لا يكفي أن نتابع كرة القدم الحقيقية من خلال منافسات كأس العالم والاستمتاع بما يقدمه النجوم الكبار من الفنون الكروية الساحرة، بل لا بد من أن نتمعن في ثقل كرة القدم الاقتصادي ودورها الإعلامي في التعريف بحضارات الدول وثقافات الشعوب؛ لأن البعض منا لا يزال يتعامل مع الكرة على أنها لعب عيال، وهذا أثر سلبياً على مسيرة الرياضة السعودية بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص!
أيضا لا بد ونحن نتابع مباريات كأس العالم أن نقارن بين أحوالنا في أجواء المونديال وأحوالنا ونحن نتابع منافساتنا المحلية لنكتشف مدى الفارق الكبير في الجو العام وراحة الأعصاب؛ حيث لا تعصب ولا ضغط ولا ظنون أو شكوك.. بل تفرغ تام للمتعة الكروية، وبالتأكيد سيظهر لنا حجم الضرر النفسي والصحي لكرة القدم الصاخبة التي تتقاذفها التصاريح والبيانات والملاسنات التي لا تنتهي!
ولعلنا بالمناسبة نستفيد مما يحفل به كأس العالم إعلامياً من تغطية ميدانية وتحليل وتصوير وتعليق وإخراج.. فمعاناتنا في هذا الجانب كبيرة!
في انتظار نهاية فريق شجاع!
يبدو أن نهاية محبطة في انتظار العمل الاحترافي الكبير الذي قدمته إدارة الهلال الموسم الماضي؛ حيث يعيش الهلال هذه الأيام القلق بأنواعه كافة؛ فبعد أن أعلن الرئيس أنه كان سيقدم استقالته فيما لو لم يتأهل فريقه لدور الثمانية في البطولة الآسيوية، وبما يعني استقالته مستقبلاً فيما لو خرج الفريق من المسابقة، تناقلت الصحافة ووكالات الأنباء خبر اتفاق السيد جريتيس مع الاتحاد المغربي لتدريب المنتخب، وأن بداية العقد ستكون مع خروج الهلال من الآسيوية، ولكم أن تتصوروا حالة الإحباط والترقب التي يعيشها لاعبو وجماهير الهلال من جراء ذلك، ولا أدري كيف سيدخل لاعبو الهلال معسكر النمسا مع مدرب مؤقت يهددهم بالرحيل مع أقرب خروج من الآسيوية!
ومع هذه الأخبار شبه المؤكدة عن رحيل جريتيس لم أفهم سر حرص إدارة الهلال على التجاوب مع رغبته في إحضار فيصل الجمعان في مقابل ثلاثة ملايين ريال ربما تكون ثمن مباراتين فقط يلعبهما الجمعان مع الغرافة، فحسب السيناريو الذي أمامنا سيغادر جريتيس إلى المغرب في حال الخسارة؛ وبالتالي ربما تكون لمدرب الهلال الجديد نظرة الهلاليين السابقة نفسها التي نسقت فيصل الجمعان من قائمة الفريق!
كما أن الأمير عبدالله بن مساعد يستعجل استقالة شقيقه بعد أن أرهقهما الهلال، في إشارة إلى حجم المصروفات، وفي مقدمتها ما تم رصده للأجانب، ولو علم الهلاليون أن ويلهامسون مثلاً بثمنه الباهظ سيكون من ضمن عوامل تدفع الأميرين عبدالله وعبدالرحمن بن مساعد للابتعاد، وهما الثنائي الذي نقل الهلال إلى أجواء الأندية العالمية، لطالب الهلاليون اليوم قبل غد ببيع عقد ويلهامسون؛ فالهلال سيجد ألف بديل لهذا اللاعب، لكن من الصعوبة بمكان تعويض هذا الثنائي الذي أضاف الكثير والكثير من الوجوه الحضارية للهلال وللرياضة السعودية في ميدان العمل الاحترافي والتعامل الراقي، وخسارة الهلال لهذا الثنائي المثالي أكبر - وبمراحل لا تقاس - من خسارة الفريق للاعب مثل ويلهامسون؛ فالهلال بطل قبل ويلهامسون، وحقق مع أجانب أرقامهم المالية متواضعة من أمثال كوماتشو وتفاريس أكثر مما حققه مع ويلهامسون، ثم إن المسابقات السعودية يكفيها لاعب أجنبي يصنع الفارق البسيط عن اللاعب المحلي مثلما يقدمه اللاعب الكوري في الهلال مثلاً، أو ما كان يقدمه أبو شروان مع الاتحاد، مع كل التقدير والاعتراف بالبُعد الدولي والفني لمثل صفقة ويلهامسون والدور الفاعل الذي يلعبه مع الفريق الهلالي.
والذي يقلق الهلاليين ليس احتمالية رحيل الرئيس والمدرب؛ فرغم الحرص والرغبة الكبيرة في بقاء هذا الثنائي الذي قدّم الهلال بمواصفات عالمية؛ لأن الهلال عبر تاريخه لم يتوقف على رئيس ولا على مدرب؛ فلكل رئيس إنجازاته التاريخية، ولكل مدرب بطولاته مع الفريق.. لكن المقلق هذه المرة هو التوقيت المنتظر لرحيل الإدارة والجهاز الفني، والروح المعنوية المنهارة قبل الدخول في الآسيوية، التي ساهمت فيها نغمة «إذا خرجنا من الآسيوية أو إذا واصلنا في الآسيوية» وما ترتب على ذلك من حالة عدم استقرار فني ونفسي!
والتوقيت الحرج المتوقع أن يفقد فيه الهلال رئيسه ومدربه ومدير الكرة، الذي يتزامن مع انطلاقة الموسم القادم، يهدد بوضع الفريق في مهب الريح، وهو توقيت أرجو أن يعيد الأمير عبدالرحمن النظر فيه حتى لا يعصف بالهلال، كما أرجو أن يعلن الأمير التعاقد مع مدرب جديد يبدأ الإشراف على الفريق من معسكر النمسا، وإقامة حفل توديع لجريتيس مع أطيب التمنيات له بإقامة سعيدة في المغرب؛ فضرر تواجده مع الفريق الفترة المقبلة أكبر من نفعه في ظل التلميح والتصريح المستمر بترك الفريق في أقرب فرصة. وهنا أتفق مع ما كتبه زميلي علي الصحن بأن بطولة آسيا يجب أن تكون هدفا من ضمن خطة عامة للموسم القادم.
والواقع أن جريتيس وإدارة الهلال صنعا من الآسيوية بعبعاً مخيفاً للهلاليين؛ فالهلال النادي والفريق موعود بخسائر بالجملة إذا خسر الآسيوية؛ فإلى جانب رحيل الرئيس والمدرب ومدير الكرة سيبتعد أيضا رجل الاستثمار الأول ومهندس المشاريع الهلالية الأمير عبدالله بن مساعد، ومع ابتعاده سيصبح استاد الهلال مجرد حلم، وستتلاشى إمكانية العودة بقناة الزعيم من جديد، التي لو استُثمرت بشكل كامل لربما تجاوز مردودها ما تقدمه (موبايلي) للهلال!
من هنا نلفت النظر إلى خطورة الوضع الذي ينتظر الأزرق مع انطلاقة الموسم القادم، وأرجو أن نسمع في قادم الأيام ما يبدِّد قلق الجماهير الهلالية ويطمئن كل من استمتع بهلال الموسم الماضي!
البلطان و(بياعين الكلام)!
كلي ثقة بأن ابتعاد الأستاذ خالد البلطان عن الحزم سيكون (مؤقتاً)، وأقول مؤقتاً لأنني أدرك مدى حرصه على المساهمة في كل ما من شأنه خدمة الديرة بقطاعاتها كافة، ولأنني أيضًا أعرف مدى غيرته على إنجازاته الشخصية في الحزم التي ثبتت أقدام الفريق في دوري المحترفين، وصنعت منه فريقاً يحسب له ألف حساب، كما أنني لم أقلق من استقالة رئيس مجلس أعضاء الشرف؛ لأنه سيعدل عنها بعد أن يكشف للرساويين حقيقة بياعي الكلام الذين يحاربونه في الحزم ويوهمون عشاق الفريق بقدرتهم على رعايته من بعده!
لقد اختلفت مع أبي الوليد أكثر مما اتفقت معه، لكن لم يحدث أن طالبته برفع يده عن النادي؛ لأنه لا يطلب ذلك إلا من لا تهمه مصلحة الحزم ويسعى لإبعاد داعم كبير تتمناه كل الأندية؛ لذلك فالخلاف الذي كان بين الأستاذ خالد وبيني لم يكن شخصياً؛ فالتقدير والاحترام متبادلان، وإنما هو اختلاف في بعض وجهات النظر، التقريب بينها متاح وبما يخدم مصلحة الفريق؛ ولهذا أنا ضد كل الأصوات التي تقف ضد البلطان (شخصيا) وتتجاهل دوره الرئيس في النقلة النوعية التي حدثت في مسيرة الفريق الحزماوي وما قدمه في سبيل ذلك من جهد ووقت ومال كثير، وفي الوقت ذاته فإن الشاتمين والشامتين لا يمكن أن يتقدموا لرعاية الحزم، إما لعجز مالي أو خوفاً من الفشل بعد سنوات من النجاح عاشها الحزم مع خالد البلطان؛ لذلك نحن الآن في انتظار عودته حاملين شعار «ناديك يناديك»!
وسّع صدرك!
في اللقاء الثري والممتع الذي أجراه الزميل أحمد العجلان مع الأمير عبدالله بن مساعد حاول الأمير طمأنة جماهير الهلال بقوله: إن الوضع تحت السيطرة. لكن الأمير لم يوضح كيف يمكن السيطرة على وضع مرتقب حدوثه في توقيت حرج، وفي معمعة الموسم ربما يحتاج النادي إلى رئيس جديد ومدرب؟!
يقول الخبر: أشارت الصحف البلجيكية إلى أن جريتيس سيترك الهلال في نوفمبر المقبل كأبعد حد في حال تأهل فريقه إلى نهائي دوري أبطال آسيا أو في وقت أقرب في حال خروجه من المسابقة الآسيوية!
آه إلى هذا الحد يسترخص الهلال!
فريق النصر للكرة الطائرة دخل دائرة المنافسة وحلَّ رابعاً في بطولة النخبة التي فاز فيها الهلال، معلناً تطوره وتحول ناديه من نادي اللعبة الواحدة إلى نادي اللعبتين!