Al Jazirah NewsPaper Monday  07/06/2010 G Issue 13766
الأثنين 24 جمادىالآخرة 1431   العدد  13766
 
من القلب
المونديال.. ومحنة الاختبارات!!
صالح رضا

 

يتكرر توافق بطولة كأس العالم لكرة القدم مع الاختبارات النهائية للمرحلتين المتوسطة والثانوية كل أربعة أعوام.. دون أن تحرك وزارة التربية ساكنا في تقديم الاختبارات في العام الدراسي الذي يتوافق مع المونديال.. وقد كتبت سابقاً وكتب غيري ننبه لهذا الأمر.. فبطولة كأس العالم يتابعها الملايين حول الكرة الأرضية.. ومن ضمنهم طلاب المرحلتين المتوسطة والثانوية هنا بالمملكة.. كما لا يتابعون حدثاً آخر على الإطلاق.

إن الاختبارات لدينا ما زالت عبئاً على الطالب صنعناه لفلذات أكبادنا.. ونحن قوم ما زلنا متشبثين بلوائح للاختبارات وضعها إخوة عرب تختلف ظروفهم التعليمية والتربوية والمعيشية عما لدينا.. تلك اللوائح التي وضعت في التسعينيات الهجرية وقبل أكثر من ثلاثين عاماً قد تغيرت من كثرة التعديل والتبديل فيها حتى اختلطت على المستجدين في السلك التربوي.

إن الوضع الإيجابي في المدارس الابتدائية هو عندما تمَّ القضاء على (فوبيا) الاختبارات.. وذلك عن طريق التقويم المستمر.. والمثمر.. وتُشكر وزارة التربية على هذه الخطوة البناءة.

- فلماذا لا نثق في المعلم على الأقل في المرحلة الإعدادية ونعمم التقويم المستمر.. والقضاء النهائي على اختبار نهاية الفصل الثاني تدرُّجاً في تعميم التقويم المستمر.

- نحن الآن نعطي الثقة للمعلم في المرحلتين الإعدادية والثانوية أن يختبر طلابه.. فيما يُمثّل 70% من الدرجات ثم نأتي و(نخونه) في الثلاثين درجة المتبقية في ظاهرة تتسم بعدم إدراك للأبعاد التربوية من ناحية.. وعدم الثقة في الميدان التربوي من ناحية أخرى.. وتحديداً في المعلم، فنجزئ له وعليه الثقة علماً بأن الثقة لا تتجزأ.. فإما أن نثق في المعلم أو لا نثق به، نحن - وحسب اللوائح - نثق في المعلم في 70% من ذمته.. ونخون تلك الذمة في 30% المتبقية في ظاهرة مضحكة ومبكية في آن واحد.. مضحكة لسذاجتها.. ومبكية لآثارها التربوية التي تلحق الضرر بالطالب وهو لب وهدف العملية التربوية.

- إن من أول واجباتنا إبعاد غول الاختبارات وشبحها وسيئاتها ومساوئها عن الطلاب.. ولكننا سرعان ما نناقض أنفسنا في نهاية العام وننسى البعد التربوي المهم ونكرس شبح الاختبارات حتى نجعله نمروداً ومارداً ثم يعقبها (التخبيص) في الأسئلة لأن من يضعها أحياناً إما أن يكون من غير أهل الميدان التربوي الحقيقي أو من عشاق الفذلكة واستظهار الشطارة.. ليكون الضحية الطالب في كل الأحوال.

- هذا والعجب العجاب أن هناك من فاقدي القيم التربوية السوية ممن التحقوا خطأ بالميدان التربوي من يرى منهم أن سرية الأسئلة في المدرسة الإعدادية والثانوية (تجرّم) حتى مدير المدرسة إذا ما اطلع على (الأسئلة).. تصوروا هذا التفكير السلبي كيف يأخذ بالبعض إلى تصرفات غير لائقة بالحياة التربوية السوية والنظيفة والطاهرة.. بل هناك انفصام أخلاقي ملوث فيمن يزرعون بالاختبارات رعباً في قلوب التلاميذ.

- إن الحديث عن الاختبارات ذو شجون والحديث قد يطول.. ولكنا نتساءل: ألم تحظ وزارة التربية (ولا أقول التعليم لأنه جزء واحد من أجزاء التربية)، أقول ألم تحظ هذه الوزارة المهمة بفكر تربوي نير ومسئول ينقذ أبناءنا من غول الاختبارات حتى في حده الأدنى.. وكيف نجعلهم يوفقون بين الاختبارات ومباريات كأس العالم المشفرة بحكم أنها - شر - لا بد منه؟!! إن واجب الأسرة أيضاً كبير ومهم في الإشراف على أبنائهم .. ومساعدتهم على التوفيق بين الاختبارات ومباريات كأس العالم .. وبالله التوفيق والسداد لفلذات الأكباد.

نبضات!!

- أصبحت كرة القدم تجارة تدر البلايين على الفيفا والقنوات التلفزيونية.. بل إن الاقتصاد الرياضي أصبح علماً قائم بذاته.. وتأتي معظم الاستثمارات على حساب الشعوب النامية التي لا تجد الحد الأدنى من الدواء والعلاج قبل أن تكون كرة القدم ترفاً لشعوب العالم المتحضر!!

- انتظروا مباراة الأرجنتين ونيجيريا.. فهي مباراة لن تُنسى وستبقى في الذاكرة أمداً طويلاً، فهي تمثل مدرستين مختلفتين.. رغم أن العبد الفقير لله برازيلي الهوى.. ولكن متعة الكرة الأرجنتينية بنجومها تجبر الجميع على متابعتها..!!

- إحضار نادي الاتحاد للمدرب البرتغالي مانويل جوزيه ضربة معلم.. وسيكون لها صداها على الفريق الاتحادي الموسم القادم.. وهي صفقة تخيف الخصوم.. ولكنها تخيف أيضاً لاعبي الاتحاد من ذوي المحسوبية والشللية.. وفريق الحرس القديم من المطبلين.. أكثر بكثير من الخصوم!!

- رغم أن فريق الهلال لكرة الطائرة قد فاز على شقيقه الأهلي بثلاثة أشواط مقابل لا شيء.. إلا أن الفريق الأهلاوي قد كسب اللاعب الفذ أسعد عزوز وعدداً من اللاعبين المتميزين من فئة الشباب الذين زج بهم مدرب الأهلي في الشوط الثالث!!

- سمو الأمير وليد بن بدر يعترف بمصداقية اتحاد الإحصاء في تكريمه للاعب ماجد عبد الله.. وهذا من حقه.. ولكنه في نفس الوقت ينكر مصداقية هذا الاتحاد عندما أقر لقب القرن الآسيوي لنادي الهلال.. فأصابتنا الحيرة.. كيف يعترف سموه باتحاد الإحصاء فيما يخص ماجد عبد الله وينكره في نفس الوقت فيما يخص نادي الهلال!! وعش رجباً ترى عجباً!!

- قال الخليفة علي بن أبي طالب رضي الله عنه: (كرهت لكم أن تكونوا شتّامين لعّانين).. أو كما قال رضي الله عنه!!



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد