استبشرنا كثيرا بقناة الثقافية واعتقدنا أنها ستنقلنا إلى آفاق متنوعة من الثقافات العالمية من المتاحف إلى الموسيقى إلى الفنون التشكيلية إلى الندوات والمؤتمرات والمحاضرات المتنوعة في كل مدن العالم وظننا، وبعض الظن إثم، أن مراسلي القناة سيوافوننا برسائل حية من كل تظاهرة ثقافية عالمية من شتى أصقاع الدنيا.
فوجئنا على مر الشهور الماضية بأن القناة تظن الثقافة محصورة في لقاء كاتب قصة أو روائي أو أستاذ جامعة لمدة إن طالت كانت نصف ساعة، وبعدها تستسلم القناة لأشرطة التسجيلات القديمة.
لا أدري أين ذهب النشط محمد بودي فقد كان بحق محاورا ثقافي جيدا.
أتصور: لدينا مثقفون يمكن أن ينجحوا في تقديم برامج ثقافية حية ومتفاعلة مع الجمهور مثل الكاتب سعد الدوسري، فقد كان حضوره في برامج الإخبارية المباشرة حضورا عفويا وقريبا من الناس.
هل حقا ما يتردد بأن الثقافية بيئة طاردة للسعودين ومحتفية بغيرهم.
أظن هذه الاسئلة لا بد أن تفتح في مرحلة تقييمية للقناة الحاجة لها ملحة.
معرض إكسبو وجناح السعودية ومنديات الحوار التي تتبناها المملكة في الخارج ومهرجانات ثقافية عالمية لا تلتفت لها القناة على أهميتها.
انتظرت هذا الأسبوع نشاطا حيال معرض أكسبو ولم أجد على الرغم من أن وزارة الشؤون البلدية والقروية قد نسقت مع وزارة الإعلام في هذا الخصوص، فما الذي يمنع من بث رسائل يومية من المعرض أو غيرها من المناسبات الثقافية: هل هو الضعف المادي أم قلة الكادر البشري وندرة المؤهل؟
لا يسعني هنا إلا أن أشكر سعادة وكيل وزارة الشئون البلدية والقروية الذي تفاعل مع ماطرحت برسالته التي قال فيها :(قرأت بسعادة كبيرة مقالك بعنوان تحية من شانغهاي الذي يفوح وطنية ومحبة لهذا البلد الطاهر من خلال وصفك لزيارتك لجناح المملكة في معرض إكسبو.
وأقولها صادقا؛ كان كلامك أفضل وشاح على أعناقنا أنا وفريق العمل في الوزارة؛ لأنه أكد لنا أن جهد وتعب أكثر من ثلاث سنوات من التخطيط والإعداد لهذا المشروع الوطني الهام لم تذهب سدى ولله الحمد والمنة.
وقد اتفقنا فعلا مع وزارة الإعلام على تكثيف التغطية ابتداء من هذا الأسبوع؛ ويسعدني تلقي أي آراء أو مقترحات حيال الجناح. مع شكري وتقديري.
أخوك/ د. عبدالرحمن حسن آل الشيخ وكيل وزارة الشئون البلدية والقروية/المفوض العام لجناح المملكة بمعرض إكسبو 2010).