عرفت الشجاعة على إنها تعريض الحياة للخطر في سبيل المحافظة على خير أعظم منها كالدفاع عن العقيدة وعن المقدسات وعن تراب الوطن وعن المكتسبات الدينية والتأريخية للوطن!! لأن الشجاعة تعني الصبر والثبات وهي الإقدام والجرأة وثبات الجأش عند المخاوف وإمساك النفس عند الغضب الشجاعة الحقيقية تمثل جهاد النفس والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. الشجاعة تكون على قدر إيمان الإنسان بربه!! والشجاعة هي نصرة الحق والدفاع عن الفضائل ورد الباطل والشجاعة هي إحقاق الحق وازهاق الباطل، الشجاعة تعني العقل والإيمان ومراقبة الضمير!!
الشجاعة لا تعني بأي حال من الأحوال التهور والمغامرة والتمرد على القيم والأخلاق إنه وبكل أسف أن كثيراً من شباب الأمة في هذا العصر لا يفرقون بين الشجاعة الحقيقية التي تعد من الفضائل وبين شجاعة التهور والتي أصبحت تمارس وعلى نطاق واسع في الحياة اليومية. فالذي يعرض حياته للخطر دون أن يزن الخير الذي يعرضها للخطر من أجله هو متهور وليس شجاعاً والذي يقود سيارته بسرعة جنونية يعتبر متهوراً وليس شجاعاً؟ لأنه يعرض أرواح البشر للخطر، إن من يستهترون بالأرواح والأخلاق ويمارسون كل ما هو ضار ومدمر للعقول والأفكار والأرواح فهم لا يتحلون بالشجاعة أبداً!! إن قاطع الإشارة متهور وإن من لا يحترم الأنظمة فهو متهور!
إن كل المغامرات التي تؤدي إلى الضرر بالناس وزعزعة الأمن والاستقرار لا تمت للشجاعة بصلة؟
إن من يتصدى على المحارم والممتلكات لا تطلق عليه صفة الشجاعة ولا يستحقها إن من يتمتع بنزعة الشح ولا يبذل الإحسان فهو جبان إن الأخلاق الإسلامية لا تجيز تعريض الأرواح للأخطار والهلاك، ماعدا ما هو منصوص عليه في الكتاب والسنة. إن الكوارث التي تحل بالأمم والشعوب والمتسببون بها أشخاص يعتقدون أنهم يحققون المجد والإقدام فهم يرتكبون حماقة لانهم جبناء ولأن الحماقة صفة من صفات الجبناء والضعفاء فإنه من الواجب الابتعاد عنها ولأن الشهامة والمروءة صفة من صفات الرجال الأخيار فالواجب التمسك بهما بل وبكل القيم النبيلة إن من يخون أمانته ولن يؤديها كما أمر الله فهو جبان. وإن من يهضم حقوق الآخرين ولم يعط كل ذي حق حقه فهو جبان إن كل الأعمال الشريرة لا تقاس على إنها شجاعة بل هي شر والشر ترفضه كل الأديان وكل الحضارات ويرفضه العقل السليم لأنه ضد الخير.
فيا معشر الشباب فرقوا بين الشر والخير وفرقوا بين الشجاعة والتهور إنها دعوة موجهة إلى عقولكم فلا ترفضوها!!
****