الجزيرة - أحمد المطيري
تُعد سوق الدواجن بالمملكة من أكبر الأسواق الاستهلاكية الواعدة بالمنطقة إلا أن أسعار المنتج المحلي ترتفع عن نظيرها المستورد بنسبة تصل إلى قرابة 50%.. وبالرغم من الدعم الذي حظيت به مشاريع تربية الدواجن في بداياتها إلا أنها تواجه مصاعب متعددة تفقدها ميزة التنافسية مع المنتج الأجنبي وحول الأسباب التي تقف وراء تراجع قدرة القطاع على منافسة الدجاج المستورد.
وقال الدكتور عبد الله العبيد وكيل وزارة الزراعه لشؤون الأبحاث والتنمية الزراعية للجزيرة: «بداية لا بد أن نؤكد على أهمية نشاط إنتاج الدواجن اللاحم والبياض الذي يُعد من المجالات الواعدة خصوصاً في هذا الوقت الذي ارتفع فيه الوعي لدى المستهلكين في جانب الحفاظ على صحتهم بشكل كبير، حيث أصبح المستهلك يفضل اللحوم البيضاء نظراً لقيمتها الغذائية العالية وأرتفاع أسعار اللحوم الحمراء في الوقت الراهن، ويحظى هذا النشاط برعاية كريمة من قيادتنا الرشيدة ولكن يلاحظ عجز منتجي الدجاج اللاحم محلياً عن زيادة نسبة الاكتفاء الذاتي في اللحوم البيضاء حيث نجد أن نسبة الأكتفاء الذاتي وصلت لـ 65% قبل أربع سنوات تقريباً قبل أن تتراجع الآن إلى 50% نتيجة زيادة كميّة الدجاج المستورد على حساب المنتج المحلي، ويواجه نشاط الدجاج اللاحم حالياً بعض العقبات أهمها زيادة كميات الدجاج المستور ورخص ثمنه نظراً لاستمرار تمتّعه بدعم الصادرات وأنواع أخرى من الدعوم من قِبل الدول المنتجة له.. هذا بالإضافة إلى انخفاض الرسوم الجمركية على الدجاج اللاحم المستورد والتي خفضت قبل سنتين من 20% إلى 5% ولا شك أن ذلك يشكّل ميزة نسبيّة للدجاج المستورد، بالإضافة إلى ذلك تواجه مشاريع الدجاج في المملكة عدة عقبات أخرى أهمها ارتفاع التكاليف الإنتاجية ليس للأعلاف فقط.. وإنما لعناصر الإنتاج الأخرى مثل العمالة والإضافات العلفيّة والعلاجات ومشاكل أخرى تسويقية، ولقد تقدم بعض أصحاب مشاريع الدجاج اللاحم للوزارة بطلب دراسة وضعهم والنظر في حجم الإعانات الحالية للأعلاف ومتى ما اتّضح للوزارة أهميّة زيادة الإعانة الحالية على الأعلاف فإنها ستبادر بطلب رفعها وفق الإجراءات الرسمية والأنظمة المتّبعة، وهناك مشكلة فنية أخرى تواجه وزارة الزراعة في مساعيها الحالية لدعم صناعة الدواجن والتي تكمن في صعوبة الحصول على مواقع ملائمة، ولعلي أنتهز هذه الفرصة لأدعو رجال الأعمال للتوسّع في هذا النشاط من خلال زيادة الطاقات الإنتاجيّة الحالية أو إنشاء مشاريع جديدة والوزارة ستسّهل عملية الحصول على التراخيص اللازمة وفق أنظمتها وإجراءاتها وأتوقع مستقبلاً زاهراً خلال فترة قصيرة لهذا المجال نتيجة ارتفاع الطلب على اللحوم البيضاء مع توقعاتي أيضاً بارتفاع أسعار الدجاج المستورد في حال انتهاء المفاوضات الحالية لمنظمة التجارة العالمية بالدوحة وفق أجندة الدوحة للتنمية والتي ستؤدي إلى إيقاف إعانات التصدير في العام 2013ميلادية وتخفيض جوهري في إعانات الإنتاج»
من جانبه أضاف الخبير عبد الله الفيفي بقوله: «لعل أهم المعوقات أمام تطور صناعة إنتاج الدواجن بالمملكة، الجودة والنوعية: وهذه من الأسباب الرئيسة لعدم ثقة المستهلك بالمنتج الوطني للأسف، فعندما نقارن بين السعر المرتفع من جهة والجودة المتدنية من جهة أخرى نجد الفرق الشاسع بالمقارنة مع الدواجن المستوردة، كما لا زالت الدواجن المنتجة داخل المملكة في ارتفاع مستمر دون مبرر يقنع المستهلك وهذا عائد إلى ارتفاع تكاليفها الإنتاجية وفي ظني أن السعر الحالي مرتفع عن المعدل الطبيعي بما يزيد عن الـ50% وهذه إشكالية أخرى».
الجدير ذكره أن صناعة الدواجن شهدت تطوراً كبيراً منذ العام 1981م منذ أن بدأت تتلقى دعماً حكومياً كبيراً حيث تعتبر المملكة أكبر دولة خليجية من نسبة الاكتفاء الذاتي بإنتاج الدجاج حيث ارتفعت النسبة من 27% إلى قرابة 65 % وتنتج المملكة 250 مليون كيلو جرام من لحوم الدواجن حالياً ويبلغ حجم سوقها 10 مليارات ريال بينما بلغ حجم الاستثمارات بالعام الماضي حوالي 35 مليار مما يعادل 12 بالمائة من الناتج المحلي بينما يبلغ الاستهلاك اليومي الإجمالي 3 ملايين كيلو جرام وحصة الفرد حوالي 42 كيلوجراماً ويتوقع أن تقفز الاستثمارات لهذا العام لحوالي 32 مليار ريال بينما تخطط المملكة للوصول إلى الاكتفاء الذاتي الكامل من إنتاج الدواجن في العام 2025 م فيما يصل عدد المشاريع لحوالي 500 مزرعة حالياً تنتشر في كافة مناطق المملكة.