ابتلعت زوابعُ النار مدينةَ النور
افترست الجحيمُ أوصالَها
أحرقَت قصصَ العشق
والأحلامَ الموعودة ...
اغتال الرمادُ كلَّ شيء...
تبخّر النورُ
وصار رماداً.
نبّأَنا العرافون بطائر الفينيق
يُمزّق الرماد
يَخرُجُ من رحم الهشيم
يعيد النور
إلى مدينة النور.
بنينا مدنَ انتظارٍ حول الرماد
ضجّت ببازارات ومهرجانات
تترقّب بعث الفينيق الموعود.
وبعد طول انتظار...
تحرّكت كومة الرماد
ارتعشت ذرّاتُها،
صرخت الحشود:
بُعث الفينيق
قام الفينيق
شُحذت الأبصار،
والجماهير تُهلّل:
بُعث الفينيق
قام الفينيق
برز رأس الطائر،
والجمع يُنشد:
بُعث الفينيق
قام الفينيق
خرج من قلب الرماد مُختالاً...
وسط رقصات الفرح
وعيونٍ أدماها طول الأمل
نفض الرماد عن جناحيه...
وإذ به: ... سنونو...
هجم عليه قِطّ...
وأكله.
بيروت