Al Jazirah NewsPaper Thursday  03/06/2010 G Issue 13762
الخميس 20 جمادىالآخرة 1431   العدد  13762
 
أضواء
إشغال الوقت بشيء نافع
جاسر الجاسر

 

وكأن المواطنين ينتظرون حدثاً يكسر (الروتين) الذي يعيشونه، كان المئات منهم يتحلقون حول البرج الذي شبت النيران فيه أمس في الشوارع المحيطة بمكان الحدث وعلى طريق الملك فهد، بل حتى على سطوح البنايات القريبة من مكان اشتعال النيران! صعدت أسر بكاملها لمتابعة تطور الحريق ومشاهدة جهود رجال الدفاع المدني والطائرات المروحية التابعة لهذا الجهاز وهي تقوم برش المياه، والمحاولات المبذولة لمحاصرة النيران وإخماد الحريق!

مشهد رغم سلبية الحدث والتمنيات بعدم تكرار حدوثه، إلا أن المشاهدين من المواطنين والمقيمين وجدوا فرصة للفرجة، فالكل يوقف سيارته ويترجل هو وصحبه ويتابعون تطورات الموقف، وهذه الصورة تكررت في حوادث سيول الرياض، وقبل ذلك في سيول جدة، بل إن (جمهور المشاهدين) لا يضيعون أية فرصة لمتابعة حوادث السيارات، فتراهم يتجمهرون عند الحادث ويعيقون وصول سيارات الإسعاف وسيارات المرور.

هذه الظاهرة التي أصبحت إحدى الظواهر التي يشهدها المجتمع والتي لا يمكن التخلص منها، مردها أن هؤلاء الذين يريدون قضاء وقتهم لا يوجد شيء يشغلهم، ويرون في مثل هذه الحوادث تمضية لوقت كان من الممكن أن يُشغل في مشاهدة شيء نافع، أو متابعة فعالية ثقافية أو فكرية تضيف للمشاهد والمتابع إضافة فكرية وثقافية. ففي ظل غياب مسرح تثقيفي مسؤول وأنشطة ثقافية ودور عرض يبحث المواطنون عن أي شيء جديد، حتى وإن كان حريقاً أو سيولاً، وحوادث سيارات، وأما باقي الوقت فيقضونه في المقاهي والاستراحات.



jaser@al-jazirah.com.sa

 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد