Al Jazirah NewsPaper Thursday  03/06/2010 G Issue 13762
الخميس 20 جمادىالآخرة 1431   العدد  13762
 
لما هو آت
يا لهوان ضعفها إسرائيل
د. خيرية إبراهيم السقاف

 

يالعار الإنسانية، وحبة القمح، وبلسم الجرح، ومسمار النعش، وعجينة السقف، وعلم البياض، وقلم الأديب، وكاميرا الإعلامي، تتحول لأسلحة إرهاب يناضل لسفكها ودحضها، مدَّعون لا يفتأ التبرير لأفعالهم محض مسلمات، تضيع وراء خفاياها الأصوات والتحليلات، والاجتمعات وكل المواقف والواقفين..

سفن السلام ومنقذو الأرواح إرهابيون، وأصبح العالم كله في كفة، ووحدها ربة السلام الموهوم في كفة، من حقها أن تهجم، وتقتل وتسفك؛ لأنها الوريث الوحيد لمحضن القوة الأولى الكبرى والداعمة...

فلسطين لم تعد وحدها في مواجهة هذه المدللة، بل كل دولة كان لها عرق أدمي، وصدر أُنتهك، وبياض لُوِّث, وصوت كُتم، ونيَّة شُوِّهت، وأصبح الكل في كفة, وهي في ميزانها الأرجح، ما لم يعد لبذرة القمح، وحبة الدواء وعلم السلام، وقيمة الكلمة، وسطوة الحق، وعظمة الصدق، ونزاهة النوايا سطوتها، ودورها واحترامها، بمعنى رجاحة القوانين، وشرعية التشريعات، وقيَمية المجالس الكبرى، وإلا فلا حضارية، ولا إنسانية ولا قيمة لكل ذلك...

كذلك ما لم يعد أيضاً ماء الوجه، لأمة الأرض الواحدة، المشتركة في اللغة و في المصير والأحقية في العضد والواجب في الجوار والحق في النخوة والأولوية في السند والأوَّلية في الغيرة، لتعد لها رفعة الرقبة...

هذه المدللة الكذوب، المتسيدة الظلوم، الضعيفة خوفاً من إشارة سلام، وطحين رغيف، وقلم أديب، وكاميرا إعلامي، وتعاضد سلام، سوف يزيد خوفها، وحسراتها، وأمراضها النفسية، وسيرعبها فيما بعد طائر يحوم، وحشرة تتنقل، بل هواء لا يملك كائن ما إن يوقفه عن دخول حدودها، أو يتطوَّف بفضاء أرض، تطأها بأقدام لوثها حقدها، وعثرها ظلمها، وضخَّمها دلالها حتى خرجت عن إطار حدود اغتصابها، لطمع انتهاكاتها للعالم أجمع..

فاضحكوا كثيرا لقد كشف عن خورها ماءُ البحر، المكتسي لونَ الدماء النقية، ضختها اثنتان وثلاثون دولة في كوكب الأرض...



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد