فوجئت بنبأ وفاة الأخ العزيز عبدالله الجسار -رحمه الله- فكان وقع النبأ مؤلماً على قلبي، قاسياً على نفسي، خاصة إن فاجعة وفاته جاءت من خلال حادث مروري مفجع على طريق البدائع - عنيزة في مساء الخميس ليلة الجمعة الموافق 29-30 من الشهر الخامس 1431هـ، حيث كانت الأجواء ممطرة تلك الليلة.
كان الشاب عبدالله -رحمه الله- طيب القلب حسن السيرة والسلوك، كما هي أسرته التي تتمتع بالسيرة الحسنة والخلق الجم.. عرفت عبدالله -رحمه الله- الذي لم يتجاوز عمره الثانية والثلاثين موظفاً في محافظة عنيزة بمكتب وكيل المحافظ، جاداً في عمله، مخلصاً في أدائه، جلست معه أكثر من مرة في مكتبه فوجدته الرجل المجتهد في أدائه حسناً في استقباله مبتسماً مع الجميع بشوشاً مع العامة والخاصة، وقد حدثني ذات مرة عن والده مساعد الجسار المقعد على كرسي متحرك وقد حرصت على مقابلة والده فجلست مع الوالد ذات ليلة وقد وجدت شقيقه محمد الذي يعمل في إحدى شركات الاتصال، فإذا الأسرة ممعنة بالطيبة والعفوية.. جئتهم معزياً بالفقيد فإذا بالأب باسماً راضياً بقضاء الله وقدره صابراً محتسباً. كان الفقيد عبدالله عليه -رحمة الله- متزوجاً منذ سنتين تقريباً وقد رزق بطفلة لم تكمل بعد سنتها الأولى حيث عمرها الآن قرابة سبعة أشهر نسأل الله لها طول العمر مع والدتها لتقر بها عينيها وتعوضها ذلك الجانب الذي فقدته من الخير والبر والعطف بفقدها لذلك الشاب الشهم.
أيها الصديق العزيز عبدالله، عرفتك سريعاً وفقدتك سريعاً وحزنت عليك كثيراً أسأل الله تعالى لك الرحمة والمغفرة وأن يلهم والدك وأشقاءك وأسرتك ومعارفك الصبر والسلوان ولله تعالى الأمر من قبل ومن بعد. (..وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ).. لقد امتدت يدي ناحية الورق لأسجل مشاعري الحزينة في فقد الصديق العزيز عبدالله الجسار -رحمه الله- وقد تسابقت المشاعر الحزينة فكان أن ظهرت بهذه السطور المرتبكة لأن شعور المفاجأة جعلها تظهر بشكل غير متوازن ولهذا أقول عذراً ثم عذراً لهذا الارتباك.. غفر الله للفقيد وأسكنه فسيح جناته إنه سميع مجيب.