عندما ذهبت لتعزية عمتي وأولادها في وفاة والدهم الشيخ صالح بن عبدالله العايد - رحمه الله - الذي توفي يوم الخميس ليلة الجمعة الموافق التاسع والعشرين من شهر جمادى الأولى, ورأيت تلك الجموع الغفيرة من الرجال والنساء التي أتت إلى بيته لتعزية أهله في وفاته، إضافة إلى الأعداد الكبيرة التي حضرت جنازته وعزت في وفاته، علمت علم اليقين أن هذا الرجل له مكانة كبيرة في قلوب الكثير، والناس شهداء الله في أرضه، وهو كذلك فعلاً؛ فالرجل منذ صغره عُرف بالصلاح والتقوى وحب الخير ومحبة الناس، وبذل المعروف ومساعدة المحتاجين.. نحسبه كذلك، والله حسيبه، ومن عرفه وجالسه وخالطه أحبه كثيراً؛ نظراً إلى ما يتمتع به من صفات حميدة تميز بها، وقد فقده القريب والبعيد؛ مَن عرفه ومَن لم يعرفه، والكل بكى حزناً على فراقه، ولكن هي إرادة الله، ولا راد لقضائه.. كيف لا، وهو القائل في محكم التنزيل: ?كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ?، والمؤمن عليه الصبر والاحتساب عند نزول المصائب.. صحيح أن الفقيد ذو مكانة عالية عند الجميع لكننا لا نملك البقاء لمخلوق؛ لأنه لن يخلد شخص؛ فكل من عليها مرده للفناء، وإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون، وكل ما في وسعنا حمد الله على ما قدر، والحزن والحسرة والألم على فقد عزيز وغال كأبي عبدالله الذي أحببناه وبعد موته فقدناه، والدعاء له في ظهر الغيب أن يتغمده الله بواسع رحمته، ويغفر له، ويجعل قبره روضة من رياض الجنة، ويجبر عزاء زوجته عمتي وأبنائه وكل قريب له وصديق وكل من فقده من أحبابه، وهكذا الدنيا نزول وارتحال، يقول الشاعر: