قال تعالى: (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ)(سورة آل عمران 185).
وقال سبحانه وتعالى: (وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ) (سورة البقرة 155 - 156).
وقال سبحانه وتعالى: ?فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ? (سورة النحل 61).
تلكم أيام معدودة وآجالٌ محتومة كما ذكرها الله في محكم كتابه.
ومع الساعات الأولى من صبيحة يوم الأربعاء الموافق 21 من شهر جمادى الأولى من عام 1431هـ أحس فقيدنا وحبيبنا الغالي رئيس قسم التمريض بالمديرية العامة للشؤون الصحية بمنطقة القصيم المغفور له بإذن الله صالح بن محمد بن عبدالكريم القناص بآلام شديدة نقل على أثرها من منزله إلى إسعاف مستشفى الملك فهد التخصصي ببريدة وما هي إلا ساعات قلائل وسلمت روحه إلى باريها.
انتقل رحمه الله رحمة واسعة وإلى الرفيق الأعلى. لم يكن رحمه الله بين إحساسه بالمرض ووفاته أقل من أربع وعشرين ساعة، لقد كان خبر وفاته صدمة وصاعقة قوية على أهله وذويه ومحبيه استقبلت بقضاء الله وقدره.
لقد قابلت جثمانه الطاهر ظهراً يوم الأربعاء 21 جمادى الأولى حوالي الساعة الثانية عشرة ظهراً وجدت الكثير من زملائه في العمل وأصدقائه امتلأت بهم جوانب وساحات إسعاف طوارئ المستشفى.
حُمل رحمه الله بسيارة إسعاف المستودع الخيري وبواسطة رجاله الخيرين إلى مغسلة الأموات لتجهيزه بالغُسل والتكفين.
أديت عليه صلاة الميت عصراً من جامع الشيخ العلامة محمد بن عبدالوهاب رحمه الله بمدينة بريدة وسط جموع غفيرة جداً وحُمل على أكتاف عدد من أقربائه وزملائه وأصدقائه ومحبيه سيراً على الأقدام من المسجد إلى مثواه الأخير بمقبرة الموطأ وسط دعوات الكثير من الجميع يدعو له كبار السن وممن هم تجاوزت أعمارهم السبعين عاما يدعو له الصغير والكبير بالرحمة والمغفرة والرضوان، كما أديت صلاة الميت عليه مرة أخرى بالمقبرة وسط جموع غفيرة.
أبا سلطان هنيئا لك.. وألف هنيئا لك جموع غفيرة جدا تلهج ألسنتهم بالدعاء إلى الله أن يتقبلك وأن ينزلك منزلة الأخيار والأبرار وأن يجعلك في جنانه.
أبا سلطان هنيئا لك بتلك الدعوات الخيرة والصادقة من الصغار والكبار، لقد كنت في حياتك رحمك الله رحمة واسعة تتعامل مع الجميع بروح الأخوّة الإسلامية الصادقة.
لقد كان رحمه الله يتعامل مع الجميع يساعدهم ويطمئن عليهم ويزورهم من خلال عمله بالمستشفى، يتعامل مع الجميع بروح صادقة.
كما يتعامل مع زملائه ومرؤوسيه بكل أمانة وإخلاص.
رحل أبا سلطان ووري جثمانه الطاهر وسط دعوات الجميع وللحقيقة وللأمانة لم أشاهد أناسا يشيعون جنازة بهذا الحشد من الناس وبهذه الدعوات الصادقة إلا رجال الزهد والتقوى والصلاح والعلم.
وجاءت ساعة تقبل أهله وذويه ومحبيه التعازي صفوف طويلة ساعات وهي تقدم واجب العزاء، وفي منزل والده وإخوانه العامر شهدت الأيام الثلاثة الماضية حشداً هائلا وسيلا عارما من أصدقائهم ومحبيهم ومعارفهم ورؤساء المرحوم إن شاء الله في العمل بتقديم مدير الشؤون الصحية بمنطقة القصيم الدكتور صلاح الخراز الذي أشاد بجهود المرحوم وحتى الساعات الأخيرة من حياته مبينا أن المرحوم يُعد موته خسارة كبيرة مبينا أنه واحدٌ من القدرات الفنية المتميزة.
كما قام بأداء واجب العزاء مدير عام الشؤون الصحية بمنطقة الرياض الدكتور هشام ناضرة والذي عمل مع المرحوم في السابق.
رحمك الله أبا سلطان رحمة واسعة وأدخلك فسيح جناته رحلت عن هذه الدنيا الفانية تاركا كنزاً هائلاً وسيلاً عارماً من دعوات الكثير والكثير ممن يدعون لك.
هنيئا لك ألف.. رحمك الله رحمة واسعة وجمعنا وإياك والجميع بجنانه.. ونحن على هذا الطريق سائرون وإلى الموت قادمون.
نسأل الله العلي القدير أن يجمعنا وإياكم وكافة إخواننا المسلمين بدار عزته وكرامته وأن يتقبل من الجميع العمل الصالح وعزاؤنا إلى أسرتك الصابرة على قضاء الله وقدره ولكافة محبيك وعزاؤنا لوالده ووالدته وزوجته وأبنائه وبناته وكافة إخوانه وأخواته، وأن يلهمهم والجميع الصبر والسلوان إنه ولي ذلك والقادر عليه.
قال تعالى: ?الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ? (سورة البقرة 156).
عبدالله بن صالح بن إبراهيم الحبيب