الجزيرة- الرياض
أظهرت نتائج دراسة بحثية لشركة «بوز أند كومباني» تراجع معدلات حالات إرغام الرؤساء التنفيذيين للشركات حول العالم وفي أغلبية قطاعات الاقتصاد تقريباً بينما مال الاتجاه إلى الفصل بين رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي وتفضيل موظفين من الداخل لتولي المنصب التنفيذي في حالة شغوره. وقالت الدراسة التي تمت بالتعاون مع وكالة بلومبروغ العالمية المتخصصة في البيانات المالية والاقتصادية أن معدل صرف الرؤساء التنفيذيين عالميا،ً تراجع إلى 3.3% في 2009 وهو المستوى الأدنى منذ 2003، بعدما بلغ مستواه الأعلى في عقد من الزمن عام 2008 حين سجل 5.1%.
وتراجع المعدل الإجمالي لتبديل الرؤساء التنفيذيين، بما في ذلك الصرف من العمل المخطَّط له أو الناتج عن عمليات دمج، 2.4% في أميركا الشمالية، ونصف نقطة مئوية في اليابان. فيما استقرّ في أوروبا وارتفع 2.3% في آسيا. بينما كان أعلى بقليل من المعدّل العالمي في منطقة الشرق الأوسط وبلغ 16.4%. وخلصت الدراسة إلى أن خطط إعادة هيكلة الرؤساء التنفيذيين أطلقتها أزمة الركود العالمي بعد سنوات من الطفرة الاقتصادية. كما يتزايد عدد الرؤساء التنفيذيين السابقين الذين ينتقلون إلى مناصب أخرى بسبب النمو والتطور السريعين اللذين تشهدهما منطقة الشرق الأوسط. ووفقاً للدارسة فقد كان أداء الرؤساء التنفيذيين الذين أقيلوا من مناصبهم أدنى إلى حد كبير من أداء الذين تركوا مناصبهم بشروطهم. ولم يكن ذلك جلياً في العقد المنصرم أكثر مما كان عليه في 2009 حين حقق الرؤساء التنفيذيون الخارجون وفق مخطط معين، متوسطة 6% من العائدات على الأسهم مقابل 3.5% للرؤساء التنفيذيين المقالين. وفي نتائجها الخاصة بالتغيرات التي طرأت على منصب الرئيس التنفيذي قالت الدراسة إن مجالس الإدارة خفضت العقد الماضي من متوسط ولاية الرئيس التنفيذي سنتين تقريباً من 8.1 سنوات إلى 6.3 سنوات.
وقال رئيس مجلس إدارة بوز أند كومباني جو صدي: «أمام الرؤساء التنفيذيين الجدد سنوات أقلّ من أسلافهم لينفذوا إستراتيجية جديدة. وعليهم أن يوازنوا بين الوضوح والجرأة مع فهم واقعي لما هو ممكن في شركاتهم». وكان قطاع الخدمات المالية الأكثر تقلباً من حيث تبديل الرؤساء التنفيذيين. ففي 2009، كان معدّل الرؤساء التنفيذيين الذين غادروا مناصبهم في القطاع 17.2% أي أعلى بكثير من المعدّل العالمي العام البالغ 14.3% وأعلى بأكثر من المعدّل الخاص بالصناعة نفسها على مدى العقد الماضي. وكذلك كان معدّل المغادرة القسرية أعلى بكثير من المعدّل العام (5.3% مقابل 3.3%). وعلى عكس ذلك، تمتع الرؤساء التنفيذيون في قطاع الرعاية الصحية بالاستقرار الأكبر في 2009، مع معدّل تبديل يبلغ 10.3% ومغادرة قسرية تنحصر في 0.6% فقط. أما صناعة الاتصالات فتختلف عن الصناعات الأخرى من حيث معدّلات التبديل في العقد الماضي (16.9% مقابل 13.6%)، ومن حيث حصتها من المغادرات القسرية (54%)، وهو رقم أعلى بكثير من أي رقم آخر في الصناعات العشر التي خضعت للتقييم. وهي الصناعة الوحيدة التي فاق فيها التبديل القسري الخلافة المخطط لها. وقال نائب رئيس بوز آند كومباني كريم صباغ إن ارتفاع معدل تغيير الرؤساء التنفيذيين في الشرق الأوسط في 2009 يعود إلى وصول آثار اللازمة المالية متأخرة إلى المنطقة بينما كانت التغييرات أشد في أوروبا وأمريكا في العام السابق له.
وأرجع صباح انخفاض معدلات استعانة شركات الشرق الأوسط بموظفين من داخلها لشغل منصب الرئيس التنفذي مقارنة بباقي مناطق العالم إلى قلة الخبرة. مضيفاً أن مواكبة المعدلات العالمية التي كانت في حدود 80% في 2009 يحتاج إلى تطوير كوادر هذه الشركات على مدى 10 سنوات.