عندما كان عدد المنتخبات المشاركة في مونديال كأس العالم مقتصراً على (16) منتخباً فقط ، أو حتى على (24) كانت القوة والإثارة حاضرتين منذ أول مباراة وحتى آخر مباراة في هذا المونديال أو ذاك، وعلى اعتبار أن هذا العدد كان يمثل صفوة الصفوة لمنتخبات العالم.. أما الآن ومنذ زيادة عدد المنتخبات المشاركة إلى (32) منتخباً فقد تغير الحال وبدأ هذا المونديال العالمي دون تشويق أو إثارة وهنا أقصد تحديداً من خلال (أدواره التمهيدية).. إلى درجة أن هناك من المتابعين ومن جراء ذلك من بات يؤجل اهتمامه بالمونديال ومنافساته إلى دور الـ(16) وإلى ما بعده من أدوار وذلك رغبة منه في متابعة مباريات من الوزن الثقيل وتستحق المشاهدة.
في مقال سابق كتبت أن علاقة منتخبنا الوطني مع مونديال كأس العالم قد بدأت من خلال التصفيات الآسيوية الأولية لمونديال الأرجنتين عام 1978م.. أما اليوم فسأكتب لكم أن (البداية الفعلية) لمنتخبنا مع المونديال كانت من خلال (تصفيات آسيا) المؤهلة لمونديال أسبانيا عام 1982م، وعلى اعتبار أن منتخبنا آنذاك ولأول مرة في تاريخه كان قد بلغ (التصفيات الآسيوية النهائية) وبعد أن تجاوز عقبة (التصفيات التمهيدية) التي أقيمت في الرياض بنظام التجمع، ومن جراء فوزه على منتخبات العراق (1-صفر).. والبحرين بنتيجة (1-صفر).. وسوريا (2-صفر).. وعلى قطر بنتيجة (1-صفر).. رغم النتائج السيئة جداً التي خرج بها من التصفيات النهائية (ذهاباً.. وإياباً) والتي تمثلت في (5) خسائر وتعادل واحد ودون أن يحقق أي فوز.
وقد سجل منتخبنا من خلال (مبارياته السبت) في التصفيات النهائية (4) أهداف فقط مقابل (16) هدفاً سكنت شباكه.. وكانت نتائجه على النحو التالي: أمام الكويت (صفر-1، صفر-2).. ,والصين (2-4، صفر-2)..وأمام نيوزلندا (2-2، صفر-5).. وكان أبرز نجوم منتخبنا في هذه التصفيات: سالم مروان وصالح النعيمة وفهد المصيبيح ويوسف خميس وماجد عبدالله وعبدالله عبدربه ودرويش سعيد وصالح خليفة وأحمد نيفاوي.. وبقيادة المدرب البرازيلي (مانيلي) الذي تولى أيضاً تدريب الهلال في موسم 1407هـ.
وتعد الخسارة بالخمسة (صفر-5) من أمام نيوزلندا من أغرب وأكبر الخسائر التي تعرض لها منتخبنا الوطني (في تصفيات المونديال) وعلى مر التاريخ، لا سيما أن كل الأهداف النيوزلندية الخمسة جاءت من خلال الشوط الأول، ولأن هذه الخسارة أيضاً حدثت في الرياض (ملعب الأمير فيصل -عصراً).. فضلا عن أن منتخبنا يومها كان قد شارك بكافة نجومه وعلى رأسهم ماجد عبدالله وباستثناء صالح النعيمة الذي غاب عن المشاركة بداعي الإصابة.. وقد تقلد يوسف خميس (شارة القيادة) بدلاً من النعيمة.
من تاريخ المونديال
ضربة جزاء منتخب هولندا ضد منتخب ألمانيا في نهائي مونديال 74م كانت ضربة غريبة، ومكمن غرابتها في أنها احتسبت في الثانية (80) من بداية المباراة، وقبل أن (يلمس) أي لاعب ألماني (الكرة) بعد سنترة البداية.
كما أن مشاركة (فهد الهريفي) في مونديال 1994م تعد أيضاً من الغرائب لأنه ربما كان هو اللاعب الوحيد الذي شارك أساسياً من بين كل لاعبي المنتخبات التي شاركت في هذا المونديال دون أن يلعب مع منتخب بلاده (منتخبنا الوطني) أي مباراة من خلال مباريات التصفيات المؤهلة للمونديال.
أما أسرع حالة طرد بالبطاقة الحمراء في تاريخ كأس العالم فقد كانت في (الدقيقة الأولى) من مباراة الأرجواي واستكتلندا في مونديال 86م الذي أقيم في المكسيك.. وكانت هذه البطاقة من نصيب اللاعب الأرجواني باتيستا...
على مر تاريخ كل المنتخبات التي تمكنت من الحصول على (كأس العالم).. يعد البرازيلي جارزينهو هو اللاعب الوحيد في تلك المنتخبات الذي استطاع أن (يسجل) من خلال كل المباريات التي خاضها منتخب بلاده حتى بلغ منصة التتويج.. بواقع هدف في كل مباراة.. وكانت تلك المباريات أمام بيرو وتشيكوسلوفاكيا والأرجواي وإنجلترا وإيطاليا.. (مع العلم) أن جارزينهو درب فريق الوحدة السعودي في موسم 1410هـ.
البلجيكي (جيريتس) مدرب الهلال شارك منتخب بلاده في مونديال82م، وكانت أفضل نتائج منتخب بلجيكا في هذا المونديال هي فوزه في مباراة الافتتاح على منتخب الأرجنتين بنتيجة (1-صفر).. وكان جيريتس يلعب في مركز الظهير الأيمن.. كما أنه كان كابتناً لمنتخب بلاده.
تعد بطولة كأس العالم.. هي المناسبة الكروية الوحيدة التي شارك من خلالها دون أن يسجل (هدفاً) عبر مبارياتها.. إنه ماجد عبدالله، يا خسارة!!
للتواصل : SALEHH2001@YAHOO.COM