Al Jazirah NewsPaper Friday  18/06/2010 G Issue 13777
الجمعة 06 رجب 1431   العدد  13777
 
أكد أن ثمانين ألف مسجد وجامع تخضع للتقويم المستمر .. وكيل وزارة الشؤون الإسلامية المساعد لشؤون المساجد لـ(الجزيرة):
لدينا رصد لخطب الجمعة وما تتناوله من قضايا وللخطباء الخيار في تناول ما يهم الناس بشأنهم الديني والدنيوي

 

الرياض - خاص بـ(الجزيرة)

أكد فضيلة وكيل وزارة الشؤون الإسلامية المساعد لشؤون المساجد الشيخ عبدالمحسن بن عبدالعزيز آل الشيخ، أن تعاطف طائفة قليلة من الخطباء مع الفئة الضالة، أوجب على الوزارة سرعة الحزم والحسم في هذا الموضوع الذي لا مساومة فيه.. مشيراً إلى أن الوزارة لا تتخذ قرارات بالإعفاء إلا بعد استنفاد جميع سبل إصلاح الخطأ، وتتخذ بعد دراسة من قبل لجان مختصة بالتقويم.

وكشف الشيخ عبدالمحسن آل الشيخ في حواره مع «الجزيرة» أن وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد مستمرة في برنامج العناية بالمساجد، وأنه يخضع للتقويم الدوري من قبل اللجان المختصة، ولأهميته جاء مرتبطاً بمعالي الوزير شخصياً.

كما تناول اللقاء بعض القضايا المتعلقة بخطبة الجمعة، وتأهيل الخطباء، وغير ذلك من الموضوعات المتعلقة بشأن المسجد.. وفيما يلي نص الحوار:

بذلت وزارة الشؤون الإسلامية جهوداً كبيرة من خلال برنامج العناية بالمساجد، في تدريب وتأهيل الخطباء والأئمة، ورعايتهم، والارتقاء بمستواهم، والجهود ما تزال مستمرة ضمن هذا البرنامج، فما الذي تحقق على هذا المستوى؟ وما الذي قدمه البرنامج للعناية بالخطباء والدعاة؟

- برنامج العناية بالمساجد موجه فقط للمساجد ومنسوبيها ولا يدخل الدعاة في أعماله وهو من البرامج المتميزة التي أطلقتها الوزارة وحقق نتائج طيبة لأن البرنامج يعتبر من البرامج الميدانية التي من خلالها يتم الوقوف على الواقع وتقويمه ومعرفة السلبيات والإيجابيات وهذا ليس بالأمر اليسير نظرا لسعة بلادنا وانتشار المساجد والجوامع في كل منطقة ومحافظة ومركز وعددها قد تجاوز 80 ألف مسجد وجامع ومع ذلك استطاعت الوزارة من خلال هذا البرنامج تقويم أداء موظفي المساجد من خطباء وأئمة ومؤذنين من خلال جولات اللجان الشرعية الميدانية واستطاعت أن تعالج كثيرا من السلبيات الموجودة كما استطاعت أن ترتقي بأداء العاملين في المساجد للأفضل من خلال الدورات التدريبية في معهد الأئمة والخطباء التابع للوزارة وغيرها والمتابع لأداء موظفي المساجد يلمس ذلك، وهذا البرنامج مستمر ويتعرض للتقويم الدوري من قبل الوزارة ولحرص معالي الوزير عليه جعله مرتبطاً به ويعتمد توصيات لجانه المتعددة.

ما الشروط التي يجب توافرها عند تعيين الخطباء والأئمة، وهل اللجنة المختصة باختيار الأئمة لها صلاحيات كافية للحكم على أداء الشخص، أم تقريرها اختياري قد يؤخذ به وقد لا يؤخذ به؟ وهل من حق أي شخص الطعن فيه؟

- الشروط المطلوب توافرها في تعيين الأئمة والخطباء والمؤذنين منصوص عليها في نظام الأئمة والمؤذنين وهي أن يكون سعوديا لا يقل عن (18) سنة مؤهلا التأهيل المطلوب المنصوص عليه.. أما ما يتعلق بلجنة المقابلة فيقتصر عملها على التأكد من توافر الشروط في المتقدم للحصول على وظيفة جامع أو مسجد، وهناك لجان أخرى دورها المتابعة والمراقبة والتقويم ومنها لجان العناية بالمساجد التي سبقت الإجابة عنها.

البعض اتخذ من قرار إعفاء بعض الخطباء والأئمة، وهم عدد قليل جداً لا يتجاوز المئات من أصل 80 ألف إمام وخطيب، فرصة لمحاولة النيل من دور الخطباء والدعاة، فكيف ترون هذه الحملة الموجهة ضد الأئمة؟ وكيف يمكن الرد عليها؟

- لا يخفى على الجميع ما مرت به بلادنا حرسها الله من ظروف من قبل الخوارج تلك الفئة الضالة وقد كان لطائفة قليلة من الخطباء تعاطف وخلط في المفاهيم، أوجب على الوزارة سرعة الحزم والحسم في هذا الموضوع الذي لا مساومة فيه والوزارة لا تتخذ قرارات بالإعفاء إلا بعد استنفاد جميع سبل إصلاح الخطأ وتتخذ بعد دراسة من قبل لجان مختصة بالتقويم، وكما ذكرت في سؤالك أن عدد من تم إعفاؤهم محدود جدا والسبب أن الوزارة لا تعين إلا المؤهل والمؤهل في الغالب تقل منه الأخطاء ولديه من الوعي ما يدرك به أهمية الالتزام بالشرع والنظام واستشعار المسؤولية والأمانة في أداء عمله.. أما النيل من الوزارة من أجل ذلك فلا يصدر ممن يعرف المسؤوليات الكبرى وطريقة ضبطها ولذلك فهو غير معتبر لمخالفته للمصالح العامة، والحقيقة أن المجتمع بنخبه وعقلائه يتفهم عمل الوزارة ويتعاون معها في سبيل خدمة بيوت الله تعالى وتحقيق رسالة المسجد الشرعية على الوجه الأكمل.

14 ألف مسجد و جامع بـ 14 ألف خطبة جمعة أسبوعياً، و56 ألف خطبة جمعة في الشهر، هل لديكم رصد تحليلي لمرتكزات خطب الجمعة، والقضايا التي تتناولها؟ أم الأمر متروك لكل خطيب؟

- نعم لدينا رصد لخطب الجمعة وما تتناوله من قضايا تهم المجتمع، كما أن الوزارة تتولى بين الفينة والأخرى التعميم على الخطباء بتناول موضوعات محددة تستدعي المصلحة الحديث عنها، كما أن الخطباء لهم الخيار في تناول القضايا التي يرون أنها تهم الناس في شأنهم الديني والدنيوي وفق الأصول الشرعية، وقد صدر قرار معالي الوزير بتشكيل فريق علمي للخطب يتولى مناقشة ما يتعلق بخطبة الجمعة ولديهم عمل متميز في هذا الصدد ستظهر آثاره قريباً.

خطبة الجمعة لها تأثيرها الكبير على الحضور، وهذا يتطلب الإعداد الجيد للخطبة، فما هي المواصفات التي ترون ضرورة توافرها في الخطبة، وماهي عناصر التشويق التي لابد من تواجدها؟

- خطبة الجمعة شعيرة عظيمة ولها أركان ذكرها العلماء ولا تخفى على الخطباء لكن ما أؤكد عليه أن يعتني الخطيب بتحضير خطبة الجمعة وفق الأصول الشرعية في شكل الخطبة ومضمونها وأن يدرك الفرق بين منبر الجمعة وغيره من المنابر كالمحاضرات والدروس والأطروحات الإعلامية وغيرها وأن يحرص على ما ينفع الناس ولا يشوش عليهم وما يجمع الكلمة ويوحد الصف لا ما يثير الفرقة وأن يتلمس حاجة جماعة مسجده وأن يحدث الناس بما تبلغه عقولهم من مسائل العلم والفقه والوعظ وأن يبتعد عن الاجتهادات الشخصية والآراء الشاذة، كما عليه أن يحرص على الأسلوب المناسب وأن يطور من أسلوبه في صياغتها وإلقائها وأن يحرص على تقصيرها دون إخلال بمقصودها وقد جاء في الحديث (إن طول صلاة الرجل وقصر خطبته مئنة من فقهه فأطيلوا الصلاة واقصروا الخطبة وإن من البيان لسحرا).

مقياس خطيب الجمعة الناجح، هل هو الأعلى صوتاً، والأكثر إثارة، والذي يطيل في خطبته، أم ماذا؟

- الخطيب الناجح بالإضافة إلى ما سبق هو الخطيب الملتزم بالأصول الشرعية والهدي النبوي في الخطبة والقادر على التأثير على الناس ونفعهم في أمور دينهم ودنياهم دون إدخالهم فيما لا يحسن من الأمور التي لا تنفعهم بل تشوش عليهم.



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد