لا شك أن رعاية الطفل لا تكتمل إلا باكتمال أضلاعها، العقلية والجسدية والوجدانية، والأخيرة تتعلق بالتعامل مع الحياة بمنظار جمالي عبر ملكات الإبداع، لهذا جاء اهتمام العالم بالطفل متمثلا في إنشاء ميثاق الطفولة عام (1930)،وإنشاء منظمة الأمم المتحدة للأطفال (1946)، وإعلان العالم لحقوق الإنسان شاملة حقوق الطفل عام (1959)، ويوم الطفل العالمي (1989).
تم التوقيع عليها من قبل الدول العربية أفرزت (المجلس العربي للطفولة والتنمية)، والعديد من المنظمات التي يندرج فيها الاهتمام بالطفل منها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، ومجلس التربية العربي لدول الخليج. التي تضمنت أهدافها الاهتمام بالطفل وتربيته وإعداده ليكون فردا صالحا في مجتمعه.
ومن هذا المنطلق تشكلت لجنة سعودية للطفولة بقرار من مجلس الوزراء السعودي برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدا لعزيز وتم إنشاء أمانة عامة للجنة ترتبط مباشرة بوزير التربية والتعليم خصص لها ميزانية محدده ضمن ميزانية وزارة التربية والتعليم، ونتيجة لهذا التوجه من حكومتنا الرشيدة في منح الطفل السعودي الاهتمام والدعم والرعاية أضيفت هذه المهمة إلى مهام وزارة التربية والتعليم باعتبارها الجهة التي حملت على عاتقها بناء الأجيال السعودية ابتداء من مرحلة الطفولة، من خلال مناهج التعليم المأطره بقيم ومبادئ ديننا الحنيف وتهيئة السبل لتنفيذها، فالطفل هو اللبنة الأولى في أي مجتمع، يحتاج إلى بناء متكامل ليكون قادرا على العطاء في مستقبل أيامه محافظا على انتمائه لدينه ومليكه ووطنه، وقد دأبت الوزارة في تقديم الكثير من الإنجازات في هذا الجانب، إضافة إلى ما حظي به الطفل السعودي من تخصيص ملتقى يحمل عنوان «يوم الطفل السعودي» نوقش فيه حقوق الطفل في الإسلام، وفي الهيئات العالمية إلى آخر المنظومة.
هذا الاهتمام الكبير أثمر كثيرا من الأنشطة والفعاليات في جانب تنمية مهارات الطفل وتنمية مواهبه ومنها فنون الرسم والأشغال اليدوية (أبجديات الفنون التشكيلية) الذي أقامت له الوزارة قبل أيام بموافقة سامية، بينالي يحمل اسم (بينالي عسير الدولي لرسوم الأطفال 2010)على مستوى عالٍ من التنظيم والإعداد توج بتشريف كريم من صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز أمير منطقة عسير حيث شارك بالمعرض نخبة من المبدعين الصغار فناني المستقبل.
هذا الحدث الإبداعي لم يكن الأول في مسيرة (عسير الإبداعية) ولن يكون الأخير، فعسير بعاصمتها أبها هي (الأبهى) منذ أن كان الشاعر التشكيلي صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أميرا لها، أبقى قبل أن يغادرها أثره، أزاهير وورود إبداع أصبحت عسير بها محط الأنظار محليا وعالميا ولا زالت تحمل هذه (الكاريزما) بدعم متواصل ورعاية كبيرة من قبل أميرها فيصل بن خالد خير خلف لخير سلف الذي أكمل المسيرة الحضارية وأضفى الكثير من الدعم.
وبما أن الصفحة تختص بالفنون الجميلة رسما وتصويرا وخطا، فلن نتجاوز تخصصها إلى ما اشتهرت به أبها، أدبا وفكرا في الشعر والمسرح إلى آخر منظومة أبناء رحم الثقافة، لنعود للحديث عن أبها التشكيلية وإلى البينالي الذي أثبت قدرات أبناء عسير ممثلين في إدارة التعليم واللجان المنظمة، إنهم بالفعل على قدر من الثقة والاحترافية في إخراج هذا الحدث.
وإذا كنا ناسف أن كثيراً من العامة لا يرون في مثل هذه الأنشطة وبهذا الحجم إلا القليل من الإيجابيات، لجهلهم بأبعاده الثقافية والتربوية والإبداعية في مستقبل هذا الجيل، في وقت يجد فيه الطفل الاهتمام عالميا، وفي فنونه على وجه الخصوص، فإن هناك الكثير ممن يعتز بهذا التوجه من وزارة التربية والتعليم وعلى رأسها صاحب السمو الأمير فيصل بن عبدالله، ويبارك هذه الخطوة ويتمنى لها التواصل في أعوامها القادمة.
- قبل الأخير.
لقد أعاد هذا ال(بينالي) للوجدان مساحة الحلم الكبير الذي لازال ينتظر التحقيق، وهو بينالي تشكيلي وليكن (بينالي عسير للفنون التشكيلية) فعسير أحق بأن يقام بها هذا البينالي لما قدمته للثقافة والفنون وفي مقدمتها قرية المفتاحة التشكيلية.
* أخيراً لقد تألمت ألم المعاتب لعدم حضوري حفل افتتاح البينالي لأحظى بشرف السلام على أمير عسير أمير الإبداع، ولأثري قلمي بما أشاهده في هذا الإنجاز ليمتد الحديث عن البينالي في هذه الصفحة أياماً طويلة، مع أنني كرمت بترشيحي من قبل إدارة البينالي مستشاراً إعلاميا، إلا أن سقوط الدعوة سهوا كما جاء الاعتذار، حال دون ذلك.
monif@hotmail.com