Al Jazirah NewsPaper Monday  28/06/2010 G Issue 13787
الأثنين 16 رجب 1431   العدد  13787
 
السلم الاجتماعي ودور أقسام الشرطة!
فهد الحوشاني

 

بالسلاح الأبيض وغير الأبيض نقرأ عن جرائم يرتكبها أشخاص يدفعهم سلوك بدأ يتنامى وهو أن يأخذ الإنسان حقه أو ما يعتقد أنه حقه بيده لا بيد وسلطة الجهات الرسمية! وهو مفهوم خاطئ يقودنا إلى بيئات .....

..... وسلوكيات الجاهلية وإلى قوانين الغاب! أولئك المعتدون لا يرون ضرورة إلى اللجوء إلى أقسام الشرطة كما يقول المنطق والعقل بل هم يعتقدون أنهم يختصرون الإجراءات، فإذا بهم يورطون أنفسهم بجرائم أحياناً توجب القصاص بالرغم من أن أساس المشكلة تعتبر خلافات عادية ويمكن أن تحل بالطرق الرسمية، نحن أمام سلوك نتج عنه الكثير من الجرائم التي كان من الممكن تلافيها لو لجأ أحد الأطراف للجهات الرسمية!.

أولياء أمور يتهجمون على معلمين ومدراء مدارس! حوادث إطلاق نار بسبب خلافات لن تحلها إلا المحاكم في نهاية الأمر، طلاب يهاجمون ويهشمون سيارات المعلمين! أشخاص يهاجمون قضاة أو رجال الهيئة وغيرها من الجرائم والأحداث، فكل يوم تطالعنا الصحف بأخبار مزعجة عن دماء وقتلى وجرحى هي نتيجة ثقافة (آخذ حقي بيدي)، لماذا وصل بنا الأمر إلى هذا الحد؟! هل هو ارتفاع في منسوب العدوانية لدى الناس لدرجة أنه أصبح البطش والقتل والضرب هو تنفيس عن مشاكل أو ضغوط دون التفكير بعواقب مثل هذه الأمور! أم هو بسبب عدم ثقة بجهات رسمية معينة لو اشتكوا إليها فستواجههم كثير من المواعيد والتأجيل! أو لن تتجاوب معهم في الوقت المطلوب! عنف لفظي وبدني تعاني منه الأسر والمجتمع بأكمله داخل البيوت وخارجها، كنا نقول عنها أنها غريبة على مجتمعنا، ولكننا الآن لا نقول ذلك لأنها لم تصبح غريبة لكثرتها! سرعة استجابة الشرطة وكفاءتها وسرعة تطبيق العقوبات أحد العوامل التي ستساعد على خفض نسبة الجرائم، وأقسام الشرطة تقوم بدور كبير ومهم في استتباب الأمن ولهم جهود لا يمكن إنكارها، لكن أقسام الشرطة مع زيادة رقعة المدن وكثرة السكان وازدياد عدد القضايا والأحداث بحاجة إلى أن يقابل ذلك زيادة في الكوادر البشرية والتدريب.

بعض المواطنين يقولون إنهم في حال الإبلاغ عن حادثة ما فإنهم لا يقابلوا باهتمام من أقسام الشرطة مقابلة تتناسب مع ما يشعرون به من ضيق، خاصة في مسألة سرقة الجوالات والسيارات، وسواءً كان ذلك أمراً حقيقياً أم لا! فإن تنامي مثل هذا الشعور السلبي لدى المواطن عن أقسام الشرطة ليس في صالح الأمن والسلم الاجتماعي، لذلك فالمطلوب دراسة كيف يفكر الناس؟ وكيف ينظرون إلى أداء أقسام الشرطة؟ وهل لتلك النظرة علاقة بنسبة الاعتداءات والجرائم! أعتقد أن تلك أسئلة مشروعة يمكن أن تساهم إجاباتها في خفض نسبة ثقافة (حقي بيدي) ليتم استبدالها بثقافة (آخذ حقي باتباع الطرق السلمية والرسمية)!.



alhoshanei@hotmail.com

 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد