الجزيرة - الرياض
أوضح الدكتور حمد بن محمد آل الشيخ وكيل جامعة الملك سعود للتطوير والجودة أن حصول جامعة الملك سعود على الاعتماد الأكاديمي يؤدي إلى ضبط جودة مخرجات الجامعة وتوفير بيئة للحوكمة وللاستقصاء والبحث العلمي. وقال: إن زيارة فريق الهيئة الوطنية للتقويم والاعتماد الأكاديمي هدفت إلى قيام فريق المراجعة التأكد من درجة مطابقة الجوانب المختلفة للجامعة للمقاييس العالمية لمؤسسات التعليم العالي. وأشار إلى أن الزيارة تعد تتويجاً لجهود الجامعة في تحقيق متطلبات الاعتماد الأكاديمي وتمهيداً للاعتراف من قبل الهيئة الوطنية بأن الجامعة تسير وفقاً لمعايير عالمية معترف بها ومقبولة من قبل الأوساط العالمية.. وفيما يلي نص الحوار:
كيف تعرّفون الاعتماد المؤسسي وما مدى أهمية حصول الجامعة على الاعتماد الأكاديمي المؤسسي؟
- يعرف الاعتماد الأكاديمي بأنه تحقيق متطلبات معايير الجودة التي يشترط للجامعة استيفاؤها من أجل إجازتها واعتمادها من قبل هيئة أو مؤسسة اعتماد مؤسسات تعليم عالٍ داخلياً أو خارجياً.
وتبرز أهمية حصول الجامعة على الاعتماد الأكاديمي المؤسسي من عدة جوانب، الجانب الأول يتمثل في كون جامعة الملك سعود هي أول جامعة سعودية ويجب أن تمثل القدوة للجامعات السعودية لتكون أول جامعة في المملكة تحصل على هذا الاعتماد من الهيئة الوطنية للتقويم والاعتماد الأكاديمي، ويتمثل الجانب الآخر في الفوائد التي تترتب على الحصول على الاعتماد مثل مشاركة الجميع في إعداد رؤية موحدة ورسالة واضحة يلتف حولها جميع أعضاء هيئة التدريس والموظفين ويخلصون في تنفيذها، ويحرصون على مراجعتها؛ لتواكب التغييرات المتسارعة. وارتفاع الروح المعنوية لدى أعضاء هيئة التدريس والموظفين والشعور بالانتماء لأسرة واحدة وتحقيق رضا وظيفي أكبر، كما يسهم الحصول على الاعتماد الأكاديمي في رفع مستوى الأداء المهني نتيجة متابعة المستجدات في ميدان التخصص، حيث يزداد الشعور بالمسؤولية المهنية، مما يؤدي إلى المحافظة على صورة المجتمع المهني للتعليم العالي، ويصبح أعضاء هيئة التدريس مهنيين مطلعين. بالإضافة إلى اشتراك جميع أعضاء هيئة التدريس والموظفين في تحمل المسؤولية الجماعية لتطوير الجامعة، والالتزام بإحداث تغييرات جوهرية ودائمة من خلال بناء ثقافة للتعلم المتميز في الجامعة.
عفواً د. حمد إلى ماذا يؤدي حصول الجامعة على الاعتماد الأكاديمي؟
- يؤدي حصول الجامعة على الاعتماد الأكاديمي إلى ضبط جودة مخرجات الجامعة وتوفير بيئة للحوكمة وللاستقصاء والبحث العلمي، تتصف بامتلاك روح الزمالة المهنية، وتشجيع الإداريين والعاملين على العمل التشاركي لتطوير مؤسستهم التعليمية، فضلاً عن الإيجابيات الإدارية التي تتحقق من خلال امتلاك قيادة جماعية تستثمر في الأفراد، وتأخذ بلامركزية القرار، وتثق بأحكام الآخرين، وتسهل المشاركة. وأخيراً فإن الحصول على الاعتماد الأكاديمي من شأنه توفير آلية تحول المؤسسة إلى مكان لتعلم كل من الإداريين والعاملين وبناء ثقافة التعلم.
شهدت الجامعة خلال الأسبوع الماضي زيارة فريق الهيئة الوطنية للتقويم والاعتماد الأكاديمي، فماذا كان الهدف الأساسي لهذه الزيارة وما هي أهميتها؟
- الهدف الأساسي من هذه الزيارة هو قيام فريق المراجعة بالتأكد من درجة مطابقة الجوانب المختلفة للجامعة للمقاييس العالمية لمؤسسات التعليم العالي، سواء البنية الأساسية والتجهيزات والنظم الإدارية والتعليمية والبحثية والمشاركة المجتمعية، وذلك من خلال عدة مقابلات مع ذوي العلاقة من أعضاء هيئة التدريس والطلاب والخريجين وغيرهم، وأيضا من خلال الاطلاع على بعض الوثائق والقيام بزيارات ميدانية للوحدات الرئيسية للجامعة شاملة بعض الكليات.
أما أهمية الزيارة فهي تتويج لجهود الجامعة في تحقيق متطلبات الاعتماد الأكاديمي وتمهيد للاعتراف من قبل الهيئة الوطنية بأن الجامعة تسير وفقا لمعايير عالمية معترف بها ومقبولة من قبل الأوساط التعليمية.
كيف كانت التجهيزات لاستقبال الفريق؟ وماذا كانت متطلباته؟
- تجهيزات استقبال الفريق كانت ممتازة، وكنا حريصين على إعطاء انطباع جيد عن الجامعة، والمملكة بشكل عام، مع الالتزام بحدود العلاقة المهنية بين الجامعة كمؤسسة تخضع للمراجعة من جهة، والفريق كجهة مراجعة من جهة أخرى.
أما عن متطلبات الفريق، فتحتاج فرق المراجعة الخارجية للاعتماد الأكاديمي في الكليات والجامعات بشكل عام إلى ثلاثة أنواع من التجهيزات:
الأول: يتعلق بالوثائق الخاصة بالجامعة التي يقوم الفريق بمراجعتها، ويشمل ذلك تقرير التقويم الذاتي للجامعة، وكافة المستندات الداعمة لمضمون التقرير.
الثاني: ويتعلق بترتيب جدول أعمال الفريق، والتنسيق مع الجهات المختلفة بالجامعة للاجتماع بالفريق، ومتابعة تنفيذ البرنامج الزمني للزيارة على مدار الساعة.
الثالث: ويتعلق بالدعم اللوجستي الذي يسهل عمل الفريق، وانتقالاته، واجتماعاته داخل الجامعة، كما يتضمن الدعم اللوجستي توفير تجهيزات مكتبية مناسبة لعمل الفريق وإنجاز الاجتماعات الخاصة بأعضائه.
كونك تشغل منصب وكيل الجامعة للتطوير والجودة. هل لك أن تحدثنا عن دور الوكالة في هذه الزيارة؟
تُعتبر وكالة الجامعة للتطوير والجودة ممثلة بشكل رئيس بعمادة الجودة الجهة المنوطة بتنسيق جميع الأدوار والجهود الخاصة بالزيارة ككل بجميع مراحلها سواء قبل الزيارة أو أثناءها أو بعدها أيضا والتي ستستقبل فيها التقارير ويتم مناقشتها واتخاذ إجراءات تجاهها، ونحن نتابع لحظة بلحظة ونرصد ونقيم جميع الخطوات والمراحل الخاصة بالزيارة.
اتضح من خلال حديث سعادتكم أن الجامعة قد حققت إنجازا للوصول إلى هذه المرحلة، ما هي أبرز العوامل التي مكنت الجامعة من ذلك؟
لقد كان الدعم المادي والمعنوي اللامحدود من لدن حكومة خادم الحرمين الشريفين الدور الكبير في تحقيق الجامعة إنجازاتها على جميع الأصعدة ومنها الاعتماد الأكاديمي والجودة، كما أن وجود قيادة داعمة ومحفزة على رأس جامعة الملك سعود كان سبباً مباشراً في ترجمة واستثمار هذا الدعم إلى منجزات حقيقية وملموسة في مجال الاعتماد الأكاديمي والجودة، وكذلك ساهم تكاتف أسرة جامعة الملك سعود من قيادات وأعضاء هيئة التدريس والموظفين والطلاب وتعاون الخريجين وأصحاب الأعمال للوصول إلى هذه المرحلة.
هل لك أن توضح لنا دور إدارة الجامعة في هذا الخصوص؟
- لقد رفع معالي مدير الجامعة الأستاذ الدكتور عبدالله العثمان شعار «الجودة ثم الجودة ثم الجودة» وكان هو القوة الدافعة الرئيسة حيث سعى لإنشاء عمادة خاصة بالجودة في الجامعة ووكالات التطوير والجودة في جميع الكليات، التي من ضمن فوائدها الاعتماد الأكاديمي وعمل على تزويها بالكوادر المؤهلة ودعمها مادياً ومعنوياً، كذلك نجد معاليه داعماً بل منخرطاً في كافة جهود الجودة بالجامعة مما ساعد الجامعة في تحقيق سمعة عالمية ومرموقة من خلال المواقع المتقدمة في التصنيفات العالمية للجامعات.
كيف كانت مجريات الزيارة وما مدى تعاون قطاعات الجامعة مع فريق المراجعة؟
- لقد ركز الفريق خلال الزيارة على ثلاث أنشطة رئيسية وهي الاطلاع على الوثائق الجامعية المتاحة على موقع خاص على الصفحة الرئيسية للجامعة، وإجراء مقابلات مع قيادات الجامعة ومسئولي عمادات التطوير والجودة وأعضاء هيئة التدريس والطلاب والخريجين وأصحاب الأعمال وغيرهم من الأطراف ذات العلاقة، أما النشاط الثالث فهو القيام بزيارات تفقدية لعدد من وحدات الجامعة لتقييم الوضع على الأرض، بناء على الشواهد والاستنتاجات التي توصل إليها فريق الزيارة فقد كونوا رأيا تجاه موقف الجامعة من الاعتماد الأكاديمي على المستوى المؤسسي وقدموا بعض النقاط الأساسية خلال تغذية راجعة شفهية في آخر يوم للزيارة أمام جمع من قيادات الجامعة وأعضاء هيئة التدريس والأطراف الأخرى المعنية. وسيتم موافاة الجامعة بتقرير تفصيلي عن الزيارة خلال الثلاثة أسابيع القادمة.
أشرت في المقدمة أن هناك نوعين من الاعتماد المؤسسي والبرامجي، فهل لسعادتكم أن توضحوا ما المقصود بالاعتماد البرامجي؟ وماهي جهود الجامعة في هذا المجال؟
- الاعتماد البرامجي هو اعتراف تصدره مؤسسة مرخصة أو مخولة لمنح الاعتماد باستيفاء تخصص معين مثلاً قسم المحاسبة أو الهندسة الصناعية لمعايير تتعلق بضمان جودة العمليات التعليمية والبحثية التي يقوم بها القسم أو البرنامج من أجل الارتقاء بجودة مخرجاته، وقد قطعت الجامعة على هذا الصعيد شوطاً جيداً، حيث أنهت كليات الهندسة والمجتمع وعلوم الأغذية إجراءات الحصول على الاعتماد الأكاديمي من مؤسسات دولية مرموقة وجار العمل مع بقية الكليات لاستمال حصولها على الاعتماد الأكاديمي خلال السنتين القادمة بحد أقصى وفق جدول زمني محدد.