Al Jazirah NewsPaper Saturday  29/05/2010 G Issue 13757
السبت 15 جمادىالآخرة 1431   العدد  13757
 
رقص الأقحوانة
سعوديون وسعوديات بجنسيات أخرى
محمد بن يحيى القحطاني

 

لا أعلم هل هي انقلابات في مفاهيم البعض أم أنها محاولات يائسة للتعلّق والتمحّك بشيء مستحيل، في الوقت الذي راج فيه مؤخراً تسمية بعض الممثلات ب(الممثلة السعودية).

قبل نحو عام كتبتُ عن هذا الشيء حين أوردتْ وكالة الأبناء الألمانية عن ممثلة قالت إنها (سعودية) وتشترك في أعمال مصرية وصرَّحت للوكالة والصحف المصرية بهذا الشيء، ولكنني لم أنشر مقالي ذاك لقسوته ربما ولأنه متجاوز لحدود اللباقة في النشر.

اليوم تتكرر المأساة، وأسميها كذلك لأنني وحتى هذه اللحظة لم أجد مبرراً واحداً لممثلة تحمل الجنسية المغربية أو السورية أو اليمنية وتروّج بأنها (سعودية) لمجرد أنها تتحدث لهجتنا بشيء من الدقة ولا تفخر بجنسيتها الحقيقية، فيما أرى أن المنتجين يلعبون دوراً في السكوت على هذا التجاوز، ومعهم الإعلام أيضاً (وأنا واحد منهم)، وأسميها جريمة إن سمحتم لي بالتعبير.

ربما تصف هذه نفسها بـ(السعودية) حتى تطلب ودها شركات الإنتاج العربية لأن كل (سعودي) يجد نفسه محلَّ ترحاب، وربما هناك نوايا لا أعلمها، لكن ما أعلمه الآن أنه لا يوجد في الساحة الفنية ممثلة سعودية سوى القديرة مريم الغامدي وريم عبدالله وأغادير السعيد ووجنات الرهبيني ومروة محمد وخطر التي تسكن في الكويت ومعهن بنات بكر يونس، أما عدا ذلك فهن لسن سوى وافدات يقمن في السعودية بإقامات وبكفيل، وإن نسيت فقد أنسى اسم أو اسمين فقط.

هنا، لم يتوقف الحال على الممثلات ولكن يطفو على سطح الملاحظة أيضاً زملاء إعلاميون يقولون عن أنفسهم إنهم (سعوديون) وهم ليسوا كذلك، بل يحملون جنسيات أخرى، لكنهم يستمتعون كثيراً أن يتم تقديمهم على هذا (التظليل) ولا أعلم من السبب وراء ذلك، هل هي تلك الجهات التي تقدمهم وتدعوهم أم هم أنفسهم الإعلاميون الذين لم يصححوا الخطأ أم أحد غيرهم؟.

لو كنت أحمل جنسية أخرى لافتخرت بها ولروّجت لها كما أريد، فلا ينسلخ من جلده إلا واحد يعاني من النقص المركب، ومن ليس فيه خير لوطنه الحقيقي فلا فائدة منه، ولست هنا داعياً لعنصرية بغيضة ولكنني أنحاز لسعوديتي ولأبناء وطني ولا يعجبني أن يلتصق أحد بجنسية وطني إلا بما يثبت ذلك، أما سوى ذلك فهو دجل واضح وانتهازية وتمادٍ في الخطأ ونحن «ساكتين».

هذا المقال حاولت كثيراً تأجيله وأعلم أيضاً أنه صريح إلى درجة قد يغلي منها البعض لكنها ليست سوى (حقيقة) قد يراها البعض تجاوزاً، ومن يغضب فليشرب من البحر، لأنني لا أحب العاقين لوطنهم.



m.alqahtani@al-jazirah.com.sa

 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد