كثيرون يفتقدون وينسكب الألم في جوانحهم عند فراق من يعزون علينا في هذه الدنيا.
ويزيد الألم عندما يكون الراحل «جار خير» لا تراه إلا رائحاً لبيت الله أو غادياً منه، وإذا ما أردته تجده في «روضة المسجد» من بعد الأذان حتى انتهاء الصلاة.
ومن هؤلاء الأخيار الذين افتقدهم «حي النخيل الشرقي» بالرياض وافتقدته روضة مسجد الحي «مسجد الأمير عبدالله آل مقرن»، وافتقده الكثيرون من المحتاجين والفقراء: الوجيه الشيخ سعود المتعب السبهان عليه رحمة الله.
لقد كان هذا الراحل رجل خير فإن تحدث لا يتحدث إلا خيراً بل هو إلى الصمت أقرب منه إلى الكلام.
إنه «صاحب الباب المفتوح».. إذ إن باب منزله مشرع أغلب ساعات الليل والنهار حيث يستقبل هو وأبناؤه الزائرين والمحبين.. يستقبلهم بكل محبة وكرم ولطف.. بل إنه خصص أماكن مستقلة في منزله لمن يأتون من منطقة حائل ويرغبون السكن عنده.. رحمه الله رحمة واسعة.
الشيخ سعود السبهان أبوعبدالعزيز ذو صفات ليس أقلها الكرم، وليس أعلاها الوفاء.. وفاؤه عجيب، إنني عندما ألتقي به أجده أول ما يذكر أعمامي الذين عرفهم وجاورهم بالرياض عندما قدم هو من حائل وقدموا هم من عنيزة فتصادقوا وتجاوروا، ورغم أنهم سبقوه إلى الدار الآخرة فقد كان يذكرهم ويدعو لهم.
رحم الله الشيخ سعود السبهان وأبدله داراً خيراً من داره، وأسأل الله أن يكون نقله من «روضة المسجد» التي رافقها إلى «روضة جنَّته» التي أعدها الله للمتقين.