الجزيرة - وليد العبدالهادي
محركات التضخم المحلية:
أصدرت مؤسسة النقد تقرير التضخم للربع الأول من 2010م، وكانت أبرز مجموعة ساهمت بشكل كبير في استمرارية نموه ليس لهذا العام، بل منذ خمسة أعوام، هي مجموعة (السكن وتوابعه) التي تتعلق بأعمال الترميم والإيجار والوقود والمياه وغيرها؛ حيث لا يزال قطاع الإسكان متعطشا للنمو حتى الآن، ويتمتع بطلب ملح وحقيقي لم تعطِه البنوك اهتماما يوازي تأثيره في الناتج المحلي السعودي مستقبلا، ووصل الرقم القياسي العام لتكاليف المعيشة إلى مستوى 126.1، مُظهراً نمواً 1.1 % للربع الأول مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وكانت كل من (جدة - الرياض - بريدة - الدمام) هي المناطق الأكثر دفعاً لعجلة التضخم حتى الآن، ومن المحركات المحلية نمو الإنفاق الحكومي 14.7 % لآخر قراءة حتى الآن وبقيمة تقارب نصف تريليون ريال أعلن عنها مع نهاية العام الماضي، كما أن القطاع الخاص أظهر نمواً 2.8 % يذكّرنا بالنسبة نفسها التي نما فيها مطلع الألفية ولا يزال يبلي بلاء حسنًا في الاقتصاد المحلي بتأثير كبير من قطاع البتروكيماويات بشكل رئيسي. أيضا لا ننسى أن ارتفاع مؤشر السوق المالية المحلية بنسبة 43 % منذ آخر قاع تم تسجيله في مارس الماضي، وأخيراً عرض النقود ينمو بنسبة 4.7 % مقارنة بالربع الرابع من 2009م دليل على ارتفاع السيولة ومعدلات الاستهلاك، هذه أبرز العوامل الداخلية التي دفعت بالتضخم إلى أرقامه الحالية.
محركات التضخم المستوردة:
يظهر من الجدول أعلاه أن أكبر نسبة للواردات كانت من منطقة اليورو 22 %، وساهمت برفع مستوى التضخم؛ لأن الفترة الأولية من الربع الأول لهذا العام كان فيها اليورو عند أسعار عالية خصوصا أمام الدولار (1.42)، ومن المنطقي أن نرى خفضًا للسلع المستوردة حيث اليورو في قيعان تاريخية ومستويات متدنية للغاية هي الأكبر منذ أربعة أعوام متراجعا بنسبة فاقت 25 % منذ بداية العام الحالي فقط ليتراوح عند مستوى 1.21 حاليا. ولافت أن حجم الواردات من أمريكا واليابان تراجع بشكل ملحوظ مقارنة بالأداء عام 2000م، كما أن الاستيراد من الصين وكوريا الجنوبية والهند نما بشكل ملحوظ كما يظهره الجدول البياني والتبادل التجاري مع هذه الدول، يتم بالدولار الذي أخذ اتجاها صاعدا منذ مطلع هذا العام كما في الرسم البياني؛ ما رفع القوة الشرائية؛ وبالتالي أسهم في التأثير في التضخم. وقد تم رصد انحراف وميل للتضخم القادم من قارة آسيا في السنوات الثلاث الأخيرة.