Al Jazirah NewsPaper Saturday  29/05/2010 G Issue 13757
السبت 15 جمادىالآخرة 1431   العدد  13757
 
عمره 45 سنة
القطيف تستعد لتوديع أقدم سوق للسمك والأكثر شعبية على مستوى الخليج

 

القطيف ظافر الدوسري

يستعد أصحاب المحلات والباعة بسوق (السمك) الشعبي بمحافظة القطيف لتوديعه بعد عشرة دامت أكثر من 45 عاماً مع بدء تنفيذ مشروع السوق الجديد، حيث ظل اسم السوق لامعاً حينما يدور الحديث حول السمك بالشرقية خاصة وفي دول الخليج العربي عموماً، حيث بقي على شهرته وشعبيته وأصالته بالإضافة إلى توفر أغلب أنواع السمك الموجودة بمياه الخليج فيه، ويستقبل يومياً نحو 200 طن من الأسماك والروبيان، وظل تعلق الباعة والزبائن بهذا المكان القديم بشكله قوياً، ولم تجد فكرة نقل السوق في موقع جديد وبمساحة أكبر وبتصميم متطور القبول والرضا لدى الكثيرين من محبي هذا السوق.

(الجزيرة) قامت باستطلاع آراء مرتادي السوق وخرجت بهذه الحصيلة: بداية التقينا برجل مسن يوجد يومياً ويقوم بالتحميل والتنزيل بنشاط وبقوة الشباب لا يكل ولا يمل ولم يُعدُّ يستطيع أن يبتعد عن رائحة السمك التي يتضايق منها البعض، عشق وداوم على هذه المهنة منذ أكثر من 35 عاماً، إذ ورثها من أجداده وتشكل مصدر رزقه الأساسي.

قال: أشعر أن هذا السوق أصبح بيتاً من بيوتي، فأنا من البيت إلى سوق السمك، وهناك علاقة وطيدة بيننا فكيف نتركها بين يوم وليلة وبهذه السهولة، فنحن مبسوطون للغاية واعتدنا على هذا السوق فكم أتمنى أن يبقى هذا السوق بمكانه ولا يمكنني تخيل أنني سأترك هذا المكان. وأضاف: إذا انتقل السوق للموقع الجديد فسوف يخسر سمعته ومكانته الشهيرة وربما ينتقل اللقب الخليجي إلى دولة أخرى. وأثناء تجول (الجزيرة) لوحظ وجود باعة من جنسيات متعددة شرق آسيوية وإفريقية التي اكتسبت هذه المهنة من البائعين المواطنين، بل أصبحت هذه العمالة منافسة لهم في المكان والعمل. وقال جاسم الجاسم: إن كل شيء بهذا السوق جميل ويشعرنا بالراحة على الرغم من الزحام الذي يحصل بين الفينة والأخرى، ولكن ما يضايقنا هو وجود تلك العمالة الوافدة ومنافستهم أبناء الوطن بتقديمهم أسعاراً أقل من أسعارنا وخدمات وعروضاً لا يمكن أن نقدمها بحكم عاداتنا وثقافتنا الخليجية.

يقول البائع عبد العزيز السنان: أغلب الزبائن هنا بالسوق من السعوديين رجالاً ونساء والبعض من دول الجوار والقليل من جنسيات أخرى، وأشيد بمستوى ثقافة السعوديين بأنواع السمك وأسعارها كذلك لترددهم بكثرة على السوق لأن لحم السمك أصبح هو المفضل على وجباتهم بعكس بعض الأسر التي اعتادت على لحم الدجاج.

من جانبها أوضحت بلدية القطيف أن وقوع السوق في المنطقة المركزية للمحافظة الحاوية على كتلة من الكثافة العمرانية والسكانية والأسواق العامة، ولما له من أهمية جعل أمانة الشرقية ممثلة في أمينها المهندس ضيف الله العتيبي تقوم بتخصيص مكتب يقوم بمراقبة السوق، ومراقبة النظافة فيه، ويعمل فيه 8 موظفين وعدد من عاملي النظافة، وتم تقسيم دوام الموظفين على فترتين حسب احتياج المراقبة في سوق الأسماك. وكشف مدير العلاقات العامة ببلدية القطيف جعفر المسكين أن الموقع الجديد تم تخصيصه بعيداً عن الأحياء السكنية وقريباً من ميناء صيد الأسماك لسهولة جلب الأسماك إليه. مشيراً إلى أن المحافظة ستصبح نافذة اقتصادية يلجأ إليها الكثيرون من المملكة وأقطار الخليج تجاراً وسياحاً ومتسوقين.



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد