علمتني الحياة أن الحيوان المفترس يعود لحظة ما لطبعه، وإن رُوِّض منذ لبانه.., كما أن قطَّ الدار الأليف, يمكن أن يغزو الطبق على الطاولة الفاخرة, وإن كان مرقده وثيرا,.. وأن النافذة وإن نُظِّفت كل لحظة، فإنها جهة الغبار, وأن الشجرة مهما كبرت تظلل.., والجدول وإن نضب يبقى,..

كما علمتني مهنة التدريس أن لا حدود للعطاء..

وعلمني الإنسان العربي أن عدم ثقته بنفسه عقدة، تجذرت فيه مهما ارتقت به مراتب المعرفة والعلم,..

وعرفت أن طرقا كثيرة غطاها جهله بنفسه عن مدار وعيه.., وعلمتني بذلك الحياة أن الناجح مغبونٌ، والقوةَ وهنٌ، والذهب لا يشتريه من لايملك ثمنه..

وعلمني الصباح أن حضوره لا يمحو ظلام الليل، كما علمني الليل أن مثوله لا يمنع الصبحَ القدوم..

علمتني الأمومة أنها المدى الأوحد لكل قيم التعامل، ولمفاهيم الحب، ومراتب العفو..

علمتني الحياة أن الرفقة الوثيقة فيها، هي جنةٌ لا يعرفها الدنيويون.., وأن الدنيا لا تبهج إلا بشذاها..

وتعلمت أن الصبر جسرٌ, وأن الصمت تبرٌ..,

وعلمتني الكلمة أن الوفاء لها مسؤولية، وأن التهاون بها مصيرٌ.. وأن لا خلاص من الأتون..

وعلمتني السنوات أن الحياة تهب النافذة، وأن الإنسان من يحرك القفل..,

وأن محبة الآخر مفتاح، وأن المفتاح إيمان مطلق، وأن النتيجة في مرمى المطلق..

وعلمني التأمل أن الحياة مطلق..