يستهل المنتخب الأرجنتيني مشواره المونديالي الخامس عشر بموعد متجدد مع نظيره النيجيري، وذلك عندما يواجهه اليوم السبت على ملعب «ايليس بارك» في جوهانسبرج في افتتاح منافسات المجموعة الثانية.
تدخل الأرجنتين إلى النهائيات الأولى على أراضي القارة السمراء وهي من المنتخبات المرشحة للمنافسة على اللقب العالمي رغم معاناتها في التصفيات الأمريكية الجنوبية التي تأهلت عنها بشق الأنفس بعد خطفها البطاقة الرابعة المباشرة في الرمق الأخير، وهي وقعت في مجموعة «مقبولة» نسبيا؛ لأنها تضم اليونان وكوريا الجنوبية إلى جانب نيجيريا.
تعتبر الأرجنتين إحدى القوى الضاربة في عالم كرة القدم، وهي من المنتخبات التي حصلت على شرف التربع على العرش العالمي مرتين (1978، 1986)، ولكن الصورة التي ظهرت بها في التصفيات هزَّت مكانتها بين الكبار، وهي تسعى بالتالي إلى أن تمحو الانطباع المخيب الذي ظهرت به من خلال الظفر بالنقاط الثلاث لمباراتها مع «النسور الممتازة»، أملة أن تجدِّد الفوز على المنتخب الإفريقي بعد أن تغلبت عليه في مواجهتيهما السابقتين في النهائيات عام 1994 في الولايات المتحدة (2-1) عندما كانت المجموعة تضم اليونان أيضا، وعام 2002 في كوريا الجنوبية واليابان (2-1) عندما ودع المنتخبان المونديال الآسيوي من الدور الأول.
من المؤكد أن مارادونا يريد أن يحسم المباراة الأولى بشدة؛ لأن الفوز سيمهد الطريق أمام رجاله لتصدر المجموعة، لكن النيجيريين الذين يشاركون للمرة الرابعة بعد أعوام 1994 و1998 (الدور ثمن النهائي) و2002 (الدور الأول)، لن يكونوا لقمة سائغة على الإطلاق، خصوصا أنهم يملكون مدربا محنكا هو السويدي لارس لاغرباك الذي قاد بلاده إلى نهائيات كأس أوروبا أعوام 2000 و2004و 2008 ومونديالي 2002 و2006. وعلق المدرب السويدي على ما ينتظره في مغامرته المونديالية الثالثة قائلا: «نملك فرصة كبيرة لتحقيق نتيجة جيدة في كأس العالم. أعتقد فعلا أننا نملك فرصة واقعية للذهاب بعيدا».
اليونان - كوريا الجنوبية
ستكون المواجهة الأولى على الإطلاق بين اليونان وكوريا الجنوبية متكافئة ويصعب التكهن بنتيجتها، لكن الطرفين سيحاولان الخروج من ملعب نيلسون مانديلا ستاديوم في بورت اليزابيث بالنقاط الثلاث إذا ما أرادا أن يعززا منذ البداية حظوظهما في الحصول على إحدى بطاقتي المجموعة إلى الدور ثمن النهائي.
تتواجد اليونان في النهائيات للمرة الثانية فقط بعد 1994 حين خسرت مبارياتها الثلاث أمام كل من الأرجنتين وبلغاريا (صفر -4) ونيجيريا (صفر - 2)، وهي تأمل أن تكون مشاركتها في المونديال الإفريقي أفضل من المونديال الأمريكي.
من المؤكد أنه لم يحصد أي منتخب آسيوي النجاح الذي عاشه منتخب كوريا الجنوبية في المونديال؛ فيكفي أنه سيخوض النهائيات السابعة له على التوالي منذ 1986 في المكسيك، إضافة إلى مشاركته الأولى المتواضعة عام 1954.
إنجلترا تريد استعادة هيبتها
يستهل منتخب إنجلترا مشواره في نهائيات كأس العالم في جنوب إفريقيا 2010 بمواجهة الولايات المتحدة اليوم في راستنبرغ، ولديه مهمة محددة: استعادة الهيبة.
ذلك لأن سجل إنجلترا في البطولات العالمية لا يتناسب مع سمعتها كونها مهد اللعبة الأكثر شعبية في العالم، ومنها انطلقت القوانين الأولى، وكونها أيضا تضمّ أعرق الأندية في العالم، وعلى رأسها مانشستر يونايتد وليفربول، وجمهورًا يعشق كرة القدم حتى النخاع.
فباستثناء فوزها باللقب العالمي مرة واحدة عندما استضافت العرس الكروي عام 1966 بقيادة المدافع الشهير بوبي مور ونخبة من أبرز اللاعبين في تلك الفترة أمثال بوبي تشارلتون والحارس الأسطورة غوردون بانكس، فإنها لم تتمكن حتى من بلوغ أي مباراة نهائية لأي نسخة منذ ذلك التتويج، وأفضل نتيجة حققتها كان بلوغها الدور نصف النهائي في إيطاليا عام 1990 وخروجها أمام ألمانيا بركلات الترجيح.
ولم يكن وضعها أفضل في كأس أوروبا؛ حيث لم تحرز اللقب إطلاقا، ولم تبلغ المباراة النهائية في تاريخ مشاركاتها.
بيد أن أنصار المنتخب يتوسمون خيرا من التشكيلة الحالية خصوصا بوجود مدرب محنك هو الإيطالي فابيو كابيلو الذي أعاد النظام إلى صفوف منتخب «الأسود الثلاثة» منذ أن استلم تدريبه خلفا لستيف ماكلارين بعد فشل الأخير في قيادته إلى نهائيات كأس أوروبا عام 2008 في سويسرا والنمسا.
بيد أن أنصار المنتخب بدؤوا يقلقون في الآونة الأخيرة لسببين، أولهما أن إصابات كثيرة لحقت بصفوف المنتخب، أبرزها لقائده ريو فرديناند الذي سيغيب عن النهائيات، ولاعب وسطه غاريث باري الذي سيغيب عن المباراة الأولى بعد إصابة في كاحله تعرَّض لها مطلع مايو الماضي، كما أن عروض المنتخب الإنجليزي في مباراتيه التجريبيتين أمام المكسيك واليابان لا تبشران بالخير على الرغم من أنه أنهاهما في مصلحته 3-1 و2-1 على التوالي.
ويفتح غياب باري عن المباراة الأولى الباب أمام جو كول ليخوض المباراة أساسيا، وذلك للمرة الأولى منذ سبتمبر عام 2008.
ويؤكد كول الذي سيترك تشلسي وينتقل على الأرجح إلى جاره آرسنال أن فريقه جاهز لدخول أجواء المنافسة في جنوب إفريقيا، مؤكدا أنه يجب ألا نعير العروض في المباريات التجريبية أهمية كبرى لأن الأهم هو التألق في النهائيات.
وقال كول: «المباريات التجريبية دائما ما تكون صعبة للغاية، فقبل النهائيات الأخيرة في ألمانيا حققنا انتصارات واسعة على جامايكا والمجر، لكننا خرجنا مبكرا من البطولة، ربما الأمر ليس بهذا السوء ألا نلعب جيدا هذه المرة في المباريات الاستعدادية».
وكان كول أحد أفراد المنتخب الذي خرج من الدور ربع النهائي في النسخة الأخيرة ضد البرتغال، ولا يزال معظم أفراد ذلك المنتخب موجودين في التشكيلة الحالية، بيد أن لاعب الوسط يعتبر أن أمورا كثيرة تغيرت منذ حينها بقوله: «التشكيلة الحالية تملك خبرة البطولات الكبرى، لدينا واين روني في أوج عطائه، وستيفن جيرارد أيضا في سن مثالية».
وأضاف: «أعتقد أننا قادرون على إحراز كأس العالم، لدينا ثقة بالشباب، وإذا حالفنا الحظ بعض الشيء نستطيع الذهاب حتى النهاية».
ولا يمكن للمنتخب الإنجليزي أن يستخف بقدرات نظيره الأمريكي الذي بلغ مرحلة نصف نهائي كأس القارات العام الماضي في جنوب إفريقيا إثر تغلبه على إسبانيا، ثم تقدَّم على البرازيل في النهائي 2 - صفر قبل أن يخسر أمام أبطال العالم خمس مرات 3 -2.
وسيحاول المنتخب الأمريكي فرض رقابة لصيقة على الولد الذهبي للكرة الإنجليزية واين روني، ويقول المدافع جاي دي ميريت عن هذا الأمر: «بالطبع مهمتنا ليس توجيه الركلات إلى روني أو محاولة استفزازه، كل ما في الأمر أننا سنحاول تضييق المساحات عليه وتقليص التموين باتجاهه».