صحف - عبد الرحمن العصيمي - مشاعل العمري
ظهرت في السنوات القليلة الماضية الكثير من الحملات الإلكترونية التي جذبت اهتمام الشباب ومستخدمي الإنترنت بشكل عام.. والتي تُطالب أو ترفض بعض القرارات والسلوكيات.. أو قد نقول بعض العادات التي تكون من وجهة نظر هذه الحملات ضررها أكثر من نفعها، لكن إلى أي مدى أثَّرت هذه الحملات؟ هل هي مجرد موضة مرحلية لن تلبث أن تنتهي؟.. أم أنها تأثير حقيقي وعكس لواقع الوعي الحقوقي الذي يعيشه المجتمع.. هل نعتبرها بادرة طيبة من الشباب واستشعارهم لدورهم الاجتماعي الوطني؟.. أم تكون مجرد تفريغ لطاقاتهم في مقابل سقف الحرية الذي ارتفع في الإنترنت ووسائل الاتصال الأخرى؟.. ومن جهتها تواصلت (صحف) مع بعض القائمين على أشهر الحملات الإلكترونية التي استخدمت الإعلام في بداية ظهورها لإبداء رأيهم في الموضوع.. لكن التجاوب كان معدوماً من قِبلهم كدليل على عدم وعي القائمين على الحملات بدور الإعلام كشريك إستراتيجي دائم لمثل هذه الأنشطة لإيصال رسالتها على الوجه الأكمل.
علَّق الإعلامي ماجد الحربي قائلاً: «أعتقد أن الحملات الإلكترونية وإن كانت موضة في بدايتها إلا أنها تحوَّلت إلى أداة لقياس مدى وعي الأفراد بقدرتهم على التغيير وحرصهم على تأدية دورهم في مشاركة المؤسسات الحكومية والأهلية للحفاظ على حقوقهم»، وأضاف أنه: «يمكننا أن نلاحظ بالتأكيد أن مواضيع هذه الحملات متنوعة ومتفاوتة بين المهم جداً والسطحي.. بالإضافة للتفاوت في التنظيم بينها وبين المنظم وما يكتفي بمجرد الشعارات الأساسية التي لا يتبعها أي عمل، إلا أن الزمن وترك هذه الحملات دون أي تدخل كفيل بتحويلها إلى تجربة مجتمعية لا بد أن تنضج ذات يوم لنجني منها كافة الإيجابيات المرجوة.. خصوصاً أننا لا نملك مؤسسات أهلية متخصصة وفاعلة في الوقت ذاته في معظم مناحي الحياة.. وبالتالي ستقوم هذه الحملات مقام هذه المؤسسات الغائبة».. وأكد أننا لا يمكن أن نستبعد أن تتحول الحملات يوماً ما إلى جمعيات ومؤسسات قائمة بذاتها لكنه شرط لذلك: «أن تكون معتمدة بشكل أكبر على القدرات المادية والفكرية للقائمين على كل حملة والمتابع لها يلاحظ تطوراً طفيفاً في طرق إدارتها وما إلى ذلك.. وهذا هو ما أبني عليه تفاؤلي بها وبدورها في المستقبل».
إحدى الحملات الإلكترونية
ومن جهتها ريم السعوي متابعة وداعمة للبعض عن طريق الانضمام لها في صفحات الفيس بوك قالت: «بالنسبة للحملات.. فعلاً هي كثيرة لكنني داعمة ومتابعة لحملتين عن طريق الفيس بوك.. وبصراحة بعضها مضمونها سطحي جداً.. هناك حملة حقوقية واضح جداً أنها مغرضة سحبت اشتراكي معها لأنها أرسلت لي مطالبة بحقوق الشواذ العرب.. وأنا أعتقد أن هناك حقوقا أهم وأقرب لحاجاتنا من هذه المطالبة».. وأكدت ريم: «إننا نحتاج إلى وعي بالحقوق على كل المستويات الصحي الاجتماعي السياسي التعليمي...... إلخ.. وأعتقد أنها أسباب رفعت مستوى الحرية لأن الناس هم المسؤولون عن ذلك».. وتمنت أن يكون لها علاقة بالوعي الاجتماعي، لأنها تعتقد أن الوعي لا يزال مقتصراً على فئة معينة, وأضافت: بعض الحملات ناجح وبعضها لم يستطع الوصول بحسب المعدين للحملات وأساليبهم ومطالبهم من حيث أهميتها، لكن الكثير منها «غث».. وأكدت في نهاية حديثها ل(صحف): «حين يخطط لها وتكون ذات مضمون صادق وقوي أعتقد أنها ستكون ناجحة بشرط أن يكون المتلقي يفرّق بين الجيد والرديء.. ولا ينساق خلف الشعارات».. مها الجبر التي تابعت الحملات أكدت: «لم أجد حملة تناسبني أو أنني ضدّ الحملات، لأنها جعجعة بلا طحين يمكن أن يكون لها تأثير لو أن القائمين عليها وضعوا خططاً حقيقية ولم يكتفوا بالصوت.. عندها فقط قد تكون أحد أسباب رفع سقف الحرية.. لكنني أؤكد: إن لم يكن لها كيان ينظمها، ويضمن لها فاعليتها لن تتجاوز كونها موضة وستخمد قريباً لتتبدل لموضة أخرى».. أما شذى محمد فعبَّرت عن رأيها قائلة: «لا أعتقد أن الحملات حالياً تستطيع أن تكون فعَّالة كما يتمنى القائمون عليها تبقى مبادرات مبدئية ربما تساهم في تكوين الحرية أو رفع مستواها.. لكنني لا أعوِّل عليها الكثير.. لذلك أكتفي بمتابعة جديدها دائماً» وأضافت: «أغلب الحملات كانت بدايتها قوية.. لكن ما لبثت أن قلَّ حماس القائمين عليها.. وأصبحت مجرد صفحة لم تغلق بعد في الفيس بوك.. وموقع يكاد يكون مهجوراً بالشبكة العنكبوتية».. وفي الختام تحدث محمد الحسن.. وهو سبق له أن أسس حملة إلكترونية اهتمت بالشباب والبطالة، يقول محمد: الحملات الإلكترونية باتت سلاحاً مهما حالياً لأن المجتمع والمسؤولين أصبحوا منفتحين على وسائل الاتصال الحديثة مثل الإيميلات والفيس بوك.. ولا بد أن نوصل صوتنا بالوسيلة التي تتاح أمامنا.
وأضاف محمد بأن الأصداء والنتائج حول حملته كانت جيدة، وهو شخصياً لم يكن يتوقع نجاحاً كبيراً لحملته.. لكنه يكفيه شرف المحاولة - على حد تعبيره -، وأن الشاب لا بد أن يحاول قدر الإمكان لإيصال صوته بطريقة صحيحة وغير مُبتذلة.