Al Jazirah NewsPaper Tuesday  15/06/2010 G Issue 13774
الثلاثاء 03 رجب 1431   العدد  13774
 
عقب لقاء الداعية السويلم ب هيلة القصير.. متخصصون يتحدثون:
معركة (المناصحة) مع الإرهاب تفتح صفحة الجدل

 

جدة - غادة محمد :

أجمع عدد من المسؤولين والكتاب على خطورة التسامح مع المنتمين للأفكار المتطرفة وتبرير أفعالهم نظرا لما يعتري ذلك من تأثير سيئ على المجتمع.. يأتي هذا بعد خروج الداعية عبد الله السويلم بوصف فعلة المرأة الأكثر شهرة في تنظيم القاعدة «هيلة القصير» الذي أبان أنها مغرر بها من شخصيات داخل تنظيم القاعدة. خرج عضو لجنة المناصحة في وزارة الداخلية السعودية الداعية عبد الله السويلم بوصف امرأة التنظيم التي حازت على النصيب الإعلامي الأكبر في الفترة الماضية التي اعتبرها الكثير أنها أخطر امرأة في التنظيم «هيلة القصير» بأنها امرأة بسيطة مغرر بها, ورأى أنها مثل نساء البلد تخاف من الله لكنها أتت لتنتقم ممن قتل زوجها، حيث قال السويلم في حديثه إنها أخطأت حين تلقت الدعم من قبل تنظيم القاعدة. وصاحب خطاب السويلم ردة فعل من قبل الكتاب والمراقبين لدور لجنة المناصحة التي تقوم بتبرير العمل على لسان أحد أعضائها على الرغم من أنها كادت تنوي القتل والتغرير بفتيات وفتيان للقيام بأعمال تدميرية وإجرامية.

العبيكان: لا يجوز التعاطف مع من ينتمي للقاعدة

من جهته أعرب المستشار في الديوان الملكي الشيخ عبد المحسن العبيكان في حديثه ل»صحف» أنه لا يجوز التعاطف مع أي شخص ينتمي للقاعدة رجالاً كانوا أو نساء، بل يجب أن نكون عوناً للقضاء والقبض عليهم، وأضاف العبيكان الذي امتنع عن التعقيب على كلام الداعية السويلم: «يجب مساندة الجهات الأمنية للقبض عليهم وعدم تبرير أفعالهم والتعاطف معهم».

الغنامي: كيف «لهم» أن يقفوا معها ويهاجمون من يختلف «معهم»!

وقال الكاتب خالد الغنامي في حديث خاص ل «صحف» « التعاطف مع الإرهاب والدفاع عنه ودعمه مرفوض تماماً ومردود على أي شخص يطالب بالتعاطف معه، فليس كون أن أي شخص يأتي ليبرر لشخص ما ويؤكد أن (فلانة) مغرر بها ونصيحتهم بقاعدة « أحسنوا من الظن» على حد وصفه, وقال الغنامي في رد على الداعية السويلم: يجب أن يؤخذ حديثه على محمل الجد فأصبحنا الآن نرى التشدد في القضايا ومسائل فقهية بسيطة تكبر من خلال الصوت المضاد لتلك القضية التي تشكك في النيات واتهامها بالتخوين والتكفير وما إلى ذلك، وعندما يخرج أناس يمارسن الجريمة والإرهاب يخرج من يدافع عنهم ويحاول تخفيف الضغط»، واستنكر الغنامي التناقض الاجتماعي الذي ربط بالدين ورفض النقاش به لمجرد أنه لم يأت على أهوائهم. وتساءل في رد على الداعية السويلم: « أين هذه الرقة تجاه أشخاص لا ينتمون إلى حزب ما وعلى الرغم من أن القضية لا تعتبر دينية بحتة كما المرأة الإرهابية هيلة القصير التي بات هناك من يتصدى للدفاع عنها حتى يتم تخفيف الضغط عليها». وأضاف خالد الغنامي «إن الذين يدافعون عن هيلة نراهم يشنون حملات شعواء ويتهجمون بكلام سيئ وحرب لا هوادة لها لمجرد أن هناك آراء تختلف فقهياً معهم فقط». وقال الغنامي: «يجب أن يتوقف هذا التناقض لأنه دعم للإرهاب؛ لأن المدافعين عنه يحاولون إدخاله في قبول الرأي الآخر في الوقت الذي يرفضون الدخول في الرأي مع أشخاص يختلفون معهم في وجهات نظرهم فيما يخص مسائل فقهيه صغيرة». وتساءل الغنامي» هؤلاء الأشخاص الذين يدافعون عن الإرهابيين أين هم عن التسامح مع من يختلف معهم ويرفضون النقاش ويقدمون الحرب على الحوار تجاه نساء لم يرتكبن الجرائم التي ارتكبتها القصير؟» وتساءل أيضاً « كيف لهم أن يحددوا المعيار الذي يجعلهم ينحازون ويدافعون عن هيلة؟ وهم في المقابل يحاربون النساء اللاتي بلا جرائم فهل القضية حزبية ضيقة، حيث إن الواحد ينتمي لهذا الحزب ويستميت مدافعاً عنه وهذا ما نريد أن نفهمه فقط.»

خلود الفهد: تبرير الإرهاب يعمل على استمراره

وتساءلت الناشطة السعودية في حقوق المرأة خلود الفهد في تصريح خاص «لصحف» كيف لأشخاص يحاولون أن يشحذوا التعاطف مع امرأة تصدرت صحافتنا المحلية أخبارها التي تمكنت من جمع تبرعات فاقت المليوني ريال إلى تنظيم القاعدة في اليمن عبر عمليات غسيل أموال، وكانت مسؤولة عن قيادة أكثر من 60 عنصراً متورطاً في العمليات الإرهابية إضافة إلى أنها كانت تأوي المطلوبين في منازل آمنة ويقولون إنها مريضة نفسية ومغرر بها وإنها أبدت الندم على ما فعلته؟».

وقالت خلود الفهد: « تبرير الإرهاب يعمل على استمراره ويفاقم المشكلة، فالتعصب الفكري هو أساس الإرهاب وهذا النموذج هو من يستحق العقاب كي تكون عظة وعبرة وأن يكون عقاباً مغلظاً كي لا يفكر سواها في أن يسلك مسلكها. وكنت أتمنى من المحتسبين الذين يلاحقون الشباب والشابات عبر الفضائيات كي يرفعوا عليهم دعوى قضائية بتهمة المجاهرة بالمعصية أن يطالبون بمعاقبة الإرهابيين أو الذين يسوقون للفكر الإرهابي، عوضاً عن تتبعهم لمن يخالف رأيهم في محاولة لتكريس الفكر الأحادي الذي لم ينجح إلا في تكريس التطرف والغلو». وأضافت الفهد:»لا يشوه صورة الوطن فتاة ترفض أن ترتدي العباءة السوداء أو تتمنى أن تقود الدراجة الهوائية بحرية بقدر ما يشوه الوطن أمثال هيلة القصير أو وفاء الشهري.



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد