Al Jazirah NewsPaper Saturday  29/05/2010 G Issue 13757
السبت 15 جمادىالآخرة 1431   العدد  13757
 
مدائن
(كلانا) باب خير مفتوح
د. عبدالعزيز جار الله الجار الله

 

العمل الخيري والتطوعي يقود في حالات كثيرة إلى ما يسميه أهل الخير بالتورط اللذيذ حتى أن بعض الخيرين يصلون إلى درجه الالتزام المفرط في العمل الخيري ويشعرون بأنه لا (انفكاك) لهم من هذا العمل... الأمير عبدالعزيز بن سلمان المشرف العام على جمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية لرعاية مرضى الفشل الكلوي (كلانا) واحد من المتطوعين الذين انغمسوا في موضوع مساعدة مرضى الفشل الكلوي حتى أن حزن وآلام ومعاناة المرضى تجسدت في عباراته الخطابية وأصبح يصف حزن تلك الشريحة ورحلة العذاب والموت اليومي مع الغسيل وحالات الغيبوبة و وخز الإبر بسياق مترابط وبتفاصيل دقيقة... فهي حالات محزنة وموجعة لأصحاب الضمائر وممن يملكون الحس الجماعي تجاه الآخرين.

جميعنا نعمل في المجال الذي اخترناه أو حتى فرض علينا والأطباء قدرهم يعملون بشكل انسجامي مع أوجاع الآخرين وعذاباتهم لكنها تبقى في إطار الوظيفة.. إنما العمل التطوعي من اسمه طوعي واختياري لذا يتخير وينتقى الأشخاص تلك الأعمال الخيرية التي يريدونها.. ورغم ذلك تجد من يختار طريق الأوجاع والأحزان والعذاب اليومي.. والفشل الكلوي من الأمراض التي تجعلك بقلق دائم، المريض وأهل بيته والهيئة الطبية لأنه بمجرد التفكير بأن المريض لو تأخر عن موعد الغسيل ساعات سيدخل في الغيبوبة ثم الموت لا سمح الله.

هذا النوع من العمل التطوعي الذي تبناه الأمير عبدالعزيز بن سلمان يجعلنا كمجتمع وأفراد نفكر في دعم مثل هذه الجمعية وجمعيات أخرى يقوم عملها على تخفيف آلام إخوة وأصدقاء وزملاء لنا سلموا أنفسهم لإبرة (الواخز) وأنابيب وأزيز أصوات آلات الغسيل ويجعلنا أكثر حرصاً على صحتنا وصحة من حولنا حماية و وقاية من الوصول إلى هذه المرحلة من الموت المتربص.. في مساء يوم الاثنين الماضي تحدث سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز رئيس مجلس إدارة الجمعية وتبرع لصالح هذه الجمعية لأناس لا يستطيعون الوصول إلى المستشفيات إما لبعدهم عن مراكز التغسيل أو لعدم وجود عائل لهم أو لكونهم فقراء غير قادرين على تحمل مصاريف الوصول إلى المستشفيات أو لأنها تقطعت بهم الأسباب من غير السعوديين وليس لهم تغطية التأمين الطبي.. ففي حديث الأمير سلمان وكلمة الأمير عبدالعزيز بن سلمان لإيضاح بعض حالات مرضى الفشل الكلوي ملمس إنساني يتجاوز المثالية تجاه الخدمة الطبية التي يعتقد البعض أن المستشفيات أو التأمين الطبي يغطيها وتشملهم رعاية المستشفيات العامة.. هناك شرائح سعودية وغير سعودية بالفعل لا تستطيع أن تصل إلى المستشفيات وإذا لم تصلها الجمعية في الوقت المناسب قد تكون لا سمح الله بأعداد الأموات.. وأيضاً فالرعاية التطوعية لا تقف على حدود الغسيل وعلاج المرض المصاحب للكلى بل يتعدى إلى الرعاية الاجتماعية الشاملة للمريض تصل إلى رعاية الأسرة نفسها وتأمين احتياجاتها المعيشية بما في ذلك وسيلة النقل والمصروف الشهري.. فالجمعيات الخيرية التطوعية تحتاج منا الدعم المالي وتطوير أساليب الدخل؛ فإضافة إلى أن هذا العمل حث عليه ديننا وأمرنا بالتطوع والمساعدة فإننا لا نعلم قد نكون في أحد الأيام ممددين على هذه الأَسرَّة ومسلمين أيدينا لوخز إبرر الغسيل بعد أن تخلى عنا الأهل والأقربون.



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد