الآن ومع اقتراب رحلات الصيف، سيصبح اختبار النقاب قضية ساخنة في الشرق والغرب، كيف؟
أولاً، هناك تداخل واضح بين العادت والتقاليد والجانب الشرعي المتفق عليه بالمجمل فيما يخص النقاب، أو تغطية الوجه بالكامل للمرأة، تداخل يقود إلى منطقة ضبابية، لا يمكن معها وضع خط فاصل ودقيق للبعد الاجتماعي التقليدي، وتشكيل العادات والبيئة لهيئة ولون الحجاب، مقابل الرؤية الشرعية المتفق عليها، وهو الأمر الذي لا يتوقف عن خلق جدل واسع، عند الحديث أو النقاش حول الحجاب الشرعي، وتغطية المرأة لوجهها أو لكل أطراف جسدها.
ثم إن حالة ما أصبح يتعارف عليه، بسيدة القاعدة، «هيلة القصير»، أصبحت تدعم بامتياز الاعتراضات الأوربية والغربية على النقاب (الذي لا يظهر إلا عيني المرأة)، ومنع استخدامه ولبسه في الأماكن العامة وعند الحركة والتنقل والعمل والدراسة.
إذن، «التنظيم النسائي للقاعدة» - إن جاز التعبير -، سيشكل تحديا أمنياً واضحاً، في قضية النقاب، وما يمكن أن يقود إليه الحجاب، والذي يخفي بطبيعته ملامح المرأة وصورتها، وتحت ذاك الرداء لا يمكن لك أن تعرف من هو «الكائن» القابع خلفه، وهل هو فعلاً مطلوبٌ أمنياً أو حتى مشتبه به، ويمثل قدرة لا حدود لها على المراوغة، وتجاوز كاميرات الرقابة والرصد، وبالتالي التخفي علانية، وهو ما يمكن استخدامه من قبل الرجال للغرض ذاته.
والحقيقة تظهر اليوم أن النقاب، أو تغطية الوجه بالكامل، لن يكون مقبولاً في أكثر من بلد غير إسلامي، والسبب المقلق دائماً هو السبب الأمنى، والذي يتعاظم مع تزايد أعمال العنف والجريمة عالمياً.
بل إن حجب وجه المرأة بالكامل، لن يكون موضوعاً قابلاً للنقاش أو الحوار، عند السفر إلى الدول غير المسلمة، بالتالي فإن من ترغب في السكون خلفه عليها أن تستقر في منزلها.
صحيح أن الملتزمين بالحجاب يجدون في كلام من هذا القبيل هجوماً على التزام اعتادوا عليه منذ الصغر، وعاشوا فيه ومعه سنوات، إن لم تكن عقوداً طويلة، علاقة يصعب تفكيكها، أو مجرد التفكير فيها، ناهيك عن احتماليتها.
ويشكل غموض شخصية المرأة، وتبعيتها المطلقة للرجل، وتدمير شخصيتها الاعتبارية والمستقلة، والتي توفرها وتدعمها الجماعات المتطرفة أو المتشددة التي تنظر إليها كجزء من الممتلكات، يشكل أرضية تسمح باستخدام وتجنيد ما يسمى بنساء القاعدة، والمتعاطفات معها، الأمر الذي يبرز إشكالية لا نهائية لمعضلة أمنية ستكون عصية على الكشف أمام ستار الحجاب، وهي ذات القناعة التي يرفض البعض محلياً حق منحهن أوراق إثبات رسمية مستقلة.
إلى لقاء