جدة – فهد المشهوري
أكدت مستشارة جمهورية ألمانيا الاتحادية أنجيلا دورثي ميركل متانة اقتصاد بلادها وتواجده على الخارطة الاقتصادية العالمية والذي عدته بخامس أقوى اقتصاد خلال العقد الأول من القرن الحالي في العالم وفي المرتبة الأولى في قارة أوروبا في الصادرات إلى الأسواق العالمية.
وأشادت خلال الزيارة التي قامت بها للغرفة التجارية الصناعية بجدة بحفاوة الاستقبال التي لقيتها من حكومة المملكة كما عقدت لقاء مع وزير المالية الدكتور إبراهيم العساف بحضور وزير التجارة والصناعة عبدالله زينل وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى ألمانيا الدكتور أسامة شبكشي ورئيس مجلس الغرف التجارية الصناعية السعودية ورئيس غرفة جدة صالح كامل ونائبة رئيس مجلس إدارة الغرفة الدكتورة لمى بنت عبدالعزيز السليمان وأعضاء مجلس إدارة الغرفة وعدد من أصحاب وصاحبات الأعمال الذي أكدت فيه عمق العلاقات التي تربط المملكة بألمانيا في مختلف المجالات التجارية والصناعية والرياضية الذي تدلل عليها زيارات قيادات البلدين وإقامة الشراكات ومد جسور التعاون.
واستذكرت ميركل في هذا الصدد زيارة المستشار هيلموت شميدت خلال العامين 1976م و 1981م للمملكة واجتماعه مع الملك خالد بن عبدالعزيز- رحمه الله- وزيارة المستشار هيلموت كول خلال العامين 1983م و 1985م للمملكة ولقاؤه بخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز- رحمه الله- وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز عندما كان ولياً للعهد إلى جانب سردها لعدد من الزيارات المتبادلة وإقامة المنتديات والملتقيات ذات الطابع السياسي والاقتصادي.
ونوهت بنقاط البحث التي طرحها اللقاء وفي مقدمتها جعل حماية البيئة على رأس أولويات المملكة والتأكيد على جعلها في قمة اهتمامات البلدين والفخر بالنسيج التنموي المترابط الأهداف والبيئة الصحية المتنامية في المملكة وألمانيا ومساهمة جميع الأجهزة في مجال البيئة والتصدي لتحديات التغير المناخي الذي يتم من خلال التنسيق الكامل والعمل المشترك بين المملكة ودول الاتحاد الأوروبي.
كما ألقى وزير التجارة والصناعة كلمة رحب خلالها بفخامة مستشارة ألمانيا أنجيلا دورثي ميركل في زيارتها للغرفة وعقدها لهذا اللقاء الذي يلعب دورا هاما في الرقي بالتبادل التجاري بين البلدين إلى مستوى الطموحات.
وأشار إلى أن مثل هذه الزيارات المتبادلة الرفيعة المستوى تعد دليلا واضحا وجليا لما توليه القيادتان من الاهتمام والحرص على توطيد العلاقات وتعزيز الروابط ودعم كل ما من شأنه الاستجابة للمستجدات والتحديات على الساحة الدولية.
وأفاد أن البلدين باتفاقية التعاون الاقتصادي والفني الموقعة عام 1966م وغيرها من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم لتوفير أرضية مشتركة للعمل الثنائي المشترك سعيا لتنمية حجم التبادل التجاري بين البلدين كما ونوعاً مشيرا إلى أنه رغم أن حجم التبادل التجاري بين المملكة وألمانيا في ازدياد مستمر حيث ارتفعت قيمته من 12141 مليون ريال في عام 2002م إلى 37635 مليون ريال في عام 2008م إلا أن الطموحات قائمة في تحقيق المزيد من التبادل التجاري بين البلدين بما يتناسب مع الإمكانات الكبيرة والفرص المتاحة في كلا البلدين.
وكان قد استهل رئيس مجلس الغرف التجارية الصناعية السعودية ورئيس غرفة جدة صالح بن عبدالله كامل اللقاء بكلمة رحب فيها بزيارة مستشارة جمهورية ألمانيا الاتحادية أنجيلا دورثي ميركل لأعرق الغرف الخليجية وأول غرفة سعودية (غرفة جدة) وعد اللقاء دلالة واضحة على عمق العلاقات المتميزة بين المملكة العربية السعودية وجمهورية ألمانيا الاتحادية حيث يوجد في المملكة 115 مشروعاً ألمانياً باستثمارات 4 مليار دولار معظمها في المشاريع البترولية والبتروكيميائية والصناعية وتتبوأ ألمانيا المرتبة الثالثة في العلاقات التجارية الصناعية مع المملكة.
وتطرق إلى ما يشهده التعاون الاقتصادي بين البلدين من تطور كبير من خلال ما يربطهما من اتفاقيات اقتصادية وتشجيع وحماية الاستثمارات بينهما وتشكيل اللجنة السعودية الألمانية المشتركة التي انبثق عنها مجلس حوار رجال الأعمال السعودي الألماني وتنظيم الحوار السعودي الألماني السنوي لتنمية الاستثمارات الألمانية في المملكة وتشجيع قيام الشركات المشتركة من خلال تقديم بعض الخدمات المساعدة.