إلى من استضافتها رحمة الله الواسعة.
إلى من رحلت عن هذه الدنيا وذكراها مثالا يحتذى، وطيبتها في الأعماق تنتشى وسمو خلقها يقتدى.
إلى من امتلأ كيانها إيماناً بالله... إلى الصابرة الظافرة إن شاء الله.
إلى الأخت الحبيبة في قلوبنا - دلال عبدالله السالم - رحمها الله وأسكنها فسيح جناته.
يا من وجدتها نعم الأخت والصديقة رفيقة الدرب في خدمة الوطن الغالي.
في مشوارها الطويل معي لا أعرفها إلا بالحياء خلقاً، وبكتاب الله عملاً، وهذا ينبع من إيمانها القوي بالله فخلقها الصدق والإخلاص والوفاء والتواضع والتسامح.
للخير باذلة وللصلح ساعية.. مثالية في انضباطها متفانية في عطائها. علمت وثابرت فأحسنت وأجادت كالشمعة في الضياء، والنخلة في الشموخ والعطاء.
نعم المعلمة والمربية وهذا ما عايشته معها يشهد لها بذلك زميلات المهنة ورفيقات الدرب ومن عاصروا التعليم معها.
لن تنساها (المدرسة الابتدائية الرابعة) فهي من بصماتها النفيسة التي أثرت عقولا وعلمت أجيالا.
تذكرها بالخير تلك الصغيرات آنذاك واللاتي لازلن على مقاعد الدراسة، وتذكرها من علمتهن ومضين في ركب الحياة، كيف لا وهي من غرست فيهن الحب والإخلاص والاحترام لكتاب الله والتمسك بآدابه وفضائله ومكارمه.
صورتها لا تفارق خيالي وهي تحمل كتاب الله مهرولة إلى طالباتها أو تخرج منهن إلى أخريات، همها استغلال وقتها في التعليم والتلاوة المجودة ذات المعاني القيمة والتفاسير البينة.
في آخر حضور لها لا أنسى ذلك اليوم وكأنها تودع طالباتها، كن فرحات يسود بينهن الحيوية والنشاط والتنافس لسماع أجود تلاوة بعدها تشجعهن فتسجل تلاوتهن على أشرطة توزعها على طالباتها للاحتفاظ بها.. ثم تأتي في نهاية الدرس لتقدم لي مصحفاً شريفاً، فكأنها تختم عملها بهذا العطاء المبارك.
كان كتاب الله الكريم همها فهو نبع ترتوي منه وخير تغدقه.
يا من كانت تسخر جهدها لكتاب الله وسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بشراك الجنة إن شاء الله.
يا من جاهدت ولازمت والدتها الكريمة في سنوات عمرها واستأثرتها بجل وقتها وكأنها تسابق الزمن لبرها والإحسان إليها إلى أن حرمها المرض وأعجزها عن ذلك.. فكانت استراحة المحارب في سبيل الله.
هنيئاً لك يا دلال هذا الوفاء والإخلاص.
وأي وفاء وإخلاص أعظم من خدمة كتاب الله وسنة رسول الله عليه الصلاة والسلام مقروناً بالبر والإحسان إلى الأم.
فنعم الجهاد إن شاء الله.
هنيئاً للخالة الفاضلة أم خالد ولآل السالم الكرام تلك الابنة المجاهدة الصابرة الظافرة إن شاء الله.. فعظم الله أجرهم وأحسن الله عزاءهم فلله ما أعطى ولله ما أخذ.
اللهم أجعل مرضها كفارة لذنوبها واجعل آخر عذابها عذاب الدنيا.
اللهم أجعلها من الصالحين والصديقين والشهداء والأخيار والأبرار.
اللهم أجزها جزاء الصابرين.
اللهم اجعل لها جنات الفردوس نزلاً واجعل ملتقانا هناك ووالدينا والمسلمين أجمعين. آمين يارب العالمين.
أختك المحبة والدة فراس إبراهيم الخليفي