من أفضل وأجلّ الأعمال وأشرفها على الإطلاق.. هو الاهتمام بكتاب الله تعالى والعناية به ورعاية الحفظة ومنحهم ما يستحقون من اهتمام..
هذا العمل.. وهذا الصنيع الطيب.. هو ديدن هذا البلد.. منذ أن قام على راية التوحيد.. وعلى هديّ من كتاب الله وسنة رسوله..
فالسباق والمنافسة في هذا البلد.. تكون بفضل الله على حفظ كتاب الله والاهتمام به.. تجويداً وتفسيراً.
لدينا في هذا البلد.. أضخم مطبعة في العالم لطباعة كتاب الله..
ولدينا في هذا البلد.. عشرات.. بل ربما مئات الحلقات ومدارس التحفيظ..
ولدينا مئات الحفظة والحافظات..
ولدينا.. العديد من الجوائز والمسابقات.. كلها من أجل تشجيع ودعم الحفظة والاهتمام بهم.. وهذا.. مجال واسع للمنافسة.. شهد تشجيع ودعم ولاة الأمر..
فولاة الأمر جزاهم الله خيراً.. يولون هذا الجانب اهتماماً كبيراً..
هناك أيضاً.. اهتمام بالدارسين والحافظين..
وهناك رعاية لاحتفالات التخريج وسعي لإشعار هؤلاء الحفظة.. أنهم أنجزوا شيئاً كبيراً لا يستهان به.. والأمر كذلك.. فهم أنجزوا إنجازاً عظيماً يستحق الحفاوة والتكريم.. وهذا.. ما يقوم به ولاة الأمر جزاهم الله خيراً.
وامتداداً لاهتمام ولاة الأمر بالحفظة.. وبهذه الهيئات والمدارس.. هناك اهتمام من بعض رجال الأعمال والأعيان والموسرين بشأن هذه الحلقات والجماعات والمدارس من حيث الدعم المادي والمعنوي.. ومن حيث إنشاء المزيد من الحلقات.. وهناك أيضاً.. اهتمام من كبار المسؤولين بتشجيع ودعم هؤلاء الحفظة وتكريمهم يوم تخرجهم..
وبدون شك.. إن تشجيع هؤلاء الحفظة والاهتمام بهم.. هو إشعار لهم.. أنهم أنجزوا أمراً عظيماً.. كما أنه يمثل وسيلة من وسائل الجذب للآخرين للالتحاق بهذه الجماعات والحصول على هذه المكاسب.. وهذا الفضل.. وهذه المكانة العظيمة.
ويوم الأربعاء الماضي.. كنت وسط واحد من هذه الاحتفالات الكبيرة.. التي شهدت تكريم عدد من هؤلاء الحفظة.. من خلال جمعية تحفيظ القرآن الكريم بمحافظة الزلفي.. وتحت رعاية وتكريم واهتمام معالي الشيخ.. العالم والقاضي.. ورجل الحسبة.. الشيخ الجليل عبدالعزيز بن حمين الحميّن.. الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
لقد حضرت وشاركت عن قرب.. جائزة (الفهد) لحفظ القرآن الكريم.. التي احتضنتها الجمعية الخيرية بالزلفي.. وكان هناك حضور مشهود لعدد من العلماء والدعاة والقضاة والمهتمين بكتاب الله تعالى.. وكان احتفالاً كبيراً في مستوى الحدث.. وقد رأيت بنفسي.. حجم انعكاس هذا الاهتمام.. وهذه الرعاية.. وهذا الحضور.. وهذا التكريم على نفوس الحفظة.. وقرأت ذلك في وجوههم.
وعند الحديث عن هذه الجائزة.. وهذا الحفل.. لابد أن نتحدث عن صاحب الجائزة وهو الشيخ فوزان بن فهد الفهد.. وهو واحد من أبنائنا.. رجل عايش التربية والتعليم لسنوات كمعلم ومربٍّ.. ثم مدير مدرسة ثم صاحب مدارس أهلية.. فهو قريب من الحقل التربوي والتعليمي.. عايشه لسنوات.. وأدرك بنفسه.. ما الذي يحتاجه الطلبة.. وما الذي ينفعهم في دينهم ودنياهم..
اشتهر هذا الإنسان المخلص الصادق.. بدعم وتشجيع ورعاية الحفظة منذ سنين.. كان قريباً منهم.. مشجعاً ومحفزاً.. كما هو شأنه في القرب والدعم والمساندة لكل مشروع خيري.. فكم من المساجد شُيدت عن طريقه وبمعرفته.. وله أيادٍ بيضاء.. وله مساعٍ طيبة في ميادين الخير الواسعة.. سواء في مسقط رأسه (الزلفي) أو غيرها.
يعمل بهدوء وصمت.. وأشد ما يكره.. هو أن يظهر أو يُشهر اسمه في أي مناسبة كانت.
هذا.. هو الاستثمار الحقيقي.. وهذه هي مواطن وأماكن البذل التي تستحق.. وهذا.. هو ميدان ومجال المنافسة الحقيقية.
كما يجب أن نشير هنا.. إلى جهود معالي الشيخ عبدالعزيز الحمين.. جزاه الله خيراً.. عندما قطع هذا الطريق الطويل لتكريم هؤلاء الحفظة وتشجيعهم ودعمهم وتحسيسهم بأنهم حققوا شيئاً كبيراً.. وهم كذلك بفضل الله.
ليت كل رجال الأعمال يسلكون هذا الدرب.
وليت كل مسؤولينا يقتدون بولاة أمرنا في رعاية ودعم هؤلاء الحفظة وتكريمهم يوم تخرجهم.
هذا.. هو مجال وميدان المنافسة الحقيقية..
وهذا.. ما يجب أن نشجع أبناءنا عليه وندلهم عليه.
أن نشجع الحفظة.. هي مسؤولية مشتركة.. مسؤولية الجميع.. مسؤولون ورجال أعمال.. ورجال إعلام.. وتربويون..
هي مسؤولية كل شخص داخل مجتمعنا المسلم.