التعليم ليس خياراً إستراتيجياً فحسب.. بل إن الاستثمار في رأي المال البشري يمثل العمود الفقري للنمو والرفاه الاجتماعي هذا هو موقع التعليم في فكر القائد خادم الحرمين الشريفين -أطال الله- في عمره وفي هذا الإطار يمكن استيعاب حقيقة أن قطاع التعليم خلال فترة قصيرة اعتمد له المليارات من أجل ابتعاث الكثير من الطلاب والطالبات للعديد من الدول من أجل طلب العلم والتزود من تجارب الآخرين.
فقد حقق الكثير من أبناء وبنات هذا الوطن المعطاء السبق في البحوث والتجارب التي انعكست إيجاباً على خدمة الوطن والمواطن وإعطاء الكثير من الشباب والشابات المبتعثين الانطباع الجيد عن المجتمع السعودي وتطوره وتفوقه فيحق لنا أن نفتخر بهم.
فمن بين هذه النخبة العالم الدكتور فوزان الكريع الذي سبق أن تطرقت له في مقال سابق بأنه أصغر طبيب في المملكة حين تخرجه طبيبا من جامعة الملك سعود وأن نجمع سوف يلمع بالفعل لمع نجم فوزان الذي أضاف رصيداً جديداً إلى رصيد نجاحات أبناء هذا الوطن وتفوقهم على أقرانهم من كافة شعوب العالم، وذلك بحصوله على جائزة وليام كنج بويز جونيور للوراثة الطبية كأول طبيب يفوز بهذه الجائزة الأمريكية المرموقة من خارج الولايات المتحدة.
العالم فوزان أحد أبناء منطقة الجوف وهو لا يزال يعمل ضمن أعضاء هيئة التدريس في كلية الطب بهار فارد ويشغل حالياً منصب كبير علماء أبحاث الجينات في مركز الملك فيصل التخصصي.
إن هذا التميز والوصول إلى العالمية لأحد أبناء هذا الوطن من حقنا أن نفتخر به حينما يأتي تأكيداً على الدور الحضاري الذي تنهض به المملكة وذلك تجاه الإنسانية والبشرية في كل الميادين والاهتمامات التي تعني بتقديم البشرية ورقي الإنسان.
ولعل تميز شبابنا أمثال فوزان الكريع وشقيقته خولة الكريع ليؤكد الجهود المخلصة التي تبذلها المملكة لخدمة أبنائها وبناتها من شأنه أن يقطع دابر الحملات المغرضة التي تحاول النيل من قدرة المبتعثين من الطلاب والطالبات السعوديين في الخارج التي تحاول النيل من قدرتهم على التفوق والإنجاز فهذه النماذج المشرقة كفيلة بأن تكون خير ردع على أصحاب هذه الحملات وتأكيد على أوهامهم فالشواهد كثيرة والحمد لله التي تؤكد المستقبل الواعد للطلاب والطالبات في مختلف التخصصات فتسمع كل يوم أخبار هنا وهناك عن فوز علماء سعوديين بجوائز علمية دولية وتسجيل ابتكارات علمية فهذه ثمار طبيعية لبذور التقدم العلمي التي بذرته الدولة أيدها الله.
يحق لنا أن نفخر بالعالم فوزان الكريع الذي زاحم علماء العالم ونال مقعده وذكر اسمه في السطر الأول بين العلماء فليس غريبا عليه فهو شقيق العالمة خولة الكريع وأربعة أطباء استشاريين بكافة التخصصات فريق علمي يقوده قائد الأسرة المربي الفاضل التربوي الوالد سامي سليم الكريع فهنيئاً به بهم وهنيئاً لهم به كل التهاني لأسرتهم وفقهم الله حيث ساروا على الخطط التي رسمتها الدولة أيدها الله التي تهدف إلى المكانة العالية في العلم والسعي إليه من أجل أن تكون دولة تصدر العلم لا مستورد له، وهذا ما تم بالفعل، فالعالم يشاهد ويسمع عبر وسائل الإعلام ما يقوم به الفريق الطبي السعودي لفصل التوائم حيث يأتون للمملكة من شتى أنحاء العالم.
العالم فوزان لن يكون آخر حبات العقد فنحن بانتظار المزيد من الإنجازات لأبناء مملكتنا الغالية في ظل ما تبذله الدولة التي أخذت بالعلم في فترة قياسية من عصر الكتاتيب إلى المنافسة العلمية العالمية.
الجوف - كاتبة تربوية