واشنطن - أ.ف.ب
يرى المحللون أن الهجوم الإسرائيلي الدامي على أسطول المساعدات الإنسانية الذي كان متوجها إلى قطاع غزة وما جرّه على إسرائيل من تنديد عالمي يضعف الجهود الأمريكية الرامية إلى إحياء عملية السلام في الشرق الأوسط.
واعتبرت مارينا اوتاواي الباحثة في مؤسسة كارنيجي الأمريكية أن الهجوم «يضع الولايات المتحدة في موقف بالغ الصعوبة».
ورأت أنه بات على الرئيس الأمريكي الاختيار «بين التضحية بمصداقيته في المنطقة والتي ستكون الثمن الذي سيدفعه إذا ما استمر في اتباع التقليد الأمريكي المترسخ والمتمثل في تجنيب إسرائيل اللوم القاسي أو الخروج عن هذا التقليد المعتاد وتوجيه إدانة واضحة لإسرائيل».
وخلافا لردود الفعل المنددة الصادرة من جميع الأطراف وقفت إدارة أوباما حتى الآن إلى جانب أقرب حلفائها.
والثلاثاء عرضت واشنطن على إسرائيل أن تجري هي بنفسها التحقيق في المأساة.
وقبل ذلك أسهمت واشنطن في الأمم المتحدة في تعديل صياغة قرار مجلس الأمن الذي لم يحدد من الذي كان البادئ في أعمال العنف، الجنود الإسرائيليين أم الناشطين المؤيدين للفلسطينيين.
فقد أشاد مارك ريغيف المتحدث باسم رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو على الأثر بواشنطن قائلا «نريد أن نعرب عن شكرنا للولايات المتحدة التي عملت في الكواليس على التخفيف من قرار الأمم المتحدة».
إلا أن واشنطن أصرت على ضرورة أن يكون التحقيق «موثوقا به» و»محايدا» مشيرة إلى أن هذه المأساة تؤكد ضرورة إطلاق عملية السلام.
كما شدد البيت الأبيض ووزارة الخارجية على الوضع «غير المقبول» في غزة.
ووفقا لتحليل ناتان براون فإن الهجوم «يأتي في أسوأ توقيت» بالنسبة لأوباما الذي ارتكب «خطأً جسيما» بتجاهله مأساة هذا القطاع الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الإسلامية (حماس) منذ 2007م.
وأوضح براون أن إدارة أوباما ركزت جهودها على استئناف الحوار بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس ولم «توجه اهتماما كافيا لتحسين الوضع في غزة أو للعلاقات بين فتح وحماس».
وقال براون في تقرير لمؤسسة كارنيغي «مع الانقسام الفلسطيني وأزمة غزة لا يتوقع أن تحقق عملية السلام أي تقدم».
من جانبه قال ستيفن كوك الباحث في مركز العلاقات الخارجية وهو مركز أبحاث أمريكي آخر لفرانس برس «لقد ركزنا كل آمالنا على محمود عباس وفي هذا الحوار غير المباشر».
وهو يرى أن ذلك يمكن أن يؤثر جديا على العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا المهمومة بأمر غزة والتي شعرت بأنها مستهدفة مباشرة بالهجوم الإسرائيلي.
وأشار كوك أيضا إلى إمكانية قيام واشنطن بمبادرات منها على سبيل المثال عقد مؤتمر للجهات المانحة لقطاع غزة.