تأليف: ادوارد دي بونو
أن الذكاء وحده يكفي لنجاح الإنسان، وأن الإنسان الذكي مفكر جيد بالضرورة. إن مهارات التفكير يتم تعليمها لأولادنا في المدارس، وأن تلك المدارس هي المكان الصحيح لتعليم التفكير.
إن مهارات التفكير لا يمكن تعليمها بشكل مباشر، وإنه لا بد من ربطها بموضوعات أو مواقف معينة.
إذا كنت ممن يعتقدون بالمقولات الثلاث السابقة، فلست مضطرا لقراءة هذا الكتاب لماذا؟ لأن الممارسة وحدها لا تكفي.
إليك هذا المثال: سكرتيرة تطبع على الآلة الكاتبة أو الكمبيوتر لمدة ثماني ساعات يوميا مستخدمة اثنين فقط من أصابعها. حتى لو زادت عدد ساعات الممارسة إلى؟؟ ساعة في اليوم، فإنها ستواصل الطباعة بإصبعين حتى تبلغ سن المعاش.
ومهما حاولت زيادة سرعتها من خلال التدريب والممارسة فإنها لن تستطيع منافسة من يطبعون بطريقة اللمس مستخدمين أصابعهم العشرة.
إعادة التفكير في التفكير
المعلومات والتفكير:
المعلومات هامة، ويسهل تعليمها واختبارها، ولهذا السبب نجد معظم نظم التعليم تركز عليها. وليس التفكير بديلا للمعلومات، ولكن يمكن أن تكون المعلومات بديلا للتفكير. في بعض المجالات نستطيع أن نحصل على معلومات كاملة وفي هذه المجالات يصبح العمل شيئا روتينيا وسهلا إلى درجة يمكن معها أن يحل الكمبيوتر محل الإنسان. فإذا لم يكن لدينا معلومات وافية بنسبة ؟؟؟ % عن أي عمل، فإننا نحتاج إلى التفكير لنستكمل دور المعلومات الناقصة. وعندما تزيد المعلومات المتوافرة لدينا ونواجه سيلا متدفقا ومتداخلا منها؛ فإننا - أيضا نحتاج للتفكير لنغربل ونختار ونقرر. وعندما نتعامل مع المستقبل، فإننا أيضا نحتاج للتفكير، لأنه من المستحيل أن تتوافر لنا معلومات كاملة عن المستقبل.
ولهذا.. فإن المعلومات وحدها لا تكفي.
الذكاء والتفكير
أدى الخلط بين الذكاء والتفكير إلى نتيجتين مؤسفتين:
أن الطلاب الأذكياء لا يحتاجون إلى مساعدة أو إلى تعلم مهارات التفكير لمجرد أنهم أذكياء. إن الطلاب غير الأذكياء لن تنفع معهم المساعدة في تعلم مهارات التفكير لأنهم أغبياء. العلاقة بين الذكاء والتفكير تشبه العلاقة بين السيارة وسائقها. فالسيارة القوية يمكن أن تقاد بطريقة سيئة، والسيارة العادية يمكن أن تقاد بطريقة فعالة. فقوة السيارة هي الإمكانات، تماما مثلما هو الذكاء بالنسبة للعقل. فقد يكون الذكاء موجودا، وما لم يستخدم بمهارة، فهو وعدمه سيان. ولذلك فإننا نعرف التفكير بأنه: «مهارة التشغيل والعمل التي يتفاعل في بوتقتها كل من الذكاء والخبرة.»
ألعاب التفكير
التفكير مهارة يومية أساسية تستخدم في كل الأوقات، ستواجه الأباء والأبناء تعقيدات ومتغيرات غير مسبوقة وسوف تطلب منا تفكيراً مختلفاً أو حتى تفكيراً أفضل، في العمل والحياة المهنية فإن التفكير الجيد ضرورة بقاء، ضرورة نجاح، وضرورة منافسة. الخبر السار هنا هو أن التفكير ليس صعبا أو مملا كما أننا لا نحتاج إلى عبقرية خاصة لنكون مفكرين جيدين. فكل من يكون سعيدا عندما يقول له ابنه: أنا لاعب جيد، أو أنا ألعب جيد ا، وهو في الواقع يعني أنه يفكر بطريقة جيدة. فالتفكير الخلاق واللعب وجهان لعملة واحدة.
أندية التفكير
الأطفال يستمتعون دائما باستخدام عقولهم وخيالهم، والتفكير يمكن أن يصبح هواية أو رياضة يستمتع بها الصغار والكبار. هذا المفهوم هو الذي دفع «إدوارد دى بونو» إلى تأسيس مشروع «أندية التفكير»، التي ينضم لها كل أفراد العائلة والأصدقاء. تهدف هذه الأندية إلى توفير المكان والوقت اللازمين لممارسة مهارات التفكير المتعددة، واستخدام تفكيرهم بأسلوب فعال لمعالجة أي مشكلات تعترضهم.
العضوية
الأدوات والأنشطة المقدمة مصممة للأطفال بدأ من سن? سنوات، لكن الكثير من الأدوات تستخدم في تدريب المديرين ورجال الأعمال، مثال ذلك أدوات التفكير الجانبي والقبعات الست، كما توجد بعض الأدوات والأنشطة للأطفال في سن أصغر ومثال ذلك أدوات التفكير البصري وأنشطة الرسم.
التدريب على التفكير
لماذا لا نقدم التفكير للصغار والكبار كما نقدم لعبة رياضية مثل التنس أو كرة السلة، مستفيدين من نماذج التدريب المتبعة في فصول التربية البدنية وبرامج التدريب الرياضية، وما تتميز به من وضوح وبساطة، ومتعة يشارك فيها الجميع بدون تعقيد. ولنبدأ باستعارة أهمية التدريب العملي من لعبة رياضية كالتنس مثلا ، فالمشاهدة أو القراءة عن التنس لا يمكن أن تجعل منك لاعب تنس، وكذلك هي لعبة التفكير. لذلك نقدم فيما يلي برنامج عملي أو رياضي التعليم التفكير، كما نقدم الزي الرياضي لممارسه هذه اللعبة التفكير!
قبعات التفكير الست
إذا كانت قبعة «البيسبول» من أشهر القبعات الرياضية فلدينا هنا ست قبعات خاصة بلعبة التفكير، وسنقدمها بشكل جذاب أما نقدم التفكير كنشاط ممتع مثل الألعاب الرياضية.
عدد الصفحات: Pages: 313
الرقم الدولي للكتاب : ISBN: 0-670-83013-5.