Al Jazirah NewsPaper Friday  04/06/2010 G Issue 13763
الجمعة 21 جمادىالآخرة 1431   العدد  13763
 
بلدية عنيزة والشوارع الفرعية
حمد بن إبراهيم الصريخ

 

لاشك أن عين الرقيب الناقد تدرك التباين الكبير والفروقات الواضحة بين أعمال الإدارات المتعاقبة سواء الحكومية أو الخاصة.. وتعتلج في نفس المواطن علامات استفهام حول أسباب نجاح تلك الإدارة وفشل الأخرى، مع أن البيئة، والدعم، والقوة العاملة، موحدة ومحايدة كما في المختبر..؟

ذلك التساؤل وعلامات التعجب تنسحب على جميع الإدارات والمسؤوليات في شتى نواحي المسؤوليات ومناشط الحياة..

ولعل الإخلاص في العمل، واستشعار عظمة المسؤولية، من أهم الركائز والأسباب التي تؤدي إلى النجاح المثمر، وتحقيق الأهداف النبيلة. وبذلك فالإدارة الناجحة هي بالضرورة تكون أداة من أدوات القياس، وصورة من صور التعرية للإدارات الأخرى المتخاذلة. والمواطن - وهو مركز الخدمة - يحمل في عقله وذاكرته ميزان دقيق يسجل فيه جهود العاملين المخلصين، ويبقى ذلك محفوراً في مخيلته، يلهج بالشكر والدعاء لهم ولكل من ترك أثراً جميلاً، أو بصمة خير في مجرى تاريخه، ولعل من النماذج التي سجلها تاريخ العمل المخلص نذكر منها معالي الدكتور القصيبي حينما تصدى لمشاكل الكهرباء والصحة، وآخرين ممن كانوا جنوداً مخلصين في العمل الإداري وكانوا مثلاً ونموذجاً يحتذى.. فالقصيبي لا يزال ذكره الطيب مسجلاً في صفحات الوطن وذاكرة الأجيال.

أقول ذلك، وأنا أرى محافظة عنيزة، وقد ابتسمت بوجه مشرق لابسة ثوبا مطرزاً بالخضرة والورود، ومكتسية شوارعها بحلة سوداء مستوية جديدة بدلا من الأسفلت المتشقق القديم، فالعربات والعابرون يهلجون بالشكر والتقدير للإدارة المخلصة.. ولا ريب أن من لا يشكر الناس لا يشكر الله، والمخلص في عمله محل توفيق من الله أولاً ثم ثناء المسؤولين والمنصفين من الناس.

وإنني أعلم علم اليقين بأن رئيس بلدية عنيزة لا يحب الإطراء والمديح، لكن الأعمال الجلية التي قامت بها إدارته تجبر الكاتب أو المتحدث على أن يثني على من كان المحرك الرئيسي لتلك الأعمال، وإذا لم نتحدث عن تلك الأعمال، فإن الصدق في الجهد ينطق بشهادة الحق، وكل لمسة من لمسات الوفاء تشير إلى ذلك.

ومع ذلك، فإننا نقول مع الشاعر: (لكل شيء إذا ما تم نقصان)، ولأن همة البلدية كبيرة، وصدرها رحب، ونظرتها واسعة، وقلبها مفتوح لكل الملاحظات، فإن الشوارع الفرعية لا زالت ترفع شكواها، وغيرتها من الشوارع الأخرى، وتنادي بالعدل والمساواة في الاهتمامات، لأنها لا تقل أهمية عن الشوارع الرئيسية، لأنها هي الشرايين الدقيقة في جسم المدينة التي أصيبت بالجلطات المستعصية، والمطبات المتعددة.

فالشوارع الفرعية تنظر بين الحسرة والغبطة إلى تلك الشوارع الرئيسية الجميلة وهي ترد (اللهم لا حسد) لكنني أريد العناية مثلها.. ولذلك فهي تستجدي الالتفاتة لعلها تتخلص من منغصاتها. فأسفلتها قديم أكل عليه الدهر وشرب، والحفر والتشققات تهدد السيارات والمارة وخصوصاً أيام الأمطار، فقد تكونت على مر السنين مكامن تتجمع فيها المياه، تتصيد العابرين، وقد تتسبب في كسر الجمل بما حمل..

فالترقيعات المستمرة والمتطايرة لا تحل المشكلة، فهي لا تزال بثور سيئة تشوه وجه المدينة الجميل. فهل يكمل العقد الذي يطوق جيد المدينة النظيفة..؟!

وإنني لعلى ثقة بأن رئيس البلدية الذي يقدر المسؤولية حق قدرها، لم ولن يخذل نداء الشوارع الفرعية، مثلما أنه لم ولن يخذل كل عمل فيه الخير والمصلحة العامة، ولذلك نقوم له غاية الشكر والامتنان -مقدماً-، كما سوف يدعو له كل من يعبر تلك الشوارع الفرعية وله من تلك الشوارع كل التحية.

عنيزة


 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد