قبل ترك المنصب.
ووجد البحث أنه في حالات كثيرة يكون التغيير الاستراتيجي الرئيسي الذي يقوم به الرئيس التنفيذي في عامه الأول مفيداً، حيث يسهم في تحسين أداء الأسهم. ولكن غالباً ما يؤدي إبرام أكثر من صفقة واحدة إلى أداء أكثر ضعفاً، حيث إن إبرام العديد من الصفقات بسرعة جداً يؤدي إلى إعاقة تطوير الصفقة السابقة.
وأضاف موللر: يعلم أي رئيس تنفيذي جديد أنه لن يظل يشغل هذا المنصب إلى الأبد، وأن لديه فترة محدودة من الوقت ليترك بصمته وتأثيره في هذا المكان. ولهذا السبب قد يشعر الرؤساء التنفيذيون بضغط عليهم لعقد صفقة خلال العام الأول لهم في المنصب. وتوافر هذه الدراسة التي أجريناها الدعم لهؤلاء الرؤساء التنفيذيين، حيث وجدنا أن الشركات التي يعملون بها قد فاق أداؤها تلك التي يعمل بها رؤساء تنفيذيون لم يقوموا بإبرام أي صفقة في عامهم الأول من شغل المنصب.
وسلط التقرير الضوء على أربعة شروط من المحتمل أن توافر البيئة الملائمة لرئيس تنفيذي جديد لعقد صفقة رئيسية:
وقال موللر: على الرغم من أن الدراسة ركزت على الجانب الأوروبي، إلا أن العوامل المحركة لعملية صنع القرار على مستوى مجالس الإدارات والرؤساء التنفيذيين من المتوقع أن تكون مماثلة لتلك الموجودة في أسواق منطقة الشرق الأوسط.
من جانبه، علق طوم هودجسون الذي يعمل مديراً في مجال تمويل الشركات في الشرق الأوسط في إحدى شرك ات المحاسبة، وطالباً في برنامج ماجستير إدارة الأعمال التنفيذية; في كلية كاس بيزنس سكول; للأعمال، على نتائج الدراسة قائلاً من المؤكد أنني أوافق على الرأي القائل إن الرئيس التنفيذي الذي يقوم بإبرام صفقة اندماج واستحواذ ناجحة في العام الأول من منصبه لا سيما وإن كان ناتجاً عن تغيير، فانه من المحتمل أن ينجح بمرور الوقت. وأنا على قناعة بأن هذا الأمر حقيقي في كل الأسواق.
وأضاف غالباً ما يؤدي الاندماج في صورته الخالصة إلى وجود مؤسسة جديدة بهيكل تنظيمي، وقاعدة مساهمين، وثقافة جديدة، إلى غير ذلك من الأمور الأخرى. أما الرئيس التنفيذي الذي يقف وراء هذا الاندماج فسوف يُنظر اليه على أنه المهندس وراء هذه المؤسسة الجديدة. ويأتي ذلك مماثلاً لرائد الأعمال الذي يقف وراء شركة يملكها ويديرها الذي غالباً ما يحقق مكانة مرموقة داخل الشركة حتى يصبح من الصعب جداً أن يحل محله أحد آخر. لذا فإن الرئيس التنفيذي الذي يقف وراء صفقة اندماج ناجحة غالباً ما يُنظر اليه في هذا الإطار والسياق ذاته. وبالمقابل، فإن الرئيس التنفيذي المسؤول عن إبرام صفقة اندماج غير ناجحة لا شك أن فترته ستكون محدودة في هذا المنصب.