جميل أن تأتي استجابة سريعة من قبل وزارة الخارجية والسفراء لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للسفراء أثناء لقائهم مع الملك قبل أسابيع والذي كشف فيه عن تلقيه شكاوى عن عدم اهتمام السفارات بالمواطنين في الخارج وأنهم يغلقون أبواب السفارات في وجوه المواطنين.

عتاب خادم الحرمين الشريفين الذي جاء بعد تزايد شكاوى المواطنين من سلبية بعض السفارات السعودية في الخارج، وجد اهتماماً كبيراً لدى وزارة الخارجية، فبعد انتهاء اللقاء بدأت الاجتماعات ووضعت الخطط لترجمة توجيهات خادم الحرمين الشريفين، فبالإضافة إلى التوسع في فتح قنصليات سعودية إضافية وبخاصة في البلدان التي تشهد تواجداً سعودياً وكثافة في موسم الإجازات، اتخذت إجراءات عملية أخرى لعل من أهمها ما اتخذ من تخصيص «ديوانيات» أسبوعية تفتحها القنصليات لاستقبال المواطنين.

هذه الديوانيات التي سيبدأ العمل بها من موسم هذا الصيف، نأمل أن يستمر فتحها للمواطنين طوال العام، وأن يخصص يوم معلوم لكل المواطنين الذين يزورون البلد الذي تعمل فيه السفارة السعودية، وأن تكون تلك «الديوانية» بيتاً لكافة السعوديين وألا يقتصر دور تلك الديوانية على إقامة الولائم وتناول الأكل ثم ينتهي الأمر، فالواجب أن تكون الديوانية مكاناً مريحاً للمواطنين للالتقاء بالدبلوماسيين السعوديين لطرح همومهم وتلقي إجابات في تعاون إيجابي منهم، والأفضل أن تحرص السفارات التي تقيم تلك الديوانيات أن يتواجد وبصورة دائمة في الأيام التي تفتح فيها الديوانيات محامون وقانونيون لتقديم المشورة والنصح للمواطنين الزائرين أو حتى الذين اضطرتهم أعمالهم إلى الإقامة في ذلك البلد، وسيكون أفضل أكثر أن يتواجد مرشدون صحيون لتوجيه السعوديين لأماكن العلاج والشفاء وألا يتركوا المواطنين للاستغلال والابتزاز من خلال جماعات الوسطاء الذين يكثرون في موسم الصيف ويتصيدون السعوديين الباحثين عن العلاج.

الديوانيات السعودية في الخارج ستكون ملتقى طيباً نتمنى أن يقرب بين المواطنين وينفي صفة التكبر والسلبية عن الدبلوماسيين السعوديين.