الجزيرة - الرياض
لفت مستشار الابتكار المؤسسي محمد شلبي (مؤلف كتاب صناعة الابتكار) إلى أنه تسود قناعة لدى قطاع عريض من المبادرين لإقامة مشروعات صغيرة أو متوسطة مفادها أن المصدر الوحيد للفرص الاستثمارية يكمن فقط في الفجوة بين العرض والطلب لسلعة أو خدمة ما في السوق، وقال إن هذه القناعة غير صحيحة.. فهناك على سبيل المثال عشرة مصادر ذكية (غير تقليدية) للفرص الاستثمارية يستطيع أصحاب المشروعات في طور التأسيس وكذلك مديرو المؤسسات القائمة استثمارها بالفعل وبنجاح.
وأوضح شلبي أن مصادر هذه الفرص تتركز في معظمها في قدرة المبادر على المتابعة النشطة للمعلومات والمتغيرات في النشاط الإداري وتوظيفها للخروج بالفرص التي غالباً ما تكون مختفية أو تحتاج لاستنباط وابتكار ومن ثم اقتناصها، وقال إن السوق يعج بنطاق واسع من الفرص العملية التي تجعل من هذا الطرح النظري تطبيقاً عملياً ملموساً، من ذلك ميدان التكنولوجيا المستجدة والسعي لاستثمارها وتطويرها مما يعطي الفرصة لاكتساب أرباح طائلة إن أحسن المستثمر استغلالها وبذكاء.
وضرب المحاضر مثلاً بتقنية التجارة الإلكترونية المتسارعة والمتنامية في مجالات الشراء والبيع، بل إن الصفقات باتت تعقد فيما وراء البحار وعبر الحدود الشاسعة من خلال أجهزة الكمبيوتر، وقال إن المستثمر الذكي يستطيع أن يبادر لاقتناص فرص هائلة تتيحها له هذه التقنية الجديدة قبل أن يقتحمها الغالبية وتصبح من العمليات الشائعة، ومن خلالها بادر عدد من الجهات للتوسع في استثمار هذه التقنية بما يعرف بالبطاقات الذكية.
وقال إن هذه البطاقات الذكية استخدمت على نطاق واسع في الأسواق الأمريكية، وفي مجالات لم تكن مألوفة مثل تسديد رسوم المدرس والجامعات وتسديد نفقات كي الملابس وطلب الوجبات، بل ومفاتيح للمنزل والسيارة ورخص القيادة، وغير ذلك من الاستخدامات التي لم تكن مألوفة، وجنى مستثمروها أرباحاً طائلة قبل أن تتسع دوائر استخداماتها وتشيع.
أما المحاضر خالد مساعف مستشار تطوير الفرص الاستثمارية فقد ركز حديثه حول أدوات تقييم الفرص الاستثمارية، من خلال أربعة عناصر.. الأول يتمثل في عنصر الاستثمار، موضحاً أن على المستثمر أن يسأل نفسه في بداية تنفيذه للمشروع عن حجم التمويل المطلوب منه كاستثمارات، وأن يقدر ذلك بصورة معقولة، فلا يحدد مثلاً 100 ألف ريال، ثم يُفاجأ بأن الإنفاق تعدى مثلاً 600 ألف وهو ما يبرز خطأ التقدير الذي قد يكون سبباً رئيساً لتوقف المشروع وتعثره، إذا كان لا يملك السيولة الكافية، خصوصاً في حالة التفاوت الكبير بين رأس المال المقدر والفعلي.
ولفت مساعف إلى أهمية أن يخطط المستثمر صاحب المشروع الجديد لموازنة تحدد توقيت وصول مشروعه إلى نقطة التعادل بين المصروفات والإيرادات، ومن ثم متى يصل إلى مرحلة الربح، بعد الصرف دون أرباح وإيرادات لا تغطي التكلفة، وأن يقرر ما إذا كان سيستخدم الإنترنت كوسيلة غير تقليدية للتسويق وليس الاكتفاء به كمصدر للمعلومات، وتطرق المحاضر لباقي العناصر وهي مميزات السلعة أو الخدمة، والسوق ومدى تقبل المستهلكين للسلعة، وأخيراً احتمالات ومفاجآت التغير الذي تواجهه السلعة في السوق.
وانتقل المحاضر مساعف للحديث عن معادلة نجاح المشروع، فذكر أن على المبادر أن يعطي فرصة للفرصة الاستثمارية ولا يتعجل تقديم دراسة جدوى المشروع إلى الجهة الممولة، قبل أن يطرح فكرة ابتكارية لمشروعه، محذراً من استعجال دراسة الجدوى قبل التأكد من سلامة الفكرة ووجاهتها وأنها ستضيف للسوق وليست تكراراً لغيرها، بعدها يقدم دراسة الجدوى ومن ثم خطة مراحل تنفيذ المشروع، وقدر مساعف نسبة نجاح فكرة المشروع بـ 20%، بينما يمثل تنفيذها 80% من نجاح المشروع.
جاء ذلك خلال محاضرة عن الاستثمار الذكي نظمتها لجنة شباب الأعمال في غرفة الرياض وشارك فيها المستشاران في مجال تطوير الأعمال محمد شلبي وخالد مساعف.. وشهدت حضوراً كبيراً من شباب وشابات الأعمال، والتي جاءت في إطار برنامجها لنشر الوعي الاستثماري والتثقيفي لدى شباب وشابات الأعمال.