Al Jazirah NewsPaper Sunday  06/06/2010 G Issue 13765
الأحد 23 جمادىالآخرة 1431   العدد  13765
 
ممر
حجاب «سيدة القاعدة» ونسائها...!
ناصر الصرامي

 

سيدة القاعدة، أو أم الرباب»، هيلة القصير، برصيد 60 مجندا وتحويلات لأكثر من 2 مليون ريال، هي حالة فارقة.

ودخول المرأة على الخط في التنظيم وبهذا النوع من الفعالية، يعطي صورة عن الاستعداد التام للاستفادة من أي وسيلة يمكن أن تساعده، أو ترفع عنه بعض الحصار، وتحديدا في موضوعين رئيسين، التمويل، والتجنيد،، ولتجاوز هذا المأزق اتجه إلى بوابة «المرأة»، وهو بحق أمر مثير ويستحق التأمل.

فالمرأة ظلت موضوعا محرما في الغالب للجماعات الإسلامية، وعنصرا لا ينظر إليه بفعالية في المجتمع خارج الحدود الضيقة للمنزل فقط.

لكن الوضع هنا اختلف، أمام الوضع الأمني الذي يحاصره، وهجرة أعضائه المطلوبين، وجد التنظيم في وضع المرأة السعودية، غطاء مثالياً لنشاطاته وتحركاته، وأسلوبا جديدا لتمويله، وتجنيد شبكات نسائية تساعد في تقديم الخدمات ونقل المعلومات وتمرير الرسائل وتنشيط الجانب المادي في نفوذه.

الكثير من النساء في بلادنا بلا هوية، ويمكن لهن التنقل في عرض وطول البلاد دون أن تتعرض للمساءلة، يحميها الوضع الاجتماعي وتقاليده، فلا مساءلة أو تدقيق في الهويات وحتى علاقة العائلة ونحوها، والجهاز الوحيد الذي يدقق في هويات النساء والشك بهن وتوجيه الأسئلة لهن، هو جهاز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لكن لهذا الجهاز أسبابا بسيطة وشكلية أقل أهمية، بعيدا عن القضايا الأمنية الحقيقية والمهمة لأجهزة الأمن الفعالة.

أضف إليه موضوع الحجاب التقليدي -تغطية الوجه بالكامل -، كل ذلك أعطى وضعاً مثالياً أمام القاعدة أو غيرها للاستفادة من المرأة السعودية وهذا حالها، لتمرير المعلومات والتمويل وأشياء أخرى دون أن يتعرضن لمضايقات أو حتى استفسار.

والقاعدة التي لا تتوانى عن استخدام أي أسلوب لتحقيق أهدافها، قفزت مبكرا لركوب هذه الحالة للمرأة والاستفادة منها، فالكثير من أنصارها، لديهم أكثر من زوجة في أكثر من مدينة ومنطقة وبلد، يمكن أن يشكلن شبكة مثالية لنقل المعلومات والأموال، إلا أن التنظيم قفز خطوة أوسع بمنح القيادة للمرأة، لتخرج حالة سيدة القاعدة.

أم القاعدة إن جاز التعبير، حالة لموضوع مربك، يخلق وضعاً مثالياً، يمكن لأي تنظيم إرهابي أو خارج عن القانون أن يستغله، في عمليات إرهابية أو غيرها مثل عمليات التهريب ونحوها، فالمرأة في بلادنا لا زالت بحكم هذا الحمل الثقيل من الأعراف والتقاليد، خارج حق السؤال عن هويتها من قبل رجل الأمن، ويمكن لسيارة «عائلية» فيها عدد لا بأس به من السيدات أن تجوب البلاد طولا وعرضا، دون أن تعرف هوياتهم أو ملامحهم، أو يتجرأ رجل أمن للسؤال والتدقيق..!

أليس هذا وضعاً مربكاً أمنياً بشدة..؟

إلى لقاء



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد