زرتُ «البكيرية» لأول مرة منذ وقت طويل جداً، في رحلة عمل إذاعية يوم أن كنت مذيعاً في الإذاعة السعودية، فتعرفت على بعض رجالها، وعلمائها، ومثقفيها، وأدبائها، ولي صداقات مع بعضهم ما زالت حتى الآن، وإن بخل عليّ صديقي «د. علي بن عبدالعزيز الخضيري» وأخوه «منصور» باستضافتي فيها (موطن رأسيهما) لأجدد هناك ذكريات أيام خوالٍ.
|
ما الذي أعادني إلى «البكيرية» وأنا أتلظى على جمر الغضا؟
|
قرأت أن مجلسها المحلي، عقد اجتماعاً برئاسة المحافظ المكلف (رميح بن صالح الشتيوي) وحضور أعضاء المجلس، لدراسة تأسيس وإنشاء قاعدة بيانات آلية، متكاملة، ومحدّثة بشكل مستمر، تحتوي على معلومات، عن جميع شؤون المحافظة، والمراكز المرتبطة بها، كما ناقش تدني مستوى صيانة الطرق في المحافظة، مثل: طريق الملك فهد، وطريق البكيرية - البدائع، وطالب برفع مستوى تلك الصيانة، وإنشاء أكتاف لطريق ساق، والطرق الزراعية بالمحافظة، وتابع الخطوات المتعلقة بالمخططات السكنية الخاصة بالبلدية، والعمل على زيادة أعداد المراكز الصحية فيها، لمواكبة الزيادة السكانية المطّردة، كما تمت مناقشة حاجة المراكز الشمالية المرتبطة بها، التي تخدمها بلدية «الفويلق» لبعض الخدمات، وتنظيم ما هو قائم.
|
هذا الخبر أعادني إلى الوراء. عندما كانت «البكيرية» فتاة مخضبا كفاها بنقش الحناء، بلدة صغيرة في مساحتها، كبيرة بأهلها الأنقياء الأصفياء.
|
يلقونك بوجه بشوش، ويتسابقون في الحفاوة بك. هذا يدعوك للغداء، وثان للقاء ثقافي مع الشباب، وثالث للتعرف على معالم المدينة، فتجد نفسك في بيئة كل ما فيها يشعرك ببساطة أهلها، وأملهم أن تعود إليهم غدا، و»المكرر يحلو».
|
استعدتُ تلك الذكريات، و»البكيرية» اليوم ورشة عمل لا تهدأ، تموج بالتنمية المستمرة، وبالتطور، والتحديث، حتى بت أخشى أن تنافس محافظة ينبع (مسقط رأسي) فلا تجد من يزورها للاستمتاع بالهواء العليل لبحرها، بل يتحول إلى «البكيرية: فأتحول أنا أيضاً معه، ولا ضير علي أن أجلت زيارة «ينبع» فأينما أمطرت فخراجها لي، اليوم أفوز بخراج «البكيرية: وغداً -إن شاء الله- أفوز بخراج «ينبع» وعندها لن أذهب إليها وحيداً، بل أصحب معي الخضيريين (عليا ومنصورا) ولأكسب ودهما سأوجه الدعوة لأبي بدر (الصديق حمد بن عبدالله القاضي) ومعه آخرون ممن يضمهم كل يوم جمعة مجلس أبي هشام (الوالد عبدالرحمن بن صالح الشثري).
|
تذكرت الآن قصيدة نظمها الشاعر المعروف (مسلم البرازي) يتغنى فيها بالمنطقة الشرقية قائلاً:
|
«هيَّا يا ربعي هيَّا |
للمنطقة الشرقية |
فيها خيرات بلادي |
والنخوة والحمية» |
|
|
|
|
فاكس: 014543856 |
|