(الجزيرة) - دبي
ثمّن المشاركون في مؤتمر إستراتيجيات التنافسية العالمية للبلديات وتطوير المدن الذي نظّم خلال الفترة 6-10 يونيو 2010 دور اللجنة المنظمة للمؤتمر في تثقيف الرأي العام بدور البلديات الهام والإستراتيجي وتزويدهم بما يحتاجونه من أمور الحياة ككل بشكل علمي مبتكر وإبداعي متميز ولعل المشاركة المكثفة للمؤسسات والبلديات الخليجية كانت داعمة لمسيرة العمل والأداء البلدي في مجلس التعاون وجهود المسؤولين في مختلف المجالات البلدية لرفع مستوى الخدمات وتطوير المرافق مع المحافظة على هوية المدن والأحياء وطابعها المعماري وتنمية البيئة في مختلف مناطقها وتوفير الصحة العامة والسلامة البشرية من خلال التركيز على عدة أمور مهمة وهي التقريب بين النظم والتشريعات البلدية، تبادل المعلومات والدراسات والإنجازات والتقارير، تنفيذ برامج لتبادل الخبرات والاستفادة من الدروس للدول الأخرى.
هذا و كان اليوم الأخير قد اختتم بورقة عمل قدمها المهندس / يسري الشرقاوي المستشار والخبير بمجال الأمن الغذائي بالوطن العربي تناولها فيها إستراتيجيات الأمن الغذائي من المنظور البيئي والاقتصادي, مستعرضا مايخص الموارد المائية والثروة السمكية بدول الخليج العربي، حيث أشار إلى حجم المشاكل والتحديات الفعلية والحقيقية التي تواجه العالم كله في هذا المجال و ما تواجهه المنطقة العربية و منطقة الخليج العربي على وجه التحديد مدللا بالعديد من الإحصائيات والأرقام الهامة المأخوذه عن مواقع عالمية برنامج الغذاء العالمي ومنظمة الأغذية والزراعة ( الفاو), معربا عن أهمية وخطورة تعميق مفهوم الاكتفاء الذاتي القطري والإقليمي.
كما استعرض الخبير سفيان فراح في مجال تغيرات المناخ من المركز الوطني للأرصاد والزلازل بدولة الإمارات العربية المتحدة مساهمات الإمارات في مجال مكافحة تغير المناخ وأن البلدان العربية هي من المناطق الأكثر تعرضاً للتأثيرات السلبية المحتملة لتغير المناخ، وأهمها الإجهاد المائي، وتراجع إنتاج الغذاء، وتأثيرات ارتفاع مستوى البحار، وخسارة التنوع البيولوجي، وتردي الصحة البشرية، وأن في الدول العربية نقصاً في قواعد البيانات وفرق العلماء المتخصصين في قضايا تغير المناخ. وأكد أنه على رغم ضخامة التحديات، لا يجري تنفيذ جهود تخفيفية أو تكييفية منسقة تذكر لجعل الدول العربية أفضل استعداداً للتصدي لتأثيرات تغير المناخ.
وقد أنهى المؤتمر الذي شهد جدلاً فكريا وأكاديمياً حول تطوير بعض المشاريع الجديدة وفق أحدث التقنيات بجملة من التوصيا ت تركزت على أهمية.
تطبيق إستراتيجيات جديدة تساعد المدن على تحقيق ازدهارها ور خائها وتطبيق أحدث المبتكرات الكفيلة بحماية البيئة المحلية.
وكذا تطبيق إستراتيجيات جديدة هدفها بناء اقتصاديات متينة ومتنوعة تعمل على تحسين نوعية الحياة للسكان وتكون قادرة على التنافس على الصعيد العالمي.
إلى جانب أهمية الأخذ بمفهوم النظام التخطيطي الشامل بمفاهيمه الفرعية وتطبيقاته العملية،
والعمل على دمج مفهوم التنمية المستدامة، والمجتمعات المستدامة في صلب العملية التخطيطية العمرانية الشاملة.
وكذا ضرورة دمج تشريعات وقوانين البناء والتخطيط العمراني بمفاهيم الاستدامة العمل على جعل التراث العمراني جزءاً لا يتجزأ? من الهيكل الثقافي والاقتصادي والعمراني لدول مجلس التعاون الخليجي. وجملة من التوصيات التي تمحورت حول البيئة والمدن الذكية وأهمية تبادل الخبرات والمعلومات بين دول مجلس التعاون وصولا إلى توحيد الأنظمة والتشريعات في المجال البلدي وإنشاء مواقع إلكترونية موحدة ومدن ذكية متكاملة مع التشديد على أهمية الأمن الغذائي والسلامة والتغيرات المناخية وضرورة وضع السياسات الناجعة في هذا المجال.