يظهر أن تقلص الوهج الفني وانحسار الشعبية يدفعان (الفنان) و(المبدع)، سواء كاتباً أو حتى من الذين أصبحوا نجوماً تلفزيونيين من خلال إطلالتهم التي يقدمون من خلالها برامج دينية، والذين كثيراً منهم قد تورط بارتكاب هفوات لا يمكن أن يقدم عليها طالب علم، ولكن وهج الكاميرا التلفزيونية يحول الداعية إلى نجم تلفزيوني تظل الشهرة تتضخم عنده حتى تبعده عما تفرغ له من نشر الدعوة، ويظل يفكر بمد مساحات الشهرة، وتقدير مقدار المكافأة التي يقبضها من المحطة الفضائية حتى أصبح من يقدمون تلك البضاعة من أصحاب الملايين.

الشهرة داء إن تمكّن من صاحبه لا يمكن الشفاء منه، ولا علاج منه سوى مزيد من فلاشات الضوء ومزيد من حركة الكاميرا..!!

هذا ما آل إليه الفنان العربي المصري عادل إمام الذي بدأ فنه يتراجع، خاصة في العامين الأخيرين، عندما قَبِل أن يقدّم نفسه مراهقاً متأخراً! فالسيد عادل إمام، الذي وصل عمره إلى السابعة والستين عاماً، لا يتوانى عن تشخيص وتقمُّص دور العاشق الولهان الذي يدخل في معارك للفوز برضا فتاة أصغر من أصغر بناته.

في فيلميه الأخيرين (بوبوس) و(مرجان أحمد مرجان) كان يقدم صورة لمراهق يطارد الفتيات، وهذه النوعية رغم ما يرافقها في مشاهد كوميدية إلا أن المشاهدين، بمن فيهم الجمهور المصري، ينظرون إلى منظر الفنان العجوز الذي يزاحم المراهقين ممن هم أصغر من أبنائه مثل دبور على أدوار العاشق الولهان.. ينظرون إليه باشمئزاز.

هذا السقوط الفني جعل المشاهدين يبعدون عن عادل إمام.. رغم بعض الحنين إلى أفلامه السابقة؛ مما دفعه إلى تعويض ذلك بإطلاق تصريحات مسيئة، مرة يسيء إلى أهل غزة، ومرة إلى السعوديين وأهل الخليج؛ حيث قال قبل أسبوعين إن (الخلايجة) والسعوديين تحديداً يتآمرون على مصر من خلال محاولاتهم في الفترة الأخيرة إضعاف الفن المصري. مشيراً إلى رفض قنوات فضائية يملكها مستثمرون سعوديون تمويل أفلام يلعب فيها دور بطولة العاشق الولهان.

الفنان عادل إمام يتناسى أن شركة كودنيوز، التي يرأس مجلس إدارتها الصحفي المبدع عماد الدين أديب، والتي يمتلك مستثمرون سعوديون النصيب الأكبر من أسهمها، أنتجت أفضل أفلام عادل إمام (عمارة تاجريان)، ولو كان هناك تآمر كما يزعم لاعترضوا على ذلك.

اتق الله يا إمام، واحفظ تاريخك الفني، وابتعد عن اصطياد الشهرة الزائفة بالإساءة إلى الذين يحبونك.. والذين يرفعون من نسب الإقبال على مشاهدة أفلامك في الصيف حينما يحضرون إلى القاهرة حاضرة المصريين الذين لهم مكانة عزيزة في قلوبهم.