حديثنا يتناول خبراً تبادلته مواقع الإنترنت والذي جاء فيه:
فاز شاب صيني يُدعى (وان هوا) وزوجته بتذكرتي سفر ذهاباً وإياباً إلى السعودية، لقضاء شهر العسل.
وكان الجناح السعودي في معرض أكسبو شنغهاي 2010، قد استقبل الزائر رقم مليون، وهو شاب صيني، الذي تفاجأ وسط دهشة كبيرة منه باصطحابه من قبل مدير الجناح السعودي المهندس عبد الحميد حسن إلى المنصة، حيث قدمت فرقة الفنون الشعبية عرضاً خاصاً لتهنئته.
وكانت جائزة (وان) وزوجته عبارة عن تذكرتي سفر ذهاباً وإياباً إلى السعودية مقدمة من إحدى وكالات السياحة والسفر المحلية لرحلة مدتها أسبوع واحد يقضيها في ربوع السعودية.
ويعمل (وان) معلماً للحاسب الآلي في مدرسة متوسطة بمدينة شنغهاي، وقال: «تزوجتُ منذ فترة قصيرة وسوف أقضي شهر العسل في السعودية».
الطريف في الأمر الردود التي جاءت على الخبر، حيث تضمنت استخفافاً واضحاً بالمصير الذي سيواجه السائح الصيني الذي من المفترض أن يقضي وقتاً جميلاً هو وزوجته في ربوع المملكة، وكان أبرزها - بعيداً عن ذكر الأسماء - طبعاً:
«وين تبي ترووح بالسعودية تعال للرياض ذق طعم الحر يجنن مره مره بيعجبك انتبه تجيب لابتوبك تراه بيحترق من الحر».
وقال آخر: «حياك وترى عندنا أمطار وجو زين يصلح لقضاء شهر العسل وأسعار رخيصة للسياحة الداخلية صدقني بتلعن حظك اللي خلا رقمك مليون».
وقالت سيدة: «أهم شيء لا يمسكونهم الهيئة بحجة الاختلاط.. قال أيه قال شهر عسل بالرياض»!
وقال آخر: «أساساً أول ما بينزل في مطاراتنا الحلوة بيكتفي بهذا القدر وبيرجع بلده»!
التعليقات بلا شك طريفة، لكنها تدل على عدم ثقتنا بإمكانية وجود سياحة أو عدم صلاحية بعض مناطق المملكة لذلك، وعلى رأسها العاصمة الرياض، نظراً لجوها الحار وطبيعتها الصحراوية، ومع كل ما أثير إلا أن هناك مناطق سياحية جميلة، حباها الله بالطبيعة الخلابة والجو الحسن مثل أبها والطائف والباحة، وبها مناطق بحق تستحق الزيارة، والاستمتاع لسياح الداخل والخارج أيضاً، لكن وعلى الرغم من الجهود الجبارة التي يبذلها القائمون على هيئة السياحة في المملكة، والذي أؤمن تماماً بأنه ومنذ إنشاء هذا الجهاز تمكن من تحقيق خطوات إيجابية كبيرة، إلا أن الإشكالية تكمن في جانبين، أولهما عدم الوعي الكافي لدى رجال الأعمال الذين يقومون بتقديم الخدمات السياحية وعلى رأس ذلك الإسكان الذي هو بحق يعتبر من الأغلى سعراً على مستوى دول الشرق الأوسط، وبالذات إذا كنت ترغب في سكن نظيف، وبدرجة مناسبة، صحيح أن هناك فنادق وشقق مفروشة أسعارها معقولة، لكنها في الغالب ذات درجات منخفضة، مما لا يشجع كثيراً من الناس في السكن بها، حتى ممن هم من متوسطي الدخل، وهذا ما يجعلنا نشير إلى أهمية الرقابة التي يجب أن تكثفها هيئة السياحة على مثل هذه الشقق، كما أنه يجب أن يكون هناك توعية لرجال الأعمال بأهمية النظر في الأسعار، ولا يكون هناك استغلال للموسم بحكم قصر الموسم بالذات مع أيام التشغيل التي بدأت تتقلص بسبب الإجازات الدراسية التي تقلصت في السنوات الأخيرة.
على رجل الأعمال الواعي أن ينظر إلى الاستثمار طويل الأمد، ولا يقتصر على النظرة الوقتية التي تدعوه إلى رفع الأسعار بهدف الكسب السريع.
وأيضاً عدم وجود أماكن مفتوحة للمواطنين في مدن الاصطياف الرئيسة تمكنهم من التخييم في هذه الأماكن، والانطلاق بحرية مع أسرهم في مساحة حرة وطبيعة جميلة خلابة، هذه أيضاً من الجوانب التي كانت تتميز بها مناطق الاصطياف لكنها باتت الآن من الندرة جداً بسبب تحويل الكثير من هذه الأماكن إلى منتزهات استثمارية، أو مباني على شكل شقق مفروشة أو موتيلات وغير ذلك، أيضاً من الأمور المهمة التي أعرفها شخصياً وجود مشروع بين هيئة السياحة ووزارة الحج، لتنظيم عملية تنقل زوار الحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة في مناطق الاصطياف، هذا المشروع الذي لا يزال تحت الدراسة سيتيح الفرصة للسياح الأجانب وبالذات من الدول العربية والأجنبية في التمتع بزيارة مدن المملكة السياحية، بعد عمل التسهيلات اللازمة ومنحهم تأشيرات مؤقتة خاصة لهذا الشأن. أعتقد أن هذا الأمر الذي كان يمثل عائقاً حقيقياً لأي مواطن عربي أو أجنبي في الدخول للمملكة سيجعله على موعد بالتعرف على هذه المناطق في حال الانتهاء من الدراسة والموافقة على ذلك، أما المعتمرون الذين يفدون إلى مكة فإنه يسمح لهم في الوقت الحالي بزيارة الطائف فقط بعد أخذ الإذن من الإمارة.
هذه الخطوات ستؤدي إلى وجود سياح جدد في هذه المناطق، خلاف السائح المحلي والخليجي، وهي الخطوات التي نأمل أن تتحقق على وجه السرعة والتي ستساهم في حراك سياحي أكبر.
Kald_2345@hotmail.com