الجزيرة - سعود الشيباني
من يكون في ضيافة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبد العزيز أمير منطقة عسير، لأول مرة، سيفاجأ بأشياء كثيرة، ومع كثرتها ايجابية، ويتمنى ألا يغيب عن ذلك المجلس أبدا، فسوف يجد نفسه أمام هرم من أهرام الحكمة، والهدوء والفكر، والرأي السديد، مثلما يجد نفسه محفوفا بمعاني الضيافة الرفيعة، والاحترام والتقدير، في حضرة رجل، يتكلم في الوقت المناسب بالمفردات المناسبة، ويحقق المراد منها بأقل الكلمات وأوجزها وأوفاها، وأبلغها قيمة ومعنى.
مجلس الأمير فيصل بن خالد، مدرسة في الانضباط، والدقة والتنظيم، والأسلوب الحديث للتخاطب والتداول، والتواصل، يستفيد منه الزائر أيما فائدة، تماما مثلما يستفيد منه المراجع، فهو مجلس زاخر بالعادات والتقاليد والأعراف، والقيم الاجتماعية والأخلاقية والإنسانية والأدبية والسياسية وغيرها.
يوميات الأمير فيصل بن خالد، زاخرة بالنشاط والحيوية والعمل الدؤوب المتواصل طوال اليوم، حتى لتكاد تجزم وأنت تزور هذا المجلس للوهلة الأولى أنه لا يوجد وقت للراحة ولا للأهل ولا للترفيه، بل يتملكك إحساس بأن الوقت كله للعمل ولأجل راحة المواطن ومعالجة قضايا الناس وحلحلة مشكلاتهم، والبحث في سبل راحتهم، واطمئنانهم.
مجالس الأمير
حينما تكون قريبا من الأمير فيصل بن خالد، ستجد نفسك بالقرب من شخصية أخذت الكثير إن لم نقل كل ما لدى الملك خالد بن عبد العزيز (رحمه الله) من صفات ومميزات وخصائص، حيث أخذ من صفات والده (رحمه الله) الجوانب الدينية، والفكرية، والعلمية والمبادئ الوطنية، والقدرات الإدارية، كما ورث عنه الهدوء والحكمة والتريث في الأمور والرأي السديد، بالإضافة إلى العمل الخيري والإنساني، لذا ظلت مجالسه محفوفة بالخير والعدل وحسن التصرف والإنصات إلى الناس والإنصاف لقضاياهم.
المجلس الصباحي
قد يستغرب الكثيرون، حينما يعلمون أن سمو الأمير فيصل بن خالد، لديه مجلس يومي من الساعة 8 وحتى 9.30 صباحاً، يستقبل فيه المراجعين من الجنسين، ولكل منهما مدخل مخصص، ومكتب منفصل، وموظفون خاصون، وبطريقة سلسة ومنظمة، ومرتبة يكاد كل مراجع يعرف ماذا عليه أن يفعل، أي صارت هناك تقاليد معروفة لدى الناس، يسيرون عليها، ويلتزمونها.
في البداية، يقوم سموه باستقبال المراجعات من النساء، حيث خصص لهن أربع موظفات، في قسم خاص مستقل، يستلمن الشكاوى، ويراجع القسم يوميا ما بين 15 إلى 40 امرأة، يجدن معاملة طيبة من الموظفات اللاتي يأخذن الأوراق من المراجعات، ويتم تقديمها للأمير وفق نظام معين يحفظ حق كل مراجع في أن يطلع الأمير على شكواه، أما يشرح عليها عاجلا، أو يوصي بعمل إجراءات قد تستغرق بعض الوقت أو يطلب المزيد من المرفقات التي تعزز الطلب وتسهم في نيل المراجع حقه.
المراجعون والمراجعات، ليسوا سعوديين فقط، بل هناك من الوافدين المقيمين، من يراجعون لبعض شؤونهم، وفي واحدة من الجلسات،حضرت إحدى الوافدات، تقول إن ابنها كان مسجونا، وقد انتهت محكوميته منذ ثلاثة أيام، ولم يطلق سراحه حتى الآن، وهو يتيم توفي والده، فوجه سموه بسرعة البت في الأمر، واستغرب: لماذا لم يطلق طالما انتهت المحكومية، وطالب بتقرير سريع من الجهات الأمنية، وتمت موافاته بالتقرير، بأن هناك حقا خاصا، وهنا وجه سموه بسرعة إطلاق سراحه، بحيث تتكفل الدولة بسداد الحق الخاص عنه، كونه يتيما لا يملك المال الذي يسدد منه الحق الخاص.
مطالب النساء
أما مطالب النساء فغالبيتها مطالب مالية، أو شفاعات في الوظيفة، حيث يحضر الأمير فيصل بن خالد في البداية لقسم النساء عبر نافذة، وبجواره مدير العلاقات العامة بالإمارة، ويستمع سموه للشكاوى من قبل النساء،و يتراوح عدد المراجعات ما بين 15 و40 سيدة، كل سيدة لها قضية مختلفة، وقد تتشابه القضايا بعض الشيء، القسم النسائي، مهيأ لهن بشكل جيد، توجد به أربع موظفات لتنظيم المراجعات،و يتم تكريم النساء بوجود مياه شرب وعصير وقهوة عربية وتمر وبعض الأطعمة من موروث المنطقة، ويحظين بالتقدير والاحترام اللازمين، و يقدمن طلباتهن للأمير وهو يستمع للشكاوى باهتمام.
إحدى المواطنات طلبت من الأمير، أن يشتري لأسرتها سيارة،بسبب أن سيارتهم أتلفتها الأمطار، وبعد الاستماع إلى مبرراتها، وحاجة الأسرة الضرورية لها، وعدم مقدرتها على الشراء، وعدها الأمير بشراء سيارة جديدة لهم.
مثلما هو منصف ورحيم مع الرجال، وحازم في بعض قضاياهم التي تحتاج إلى الجزم، فهو أيضا رفيق بالنساء، رحيم بهن، مستمع جيد لشكواهن، متفحص في قضاياهن، وفي مجلسه أتت إليه إحدى المواطنات تطالب بتحويل قضيتها مع زوجها الذي عقب بها بعد أن تزوج بفتاة تصغره بأكثر من 30 عاماً، وأوضحت الظلم الواقع عليها، والضرر النفسي والمعنوي الذي لحق بها، وبعد أن دقق الأمير من الأمر، وتحرى منها أبعاد القضية، وعد بسرعة إحضار الزوج للمحكمة لتقتص منه على وجه السرعة.
مجلس الرجال
أما مجلس الرجال، فهو كبير يتسع لأكثر من300 شخص، مزدان بصور الملك المؤسس (رحمه الله) وصور خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز (حفظه الله) وسمو ولي عهده الأمين، وسمو النائب الثاني، المكان هادئ ومهيأ، ومنظم، به موظفون يقومون بخدمة المراجعين، تنظيما وتسهيلا، وهناك من يخدمون الناس، يقدمون القهوة والشاي والماء، وكذلك من يستلمون الأوراق بعد أن ينظرها سمو الأمير أو يوجه ويشرح عليها.
هذا المجلس المفعم بالنظام والحكمة والعدل والإنصاف، يشهد مواقف جميلة ورائعة مليئة بالإنسانية والرقة والرأفة من الأمي تجاه المواطنين والمقيمين على حد سواء.
ويقوم على خدمة المراجعين 40 من الخويا، يرتدون زياً موحداً (السيف والمسدس والدقلة) يوجهون الناس ويعلمونهم كيفية المراجعة والخطوات المتبعة، ويقدمون خدمة خاصة وكبار السن والمعاقين، يحركونهم ويوصلون شكاواهم، ويؤدون كل شيء نيابة عنهم.
ومن المواقف التي تستوقف المرء، جاء أحد المراجعين، وقال إن ولده سينفذ فيه حكم القصاص غدا، ولما سئل لماذا لم يأت منذ وقت كاف، أجاب أنهم لم يكونوا يتوقعون أن ينفذ الحكم بهذه السرعة، فهب الأمير ووجه لجنة إصلاح ذات البين أن تقوم على وجه السرعة بالوقوف على الأمر وموافاة سموه بخلفيات الموضوع أولا بأول، وأن يتفاهموا مع أهل الدم، وتلتقيهم في ذات الليلة، إذا وافقوا على تأجيل الحكم لمدة شهر، ولم يكن للجنة أن تخطو أي خطوة ولا تقبل شفاعة إلا برضا أهل الدم، حسب ما هو معروف، ولكن استطاعت اللجنة أن تتوصل إلى تأجيل الحكم، ريثما يكون هناك صلح بقبول الدية، ويتبقى بعد ذلك الحق العام.
مواقف تذكر
هناك اجتماع بعد صلاة الظهر، مع القيادات الأمنية، للوقوف على مجريات الأحداث، وتتبع أحوال المنطقة، وتلمس أحوال المحافظات والبلديات والقرى، ويقف على ما يجري وما يستجد من أمور، ويعود بعدها للمجلس، وهناك منصة للشكاوى، وكرسي يجلس عليه الشخص في مواجهة الأمير، وقريبا منه ليبث شكواه عن قرب، وذات مر ة جاءه رجل كبير في السن، فقال له الأمير اقترب، وكان يجلس على الطرف ليس قريبا من سموه فأمره الأمير فيصل أن يقترب شديد من سموه ليقول كلامه بمنتهى السرية إذا كان لديه ما يخشى سماعه، فقال له الرجل المسن، حقا والله يا سمو الأمير لدي من الحديث ما أرغب أن يسمعه الآخرون.
سمو الأمير فيصل بن خالد، يتميز بالدقة في المواعيد، والحرص على قيمة الوقت واحترامه جيدا، وتقدير زمن المراجعين، وتثمين وقتهم بحيث يقضون أمورهم ويعودون إلى أماكنهم دون أن يضيع وقتهم، وذات مرة، سمع نبأ وفاة أحد الشيوخ المعروفين، وسأل: هل دفن الميت ؟ فقيل له لقد تم دفنه، وطلب موعداً الساعة الواحدة للذهاب لعزاء أهل الميت، وتحدث عن الفقيد وعن مآثره وصفاته الطيبة.
جلسات الصباح والمساء
قبل العشاء، يستضيف مجلس الأمير جلسة رسمية تضم المسئولين، والمحافظين، والأمنيين، يتباحثون أحوال المنطقة والمحافظات، ويستفسر سموه عن الأمطار والسيول والوديان، والأخطار المترتبة على السيول، ومواسمها، وأحوال الشباب وتحركاتهم وتجاوزاتهم للوديان وغير ذلك، ويسأل عن أسماء الأودية والشعاب ولديه معرفة بالمتوفين من آثار نزول الصواعق على المنطقة.
أما بعد العشاء، فهناك مجلس للشيوخ في القصر والأعيان لمدة ساعة من الزمن، يتناولون فيه أشياء عامة، وتلقى فيه بعض القصائد، ويطلب سمو الأمير من الشعراء الاختصار حتى لا يمل الحاضرون، لأنه يرى أن ليس كل الناس يحبون سماع الشعر باستمرار، وحتى لا يكونوا ثقيلين على الناس، وأحيانا يستقبل بعض الشكاوى في هذه الجلسة، حسب وضعها أن كان طارئا أو مستعجلا، يوم السبت خصصه سموه لاستقبال القضاة والإعلاميين ورؤساء الدوائر الحكومية لمناقشة ما يخدم المنطقة وأهلها، وفي آخر كل شهر يتم عقد اجتماع تقدم خلاله محاضرة لشخصية بارزة في المجتمع تستمر قرابة الـ45 دقيقة يستمع الجميع لما يلقيه عليهم المحاضر من تجاربه الخاصة في الحياة سواء في جانب الإدارة أو الأمن أو في مجال الأعمال، بحيث يجني الحاضرون فائدة عظيمة من تلك التجارب.
رحمة وعزم
في الفترة الصباحية يصل عدد المراجعين إلى 73 مراجعاً، وفي المساء يبلغ عددهم 22 مراجعاً، غالبية الشكاوى عن الشفاعة في الوظائف، والعفو عن الحق العام، وحل بعض المشكلات الأخرى، والصلح في قضايا القتل، وغير ذلك. وحينما يشفعه أحد في الحق العام يشترط عليهم إذا كان الشخص منضبطا وسلوكه جيد وليست عليه قضايا أخلاقية فسوف يساعده في الحق العام، أما إذا كان عليه شيء من ذلك، فلن يشفع له أبدا؛ فذات مرة جاءه أحد المفصولين عن العمل وطلب الشفاعة في العودة إلى عمله، فاشترط عليه سمو الأمير أن يكون تحت الرقابة، بحيث يحضر يوميا فإن كانت عليه ملاحظات أضاع الفرصة وان لم يكن فسوف يعيده إلى وظيفته.
مشهد تلقائي
يشهد مجلس الأمير فيصل الكثير من الوقفات المهمة التي تحتاج أن يذكرها المرء في مثل هذه اليوميات، ومنها ذات مرة تقدم أحد الأشخاص في مجلس سموه وعرف بنفسه قائلا: إنني عراقي الجنسية وأسكن بمدينة الرياض، قدمنا إلى هناك بعد احتلال العراق، حيث نزحنا بأسرنا إلى سوريا، ولما علم ولي العهد -حفظه الله- أمر باستضافتنا بالمملكة العربية السعودية ونحن نعيش الآن بالرياض في أمن وأمان وقدمت إلى منطقة عسير بهدف السلام على سموكم وليس لدي أي مطالب دنيوية ولكن حبا في جلالة الملك خالد (رحمه الله)؛ فقد كان والدي تربطه صداقه مع الملك خالد لذا قدمت للسلام عليكم، وألقى الرجل قصيدة نالت استحسان الحاضرين،عدد من خلالها مكارم الأسرة الحاكمة، وفضلها وارتباطها بحب الخير والأعمال الإنسانية.
حضور ذهني
يتمتع سمو الأمير فيصل بن خالد بفراسة قوية وحضور ذهني، وذاكرة متقدة، حيث حضر إلى مجلس الأمير احد الشباب مراجعا، فقال الأمير: أنت ابن الشهيد (ماجد) قال: نعم. فقال رحم الله والدك، فقد كان من ابرز رجال الأمن الذين تصدوا للمتسللين الحوثيين وكان يتصف بالشجاعة، وقال: لقد وردتني معلومات كاملة عن استبساله، وشجاعة في الحرب. ولكن هداك الله يا ولدي في المرات القادمة تعال إلى مكتبي الخاص، أو اتصل قبل أن تقطع هذه المسافة لإنهاء معاملتك، لذلك فالجميع سوف يكونون في خدمة أبناء الذين قدموا أرواحهم فداء للوطن. ووجه سموه عاجلا بإنهاء مطلبه.
وفي مشهد آخر قدم مواطن للأمير يوضح له تنازل خصومه اثر قضية مشاجرة وحسم الشرع القضية بالسجن في حق عام وطلب شفاعة الأمير أن يتم إسقاط الحق العام وإطلاق سراح ابنه وابن شقيقه، الذين هم أطراف القضية، فقال الأمير: إن شاء الله، ولكن بشرط، إذا كانت عليهم ملاحظات أو كان سلوكهم داخل السجن غير سوي، فسوف يقضون الحق العام دون عفو، وإذا اتضح عكس ذلك فاليوم يغادرون معك بإذن الله.
الإلمام بالتفاصيل
رغم مهامه ومسؤولياته الجسام، تشعر بأن الأمير فيصل بن خالد ملم بكثير من تفاصيل الأمور التي يكتفي فيها بالعموميات، فقد قدم إلى مجلسه رجل مسن وقال: يا ابن الملك خالد، نحن بجوار محمية ريدة، ولدينا أمر من الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة حاليا، وقد صدر أمره بابن عمه أمير منطقة عسير لإعداد طريق مزدوج ولكن لم ينفذ ولا نعرف الأسباب. نطالب من سموكم حل معاناتنا لكثرة الحوادث بالطريق القديم، فوجه الأمير بسرعة تزويده اليوم عن الأسباب التي أخرت تنفيذ المشروع. واعدا المواطن بحل ذلك لعلمه بكثرة الحوادث ومشاكل الطريق، ودرايته بمعاناة الناس.
- مواطن حكم عليه بالسجن لمدة شهرين في قضية، وطلب من الأمير إعطاءه فرصة، وبحسب حديثه أنه يرغب أن يعيش بسلام، فقال الأمير: يا ولدي القضاء لا بد أن يأخذ حقه، ولا أحد يستطيع منع الحكم الشرعي، وقضيتك أعرف تفاصيلها وسوف أضمن لك العمل حتى لا يفصلوك منه، ولكن عليك أن لا تعيد مثل هذه الأفعال وتورط نفسك وتحرج أبناءك وأسرتك.
قدم إلى مجلس سموه ضيوف من سوريا، استقبلهم الأمير استقبالا لائقا، وتحدثوا سويا عن العلاقات السورية السعودية، وعن بعض الأسر التي لها جذور بالسعودية والعكس، وكان حديثا شيقا، تمتد أبعاده إلى الجوانب الاجتماعية، بعيدا عن الرسميات والسياسة وغيرها، وكان بالفعل يمثل جولة سياحة في أعماق التراث العربي الأصيل.
إراحة من أذى الجار
وفي مجلس الأمير فيصل بن خالد قدم أحد الشباب شكوى يقول فيها: إن ابن جاره يسبب له ولأسرته مضايقات مستمرة، فقال الأمير: كم عمره؟ قال: (23) عاماً فقال: هل والده حي؟ قال: نعم. قال: هل أبلغت والده؟ فقال: عجز عنه والده، والجميع يعرف، إنه صاحب مشاكل. فقال: هل أبلغت الشرطة؟ قال: لا. ولكنني جئت إليك لتنقذني منه، حتى لا يحدث بيننا مكروه لا سمح الله. وفي ذات الوقت، وجه الأمير رجال الشرطة عاجلاً بالقبض عليه ولا يتم إطلاق سراحه إلا بعد التأكد من الشكوى ومدى الضرر وموافاته بالتفاصيل على وجه السرعة.
لا تتوقف مروءة الأمير فيصل بن خالد عند حد حل المشكلات الأمنية، وإعفاء الحق العام، بل يتعدى ذلك إلى الجوانب الإنسانية، حيث جاءه مواطن معاق بسبب حادث مروري قبل 6 سنوات يطالب بكرسي متحرك ليسهل تنقله، لقضاء حاجاته،وعد الأمير بتأمين الكرسي له في ذات اليوم، وقبل أذان الظهر كان أحد المصاحبين له قد رافق الشخص المعاق وتم شراء الكرسي. حسب توجيه الأمير.
مقيم يشتكي كفيله
قدم إلى مجلس الأمير أحد المقيمين شاكيا كفيله بحجة أنه أخل بالعقد بعد شهرين من تواجده بالسعودية ورفض صرف أي مبالغ مالية له، أو نقل الكفالة للعمل مع جهة أخرى، ووجه الأمير بالنظر بالقضية وتحويلها للمحكمة على وجه السرعة لتسهيل مهمة المقيم وإعطائه حقه من المواطن، إذا كان المواطن قد اخل فعلا بالعقد.
وفي مشهد آخر، حضر أحد المسنين، إلى مجلس الأمير، يؤكد أن له قضية مع مواطن وله 11 عاماً لم تنظر المحكمة بالقضية بسبب هروب خصمي وتواجده أحيانا خارج المنطقة، وبعد الاستماع إلى القضية،وجه سمو الأمير بان تحال القضية للمحكمة وفي حالة عدم إحضار الخصم وحل القضية يتم الحكم بها بمدة لا تتجاوز شهرا.
الوقت للعمل
أثناء انعقاد مجلس الأمير انتصب أحد المواطنين وقدم مطلبا، وقبل النظر فيه، كان الأمير ينظر إلى وجه المواطن، فقال له: أنت موظف لدي بالقصر؟ قال: نعم. قال: لماذا لا تأتي إلى هناك؟ المفترض تقدم لي مطالبك بالقصر، قال المواطن في القصر الوقت للعمل، ولكن هنا طال عمرك المكان والزمان مخصصان لخدمة المواطن، فرد عليه الأمير: ليس عيبا أن تقدم ذلك بالقصر، ووجه بسرعة انتهاء مطلبه.
ومن المشاهدات أيضا، جاء مواطن يشتكى أحد القطاعات الحكومية بسبب عدم تنفيذ المشروع الخاص به مؤكداً أن الإجراءات الروتينية أخرت مشروعه، وطالب بسرعة إنهاء الإجراءات ووعد الأمير بسرعة مساعدة في إنهاء مطالبه، وفي مشهد آخر تقدم أحد المواطنين بشكوى لسمو الأمير يطلب فيها إبعاد أحد الأبراج يقرب من أملاكه زاعما أنه يسبب له إضرارا،فوعد الأمير بنقله بعيدا عن أملاك المواطن في حالة إثبات وجود الضرر.
تسهيل أمور الزواج
الجانب الوجداني كان دائما حاضرا في معية الأمير فيصل بن خالد، إذ حضر إلى مجلسه شاب وقال: إن والد خطيبته أعطاه مهله لتجهيز المهر لنهاية العطلة الصيفية هذا العام، حيث انه من عام 1426هـ قام بخطبة الفتاة ولم يستطع الزواج بسبب ظروفه المادية القاهرة وعندما تفحص الأمير طلبه واستمع إليه قال:كم المبلغ المتبقي لإتمام الزواج، قال (60000) وراتبي طال عمرك (4500) ولدي والدان مسنان لا بد من أن أصرف عليهما فقال الأمير: إذا حدد موعد للزواج فالمبلغ اعتبره في حسابك وخرج من مجلس الأمير فرحاً مسروراً والجميع يبارك له بالمكرمة وقرب اكتمال نصف دينه.
شخص منح أرض وتأخرت عليه المنحة طلب سرعة تسليمه أرض في مكان آخر بسبب أن الأرض التي منح فيها عليها خلافات فوعده الأمير بحل الموضوع، من خلال منحه أرضا أسوة بالمواطنين غيره.
مواقف مع «الجزيرة»
في نهاية التحقيق أتقدم بجزيل الشكر والتقدير لصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد أمير منطقة عسير على موافقة - سموه - وتسهيل كافة الأمور لعمل التحقيق الصحفي ورصد جزء من جهوده لمواطني ومقيمي المنطقة، وكذلك لكرم الضيافة التي لمستها أثناء تواجدي مدى يومين بمنطقة عسير وكذلك الشكر موصول لمدير عام مكتب أمير منطقة عسير الدكتور ذعار بن نايف بن محيا ولمدير إدارة الخويا ماجد بن ختله ولمصور سموه الزميل عبدالله آل عبدالله.