Al Jazirah NewsPaper Saturday  29/05/2010 G Issue 13757
السبت 15 جمادىالآخرة 1431   العدد  13757
 

دفق قلم
قطر والسعودية ما أجمل الوفاق!
عبد الرحمن بن صالح العشماوي

 

حينما يغرِّد الوفاق على غصن الإصلاح، في دوحة الجوار، في بستان المودَّة والإخاء، تصبح الحياة أبهى بهاءً، وأجمل رونقاً، وأهدأ بالاً.

لا نملك إلا أن نطرز بحروفنا أجمل عبارات الابتهاج بخطوات الوفاق، ومواقف العفو والتَّصافي، لأن الوفاق على الحق خيرٌ وأبقى.

كانتا خطوتين رائعتين خطاهما الملك عبد الله بن عبد العزيز والشيخ حمد بن خليفة في سبيل العفو والوفاق، وإزالة غبش الخلاف.

بدأها الملك عبد الله بطلب إطلاق سراح السجناء السعوديين الذين قضوا في سجون قطر أربعة عشر عاماً، وأتمَّها الشيخ حمد بالاستجابة المباشرة للطلب، وقبول الوساطة، وإخراج السجناء، وعودتهم إلى المملكة برفقة الأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز، وزيارتهم للملك لتقديم الشكر والعرفان له - بعد الله - على سعيه لإطلاق سراحهم.

نحن هنا نشيد بالخطوتين والموقفين لما فيهما من دلالات واضحة على كسر الحواجز، وحسن الظنّ، والرغبة في سدِّ ثغرات الخلاف التي قد يدخل منها على البلدين من الغبار والجراثيم ما يؤثر على صحة الأمن والاستقرار والهدوء.

هذه الصورة المضيئة هي التي تستهوينا، وتسعدنا، ونحب أن نراها بوضوح بين دول المنطقة جميعها، وبين الدول العربية والإسلامية بصفة عامة، فصورة الوفاق والتعاون المثمر تظل أجمل صورة تراها العين في ساحة العلاقات الدولية.

إن الوفاق لا يتم إلا بوجود إحساس صادق بأهميته في قلوب من يتخذون قراره، ولا بد أن يكون كذلك في أصله، ولا بأس أن تقوم عليه مصالح مشتركة وفوائد يجنيها الطرفان، وينفعان بها نفسيهما على المستوى الرسمي، وعلى المستوى الشعبي.

إن هذا الوفاق صورة من صور حفظ حق الجوار، وحق القرابة اللذين أوصى بهما الدين الإسلامي الحنيف، وحثَّ عليهما وحذَّر من التقصير فيهما، وعنَّف بالوعيد الشديد من فرَّط فيهما، أو أساء إليهما.

وحن نعلم أن هنالك صلات قُربى بين معظم الأسر في دول الخليج على مستوى الحكومات، وعلى مستوى الشعوب، وهي قرابة قريبة. يوجب الشرع الإسلامي على أهلها الصلة والرعاية، ويحرم عليهم القطيعة والإساءة، والتفريط.

للوفاق رونقه وجماله وبهاؤه، فكيف إذا كان سبباً في الإفراج عن سجناء غيبتهم السجون أعواماً عن أهلهم وذويهم، وسبباً في إزالة الهم عن قلوب آباء وأمهات وزوجات وأولاد وأقارب طالت معاناتهم وهم ينتظرن يوم الإفراج عن سجنائهم.

نحيي هذه الخطوة المباركة، ونشيد بهذا الوفاق الجميل، وندعو بالأجر الوفير لمن كان سبباً في ذلك، ونحث أنفسنا وغيرنا على سلوك هذا الطريق الجميل، طريق العفو والوفاق، وتصفية القلوب مما قد يعتريها من شوائب العداوة والخلاف في علاقاتنا الخاصة والعامة.

إشارة:

تخفى الحقائق عن عيونٍٍ لا ترى

في الصفحة البيضاءِ إلاَّ الأَسْودَا

 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد