عندما تنقطع المياه أو الكهرباء عني، فهل سيلومني أحد إذا أنا بحثت عن وايت أعبئ به خزان بيتي أو عن ماطور أشغِّل به لمبات ومكيفات غرف أولادي، أم سيلوم وزارة المياه والكهرباء على قطع الماء أو الكهرباء عني كمشترك يدفع كل الرسوم الباهظة وغير المبررة المستحقة عليه؟! طبعاً لن يلومني أحد. وهل إذا لم أجد إلاَّ خياراً واحداً، عبارة عن وايت مبهذل، مياهه تحوِّم الكبد، أو ماطور ربع عمر يخر الزيت من كل صواميله، ستحملِّني زوجتي مسؤولية هذا الخيار؟!
أنا هنا لن أستبق أحداث الصيف، لكنني أريد أن تسحبوا هذه القصة على المدرسين الخصوصيين الذين ملأوا حياة أولادنا، إذ تكدست جدران الأسواق المركزية والمعارض التجارية وحتى المساجد بأرقام جوالاتهم، وتراكمت عناوينهم في نشرات الإعلانات المبوبة التي نتلقفها تحت أبواب بيوتنا. أليست هذه الظاهرة هي انعكاس لضعف مستوى تعليم مدارسنا الحكومية وحتى الأهلية ذات الرسوم المجحفة والمستوى الهزيل؟! هل سيلوم أحدٌ أولياءَ الأمورِ إذا هم لجئوا لهؤلاء المدرسين الخصوصيين الجداريين؟!
أؤكد للجميع أن هؤلاء المدرسين لا يملكون أية مؤهلات أكاديمية للتدريس، ويكاد بعضهم لا يفك الخط، وما ازدياد أعدادهم إلا لسلبيتنا في المشاركة في متابعة أبنائنا منذ اليوم الدراسي الأول، وسلبيتنا من جهة أخرى في طلب شهادات هؤلاء المدرسين وخبراتهم.
هل يمكن التفكير في إيقاف كل المدرسين الخصوصيين، باستثناء أولئك الذين يحصلون على ترخيص خاص من وزارة التربية والتعليم، وذلك حماية لأبنائنا ورأفة بأولياء أمورهم التي تتم سرقة أموالهم في وضح النهار؟!