أبدأ مقالي بسؤال، هل يمكن للإنسان في السعودية كل في موقعه، أن يحول بلادنا إلى جنة خضراء؟ وهل حيث لديه القدرة على تحقيق كثير من أحلامه، ومنها استطاعته أن يجعل الحلم حقيقة؟.....
.....وليتحقق ما كتب في عنوان المقال، أعتقد أننا في حاجة ماسة لنشر ثقافة التشجير في البيوت وعلى الطرقات خصوصاً الأشجار المثمرة حسب مناخ كل منطقة، فمنظر الأشجار الخضراء المثمرة تريح النفس وتزيل عنها الغم. ودعماً لهذا المشروع الجبار على وزارة التربية والتعليم والأهالي غرس أهمية الحفاظ على الشجرة في نفوس أبنائنا وبالتالي في حياتنا.. وأن ما نعمله اليوم إنما هو تنفيذ لوصية الرسول - صلى الله عليه وسلم - القائل (إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها).
كما يجب علينا أن نتذكر رسالة الدولة لمواطنيها من جميع الفئات بأننا نبني ولا نهدم، نغرس ولا نقلع، نحب ولا نكره. وأنه يجب المشاركة في الحياة العامة باعتبار ذلك عنصراً هاماً في إنجاح برامج التنمية، وكذلك العمل جميعاً من أجل رفعة المملكة العربية السعودية وعزتها.
أنتم تعرفون أنه تزرع الأشجار لأغراض عديدة منها الاستفادة من ثمرها، وتوفير الظل، والمنظر الجميل، وكمصدات للرياح، ولأغراض تجارية أخرى.
وتذكروا أن للأشجار خصائص معينة تجعلها تنمو في أقاليم دون أخرى.
وتبرز أهمية زراعة الفواكه أن شجرها من النوع المعمر وما له من تأثير مباشر على مختلف النواحي الاقتصادية والبيئية والاجتماعية والثقافية والصحية بالإضافة إلى أن الأهمية الكامنة في الفواكه كونها لها فوائد صحية لا تخفى على الجميع.
وإذا كان للنخلة المثمرة أهميتها في مطلع القرن المنصرم في أشد الأزمات الاقتصادية والضاقة الغذائية تحديداً، أتساءل اليوم، هل يمكن أن يتم تشجير المملكة بالأشجار المثمرة، حتى لا يكون هناك ضاقة غذائية مستقبلية؟
كما أن وجود الأشجار المثمرة في جميع المناطق، في المزارع والطرق وشوارع المدن وحدائقها والقرى والهجر وفي حدائق المواطنين، قد تخفف من نسبة التلوث في الهواء، بالإضافة إلى ما تسهم به تلك الأشجار المثمرة في خلق منظر جمالي، كما تساهم في إطعام الفقراء والطيور، وسنستطيع توفير رصيد مهم في مواجهة قضية الأمن الغذائي بوصفه جزءاً مهماً من الأمن الوطني، والاستعداد لأزمنة مستقبلية لا يعرفها إلا الله حيث من الممكن نفاد البترول أو يتهاوى سعره مع ظهور البدائل.
وأعتقد أن هناك ضرورة ملحة للحفاظ على جمالية المملكة العربية السعودية ومظهرها بما يليق بمكانتها التاريخية والعالمية. ومن المهم إيجاد الدعم اللازم لتوفير متطلبات حماية المساحات الخضراء، والاستفادة من مياه الأمطار وتخزينها، إلى جانب الاستفادة من مياه (الصرف الصحي) للاستفادة الكاملة في السقيا.
ويتوجب على جميع الأفراد والجهات أن يعمل كل من موقعه للحفاظ على المظهر اللائق، لتكون بلادنا خضراء ذات جو نقي.
فعلى أمناء ورؤساء جميع البلديات في بلادنا المبادرة بإكمال تشجير كامل نقاط مرور ومداخل وشوارع وحدائق مدنهم وقراهم بالأشجار المثمرة التي تناسب مناخ منطقتهم، وإزالة أي شجرة غير مفيدة وإحلال بدلاً منها شجرة مثمرة.
فمثلاً هناك مناطق يناسب مناخها زراعة النخيل والسدر (النبق)، كما يمكن زراعة أشجار الحمضيات مثل (البرتقال والليمون والجريب فروت والترنج) في الحدائق العامة وبين أشجار النخيل. ويجب أن يستمر هذا العمل ولا يتوقف حتى تكون جميع المدن والقرى والحدائق رمزاً للأناقة والجمال. وفي بعض المناطق التي تشتهر بزراعة النخيل مثلاً يجب أن يكون فيها مهرجانات خاصة بها تربطها بما تميزت به وبزراعته وتختار لذلك توقيتاً يرمز لنخيلها وتمورها، فتقيم مهرجانات وتجعل في أنشطتها الترفيهية والرياضية ما يكون أكثر قرباً منها ومن نشاطها، فتقيم مسابقات للشباب لتسلق النخيل وصرامه أو لحرف مرتبطة به مثل تلك القائمة على سعف النخيل أو صناعة التمور وإعداده.
كما يجب تنفيذ حملة كبيرة وشاملة لمكافحة الآفات المنتشرة، وذلك لما تشكله من خطر كبير جداً ومدمر على أشجار الخضار والفواكه.
كما يجب أن يكون هناك مبادرات بإشراك المجتمع بحيث أن المواطنين الذين سيتم التشجير أمام منازلهم أو محلاتهم هم من سيتولى الاهتمام بالشجرة، وعند غرس أي شجرة مثمرة في أي قرية أو مدينة تطوق بشبك معدني، وفي المناطق الشديدة الحرارة في الصيف تلف بقماش المنخل ذي اللون الأخضر، بجانب وضع كل شجرة تحت رعاية صاحب المنزل أو المحل الذي تغرس بالقرب منه على طريق تفعيل الشراكة المجتمعية في الحد من التلوث وحماية جمالية مدنهم، وتوسيع مساحاتها الخضراء.
إن التنوع المناخي بين أقاليم المملكة أدى للتنوع الزراعي، وقد أصبحت المملكة منتجة لأصناف من الفواكه لم تكن تعرف في السابق مثل المانجو والزيتون والموز والجوافة والأناناس والخوخ والمشمش والبرتقال.
وبما أننا نتحدث عن الفواكه، فتجدر الإشارة إلى أن نخيل التمور تمثل الأهمية الأولى من بين سائر الفواكه الأخرى في المملكة، حيث يمكن إنتاج الملايين من فسائل النخيل بالأنسجة حيث تجزأ الجمارة (القلب) إلى أجزاء صغيرة وتزرع في وسط مغذ ملائم في أماكن مغلقة ومعقمة معدة خصيصاً لذلك، وبعدها تبدأ هذه الأنسجة بتطوير أجنة حيث ينمو كل جنين إلى نخلة صغيرة مطابقة للفسيلة الأم، وخلال ثلاث أشهر تصبح الشتلات جاهزة للزراعة.
مع العلم بأن كل فسيلة أم واحدة لديها القدرة على إنتاج آلاف الفسائل، كما تنتج النخلة الثمار في مدة تتراوح بين سنتين إلى 3 سنوات من تاريخ الزراعة. وبتلك الطريقة يمكن توفير أي عدد من الفسائل من الأنواع المختلفة الجيدة مثل البرحي والسكري والخلاص، وبمواصفات موحدة من حيث العمر والارتفاع ونوعية الإنتاج، مع العلم بأن كمية الإنتاج عالية بالمقارنة بالزراعة التقليدية.
وإذا تحدثنا عن بعض مناطق المملكة، فنجد أن:
منطقة جازان تعد من أهم المناطق الزراعية على مستوى المملكة العربية السعودية لما تزخر به من مقومات طبيعة وهبها الله تعالى لها من حيث توفر التربة الصالحة للزراعة والمياه الجوفية المتوافرة بكميات كبيرة وجريان العديد من الأودية بها على مدار العام. كما تتميز المنطقة بمناخ مناسب لمعظم المحاصيل الزراعية، لذلك تم بنجاح زراعة فواكه المناطق شبه الاستوائية فيها، مثل أشجار المانجو، وكان إنتاجها غزيراً أكثر من غيرها من الأنواع والأصناف، حيث تعتبر شجرة المانجو التي قد يصل عمر البعض منها إلى 100 عام من أبرز الفواكه الاستوائية التي نجحت زراعتها بمنطقة جازان. وحالياً يوجد في منطقة جازان أكثر من 30 صنفاً من ثمر المانجو مثل التومي، والجل جلين، والزبدة، وأبو سنارة، والكنت، والكيت، والبلمر، والسنسيشن، وفقاً لأحدث المسوحات الزراعية التي أجريت في المنطقة. وتعد شجرة المانجو شجرة دائمة الخضرة، وذات أوراق عريضة وساق مستقيمة، يزيد ارتفاعها على أربعة أمتار.
فتصوروا كيف ستتغير نفوس الناس وتزداد سعادتهم لو قامت وزارة الزراعة بالتعاون مع كل البلديات الفرعية بزراعة جميع الطرق والواجهات الساحلية، والحدائق، وأمام المنازل بأشجار المانجو، وشجعت المواطنين للاعتناء بما زرع أمام منازلهم ومحلاتهم التجارية، مع العلم بأن شجرة المانجو يمكن زراعتها على طول ساحل البحر الأحمر، حيث شاهدتها في مدينة جدة بكثرة.
ونظراً لما تتمتع به منطقة عسير من اعتدال في مناخها فإنها بذلك صالحة لإنتاج أنواع مختلفة مثل اللوزيات والتفاحيات والرمان والتين والعنب والتين الشوكي (البرشومي)، إضافة إلى جلب الرمان الطائفي من الطائف، وكذلك زراعة أشجار البرقوق (البخارة) التي تعتبر حديثة في المنطقة، كما تم جلب شتلات من خارج المملكة لإدخال أصناف جديدة ذات إنتاجية عالية، ومن أهم الأنواع التي تم استيرادها البخارة والمشمش والخوخ والتفاح.
لذلك لأبناء عسير وأمناء بلدياتها أقول: إن منتجات اليمن الشقيق من الفاكهة تملأ أسواقنا طوال العام، فهل تأخذون من اليمن الشقيق عبرة؟ ففي سعوان شمال صنعاء في اليمن استبدلوا زراعة القات بزراعة أشجار (الخوخ) حيث تغيرت الحالة الاقتصادية لأبناء المنطقة إلى الأفضل. فهل تصبح زراعة الفواكه التي تتميز بها المنطقة واليمن هي هاجس أبناء عسير والحجاز؟ ففيها خير عظيم.
ومن منكم لا يتذكر نجاح زراعة أشجار الفواكه المثمرة بميادين الطائف والنخيل أولها بدلاً من أشجار الزينة، واتضحت التجربة في أشجار النخيل التي بدأت تؤتي أكلها في ميادين الطائف بما حمله هذا العمل من ثمار وافرة تعد من أفضل أنواع الرطب والتمور، وقد تم سابقاً زراعة عدد من أشجار (التين الشوك) البرشومي والتين الطائفي (الحماط) والرمان. وبدأت الفكرة بنجاح في عدد من المتنزهات كما نجحت فكرة النخيل، ولكن تم تجاهل الفكرة مؤخراً لزراعة بقية الأشجار من الفواكه واقتصرت فقط على زراعة النخيل رغم أن أجواء مدينة الطائف وطبيعتها وتربتها صالحة لزراعة جميع أنواع الفواكه التي تعطي منظراً جميلاً والفواكه مذاقها متميز. ولعله يتم تفعيل التجربة من جديد لنرى قريباً أشجار الفواكه الأخرى تزين ميادين وشوارع الطائف والمتنزهات خصوصاً الأشجار التي تتميز بوفرة إنتاجها وقلة الجهد في متابعتها.
وللشمال نجد أن كل من منطقة تبوك والجوف من أهم المناطق الزراعية في المملكة العربية السعودية، حيث أصبح إنتاج الخضار والفواكه يغطي جزءاً كبيراً من حاجة السوق ليس في تبوك والجوف فحسب وإنما في مناطق المملكة الأخرى بل تعدى إلى التصدير إلى الأسواق الخارجية، وتنتج تبوك الخوخ - المشمش - النكتارين - الكمثرى - البرقوق - العنب بأنواع متعددة - التين - والتفاح والحمضيات ومن أزهار هذه الفاكهة ينتج العسل النقي سنوياً.
ويعتبر الزيتون من أهم المحاصيل الناجحة في المنطقة الشمالية في كل من القريات وتبوك والجوف وحائل، حيث تعتبر أشجار الزيتون من الأشجار المستديمة والدائمة الخضرة، وشجرة مباركة وتعطي إنتاجية عالية إذا ما توفرت لها الخدمات الزراعية واختيرت الأصناف الجيدة، لذلك نجحت زراعتها نجاحاً كبيراً وأعطت معدلات إنتاجية عالية وذلك لأسباب منها ملاءمة الظروف المناخية والاهتمام بهذه الأشجار من الناحية الوقائية. بالإضافة إلى نجاح شتلات الزيتون للاستخدام كمصدات لحماية المزارع من الرياح الرملية، والاستفادة من ثمارها في صناعة زيت الزيتون، وإنتاج ثمار زيتون المائدة. كما أثبتت التجارب أن مخلفات عصر الزيتون من الممكن أن يستفاد منها في صناعة الفحم من (جفت) الزيتون وكذلك تصنيع الصابون والأسمدة.
وهل تصدقون أنه لسهولة غرس شجرة الزيتون وعدم حاجتها للرعاية الكبيرة سواء من ناحية التغذية أو المياه تزايد عدد أشجار الزيتون في الجوف فقط حتى تجاوز عددها سبعة ملايين شجرة ولا تزال النسبة في تزايد كبير، لذلك أنشئ مركز أبحاث الزيتون، ومشروع تطوير صناعة الزيتون في شمال المملكة.
وما تحتاجه المنطقة الشمالية هو إنشاء عدة شركات تسويق لصغار المساهمين. وكذلك حماية صناعة منتجات الزيتون من الإغراق الخارجي.
ولي رجاء نابع من القلب أن تزال جميع أشجار الزينة غير المثمرة مثل الواشنطونيا والبرسوبس وغيرها، والمستهلكة للمياه.
وأخيراً بإيجاز كيف يمكن أن يتحقق ذلك؟ يجب عمل الآتي.
1 يجب أن نكون صادقين مع أنفسنا ومقتنعين بنجاح الفكرة ونكون جادين ومثابرين على إنهاء المشروع بنجاح وتذليل جميع الصعاب.
2 إعداد مسودة مشروع وطني بذلك من قبل وزارات الزراعة والمياه والبلديات.
3 الإعداد لمؤتمر وطني تخصصي تشارك فيه جميع الجهات ذات العلاقة، تجتمع فيه كل الطاقات والخبرات الوطنية والصديقة. وعلى المتخصصين إعداد بحوث متخصصة لتقديمها فوراً لهذا المؤتمر الوطني للإسهام في هذا العمل الجبار، المتخصص الأكاديمي مع المتخصص الميداني الذي تعايش مع الحياة اليومية لأنواع الأشجار المثمرة وتعرف إلى متطلبات كل نوع منها وظروف استمرارها.
4 تنهض وسائل الإعلام من فضائيات وصحف ومواقع إنترنت لكل مدينة وقرية بالتصدي لتقديم المعلومات والإحصاءات وتوفير قاعدة بيانات بكل شفافية لمجريات الحملة الوطنية وآليات حركة تشجير البلاد ومشروعات العمل وكيفية سير العمل.
5 بما أن الماء شحيح في المملكة، ومياه الصرف الصحي لا يستفاد منها، لذلك أرجو تنفيذ شبكات ومحطات الصرف الصحي وكذلك شبكات ري للمزروعات تدريجياً في كل قرى ومدن مناطق المملكة خاصة تلك التي تنجح فيها زراعة أشجار الفواكه.
6 على وزارة الزراعة ودعماً لمشروع زراعة أشجار الفاكهة في كل مكان أن تنشأ مشتلاً أو أكثر في كل مدينة وقرية لإنتاج شتلات الفاكهة المناسبة للمنطقة وذلك لسد احتياج تلك المناطق من الشتلات باستخدام أحدث التقنيات في إنتاج الشتلات وبأقل التكاليف، كما يجب أن تلعب دوراً كبيراً في ترقية السلوك وجذب المواطنين نحو الاهتمام بالحدائق وتنسيقها وزرع أشجار الفاكهة على مستوى الدور السكنية للأفراد والمنشآت العامة والخاصة مما سيكون له أثر كبير في تجميل كل المناطق.
7 عند تنفيذ أي محطة معالجة للصرف الصحي واكتمال التمديدات يتم زراعة أشجار الفواكه في كل حدائق البلدية وعلى جانبي الطرق وفي أحزمة، أي أن بداية التشجير يتم عندما ينتهي من تنفيذ أي محطة وشبكة.. بحيث تقوم كل أمانة مدينة أو بلدية بتنفيذ مشروع قد تسميه «مشروع زراعة المليون سدرة» أو نخلة أو شجرة زيتون أو شجرة مانجو، وتشجيع الناس على زراعة الشجرة والاعتناء بها، وذلك لغرس الثقافة البيئية وزيادة الوعي لدى أفراد المجتمع.
8 حث الشركات الزراعية بالمساعدة في تشجير المناطق الموجودة بها، بجانب التبرع بالمساعدة في تشجير بعض المدن الرئيسة مثل الرياض ومكة والمدينة.
يا إخوان تكلفة المياه في بلادنا عالية ويجب الاستفادة من كل قطرة من مياه الصرف الصحي بسقيا الأشجار المثمرة بدلاً من سقيا أشجار لا تنفع وهدر هذا الماء بدون فائدة، أجعلوا بلادنا تسمى بلد الفواكه، حيث أينما تذهب تجدها صيفاً وشتاء تستمع بمنظرها ومذاقها وتصبح في متناول الفقراء. أما المزارعون فيمكن تصدير منتجاتهم إلى الخارج.
اجعلوا الفقراء يأكلون الفواكه ويدعون لكم بالصحة والعافية وطول العمر لكل من ساهم في جعل الحلم حقيقة.
وأخيراً لكل السعوديين أقول توجه اليوم قبل غد إلى وزارة الزراعة أو البلدية وأطلب فسيلة أو شجرة مثمرة أو أكثر لحديقة بيتك، وإذا كنت قادراً فقم بشرائها من أي مشتل، وعلى كل فلاح وكل مستثمر أن يتقدم لمديرية الزراعة في منطقته لشموله بحملة رش المبيدات وتنظيف مزرعته ومشروعه من الآفات الزراعية.
كما ادعوا كل متخصص أن يتقدم بمشروع بحثي وطني لمعالجة قضية التشجير بطرق علمية متخصصة وبيان كيفية تذليل الصعوبات. ولتتشكل لجنة على مستوى المملكة للمتابعة.
لذلك لابد من وضع خطة وطنية شاملة بشأن مشروع التشجير بمستوياته المختلفة التي تعالج الأحزمة المثمرة حول المدن في التصدي للتصحر وزحفه وفي محاولة إشاعة الخضرة المثمرة والزحف المعاكس ضد الصحراء وفعلها. وفي الأثناء التعاطي مع مشروعات وطنية مبرمجة في تشجير المدن والقرى بأشجار مثمرة مناسبة مع اهتمام جدي يرتقي لمستوى المسؤولية والأولوية في تشجير أغلب المناطق بالنخيل خاصة، آخذين بعين الاعتبار مرحلة تطهير المزارع الموجودة من الإصابات المرضية وإخلاء السعودية من أية آفات وأمراض زراعية معروفة والتأكد نهائياً من خلو البلد من السوسة الحمراء وغيرها التي تنخر في ثروتنا الزراعية.
ومن أجل توفير الجهود وتفعيلها ينبغي على وزارة المالية أن توفر التكاليف المناسبة لوضع خطة وطنية شاملة وكبرى بخاصة مع توافر الموارد المادية اللازمة حالياً في فرصة نادرة في زمن ارتفاع أسعار النفط على ألا تهمل هذه الخطة وجود الخبرات الأجنبية وجهودها في الحملة من مستوى التخطيط إلى أبعد تفاصيل تنفيذ مفردات الخطة بإشراف وطني سعودي تام. ولا تنسوا أننا من أكرم الدول ومنح المملكة عمت الجميع في جميع بقاع الدنيا.
وإذا رأت الدولة - حفظها الله - وجاهة الفكرة وتجربتها في إحدى المناطق الواعدة، فعندئذ ينبغي لنجاحها تضافر جهود جميع الجهات الحكومية والمواطنين في التشجير، إذ يمكن أن يجري الأمر بشعار (الأشجار المثمرة توجد في كل مكان من السعودية). وأنا متأكد أنه إذا تم المشروع، فسيتغير مناخ المملكة ويتلطف الجو، وتتغير نظرة الناس للحياة، ويقل هروب الناس للخارج، لأن بلادنا ستصبح خضراء وجميلة، وستزداد الثقافة البيئية، ويقل تلوث الجو عن طريق امتصاص النبات للغازات في الجو، وستقل جلافة الإنسان، ويزداد لطفاً، وتزداد السعادة في المجتمع.
والله من وراء القصد
عضو مجلس الشورى
للتواصل مع الكاتب: aazk09@gmail.coom