كان المنتخب الألماني هو الأبرز في الجولة الأولى من مباريات الدور الأول (دور المجموعات) ببطولة كأس العالم 2010 التي انطلقت فعالياتها بجنوب إفريقيا يوم الجمعة الماضي والتي تفتقد الأهداف والانتصارات الكبيرة حتى الآن. واختتمت الجولة الأولى اليوم الأربعاء بكبرى مفاجآت البطولة حتى الآن حيث تغلب المنتخب السويسري على نظيره الإسباني بطل أوروبا (1- صفر) في المجموعة الثامنة، وتفتتح الجولة الثانية اليوم بلقاء المنتخب الجنوب إفريقي المضيف مع نظيره الأوروجوياني في المجموعة الأولى. وكما كان الحال في كأس العالم 2006 بألمانيا، رفعت أغلب المنتخبات شعار مبدأ السلامة في الجولة الأولى. وتعادل المنتخب الإيطالي حامل اللقب مع منتخب باراجواي 1 -1 كما تعادلت إنجلترا مع أمريكا 1 -1 وفرنسا مع أوروجواي سلبياً. ولكن المنتخب الألماني ثبت أن طريقة 4 - 2 - 3 - 1 يمكنها أن تصنع المعجزات في الهجوم. واستطاع المدير الفني يواخيم لوف بجهود لاعبيه الشبان أمثال مسعود أوزيل وتوماس مولر وسامي خضيرة، تقديم أسلوب لعب غير مألوف في المباراة التي فاز فيها الفريق على نظيره الأسترالي (4 - صفر) ليكون أكبر فوز في البطولة حتى الآن. حتى المنتخبات الكبيرة المنافسة لم تجد بديلاً عن الاعتراف بأنها لم تشهد من قبل شيئاً مثل الذي قدمه المنتخب الألماني، كما كان المهاجم الإنجليزي واين روني ولاعب خط الوسط الهولندي ويسلي شنايدر من بين الذين أشادوا بالفريق الألماني. وذكرت صحيفة دايلي تلغراف البريطانية «لقد حان الوقت للتخلص من الصورة النمطية لكرة القدم الألمانية». وشعر الألمان بالسعادة للفوز، ولكنهم أكدوا في الوقت نفسه أنهم لم يحققوا شيئاً حتى الآن، حيث إن الاختبارات الحقيقية للفريق ستكون أمام منتخبي صربيا وغانا وفي دور الستة عشر في حالة التأهل. أما المنتخب الأرجنتيني الذي يضم النجم ليونيل ميسي فقد تألق في بعض فترات المباراة التي فاز فيها على نظيره النيجيري (1 - صفر)، كما احتفل البرازيليون بعد الفوز على المنتخب الكوري الشمالي (2 - 1)، حيث يبدو أن نجوم السامبا أصبحوا معتادين على أن مهارات الماضي لا تحقق دائماً النجاح، وأن الحذر بدرجة معينة شيء أساسي. وقال كارلوس دونجا المدير الفني للمنتخب البرازيلي «أعتقد أن جميع المنتخبات المشاركة هنا يجب أن تلعب بفاعلية. ولم ينجح أي منتخب بخلاف المنتخب الألماني في تسجيل أكثر من هدفين في مباراته الأولى، كما جاء المنتخب الألماني في المقدمة من حيث فاعليته الهجومية حيث سجل ميروسلاف كلوزه وبديله كاكاو في المباراة أمام أستراليا. وشهدت المباريات الستة عشرة في الجولة الأولى ستة أهداف فقط من مهاجمين، وهو رقم متواضع مثل العدد الإجمالي للأهداف حيث لم يسجل سوى 25 هدفاً، أي بمعدل 1.56 هدف لكل مباراة. ولا يزال روني وميسي وكريستيانو رونالدو وصامويل إيتو خارج قائمة الهدافين، ولكن البرتغالي ديكو يشعر بالتفاؤل بأن الأمور ستتحسن. وقال ديكو «هذا شيء طبيعي، فجميع المنتخبات تكون حذرة في المباراة الأولى، هذا سيتغير بمرور الوقت». كذلك لم يرق الحضور الجماهيري إلى مستوى التوقعات، حيث شهدت الاستادات مقاعد شاغرة خاصة في المدرجات التي اشترى تذاكرها الجهات الراعية وجهات أخرى. ويقوم منظمو البطولة بعملهم بشكل جيد رغم وجود بعض المشكلات البسيطة في النقل والإضراب في قطاع الأمن. وقال لوف «الأجواء جيدة للغاية في الاستادات وفي البلد ككل».