ضحك كل الذين شاهدوا الصورة التي فبركها أحد شباب الإنترنت لعامل بنغالي من لصوص النحاس وهو يرفع فانيلته الخارجية إلى الأعلى لتظهر فانيلته الداخلية وقد كتب عليها: «وزارة العمل في قلوبنا» تماماً مثل شعارات لاعبي كرة القدم. أما لماذا كل هذا الضحك، فالسبب معروف، ولا حاجة للحديث عنه؛ لأنه سيكون حديثاً مكرراً غير ذي فائدة، خاصة أن أمثال هذا العامل ممن يلعبون في «قلوبنا» ، يزدادون يوماً بعد يوم، دون أن يحرك أحد ساكناً.
الحديث غير المكرر عن أن الإنترنت غدت سلطةً مساندة لسلطة الصحافة والتلفزيون. فكم من موضوع تطرحه الإنترنت، فيتلقفه الإعلام المقروء والمرئي بشراهة؛ لأن الإنترنت (التي تملك مفاتيح لا يملكها غيرها) انفردت به. ومن هنا، فإن على المراقب ألاّ يتعامل مع منتديات الإنترنت على أنها مجرد مساحة للتنفيس من قبل أناس لا يرغبون في نشر أسمائهم الحقيقية. ربما يكون هذا الكلام صحيحاً في السابق، لكن الأمر اختلف اليوم. فالإنترنت منبر حي وساخن وفعّال للرأي. كما أنها قد تتناول القضايا بشكل أكثر مصداقية؛ لكونها متحررة من كثير من القيود الإعلامية.
إذاً، الإنترنت يقود إعلامنا إلى مساحة أكثر جرأة. و ينبغي على المختصين في مجال رصد حرية الرأي الانتباه إلى المناطق التي ينجح فيها الإنترنت و يفشل فيها الإعلام، و ذلك ليقترح كيف يمكن أن يقترب أحدهما من الآخر، فالمسألة اليوم ليست مجرد مواقع و منتديات، بل صحفاً إلكترونية و قنوات تلفزيونية إلكترونية. كل هذا داخل لاب توب قد يصل إلى حجم الكف.
إنه تحدي الجبابرة ولا شك، و معروف أن الهيمنة اليوم للرأي عبر التقنية الرقمية، و غداً ستتضاعف هذه الهيمنة. ومَنْ لم يحضر نفسه ابتداءً من اليوم للمواجهة، فقُلْ عليه السلام.
