لا أحد بالضبط يعرف كيف ومتى جاء هذا الغراب الأبرص الموبوء ليستوطن هذه الواحة الآمنة التي تقع في شرق المتوسط غرباً من الصحراء؟.. إذ كل ما في الأمر أنه استوطن و(بس).. ثم طفق يبني عشّه من الأسلاك المعدنية على غير عادة كل الكائنات.. وبالطبع باض وفقَّس وأصبح يتبعه سربٌ من الغربان، بالطبع في البدء لم تفكر بأمره سائر الطيور المشغولة بالتحليق والأغاريد ورغد العيش، لذلك أخذ بالتدريج يطوِّر عشّه المعدني حتى بدأ بتحصينه بالفولاذ.. وأخذ يدرب الأغربة الصغيرة على سلوك جوارح الطير حتى عمَّ شرها الواحة الآمنة.. وأخذت تهاجر خوفاً منها بقية الطيور.. ثم أخذ الغراب الأبرص يتوسع بالاستحواذ على الأشجار وسلَّح مخالبه بالصُّلب ومنسره بالحديد.. حتى بدت على عرنينه الأصفر (دُمّله) نووية!! أخذت بالانتفاخ، ثم لا تعرف طيور الواحة كيف قامت علاقة مشبوهة بينه وبين نسر أصلع يأتيه من خلف البحار وينصل عليه كالسهم من أجواز السماء.. وكان يحمل له هدايا عنقودية يُقال إنها سريعة الاشتعال وبعض عبوات من حبوب سامّة تصلح لقتل الطيور.
وقيل أيضاً إن الغراب الأبرص بعد تلك الزيارة الميمونة للنسر الأصلع.. أصبح يطير مدججاً ببدلة واقية من الرصاص.. وإن قوادمه أصبح لها رؤوس نووية جاهزة للإطلاق.. وقيل كذلك إن الغراب قد وضع كل الواحة في سياج معدني أشبه ما يكون بقفص كبير ليمنع الطيور عن التحليق ويصد الرياح التي تنقل البذور.
وعندما ضاق الحصار على أصناف الطير أصبحت الكائنات تنوح بمعزوفة واحدة تشبه العويل، لتطلب الغوث من أي طائر يعبر السماء.. وبالطبع كانت الحمائم أول من استجاب لهذا النداء باعتبارها.. ومنذ أن خُلقت رمزاً للسلام، لذا سارعت بنقل القمح وقطرات الماء لإنقاذ طيور الواحة تماماً.. حتى أطلق الغراب الأبرص (ريش قوادمه النووية) نحو الحمام.. وهكذا تلوث الفضاء بالهديل.. وتساقطت الحمائم مذبوحة ومضرجة بالدماء..(!!).
تنويه لا بد منه: هكذا أفهمت أطفالي بما يحدث على الساحة الفلسطينية وحكاية حصار غزة.. وما فعلته الأيادي الصهيونية الآثمة ببواخر السلام.. والسلام!!.