لم تمض سوى ساعات قليلة منذ أقلعت الطائرة في رحلتها المعتادة عبر المحيط حتى حدث ما حدث...
كان الهدوء يخيم على ركاب الطائرة بعد أن اطفئت الأنوار وخلد معظم الركاب إلى نوم يساعدهم على اختصار زمن الرحلة الطويل...
قطع الصمت صوت قائد الطائرة وهو يعلن للركاب عبر مكبر الصوت أن رحلتهم قد انتهت هنا.. وعليهم أن يغادروا الطائرة.. ساد الفزع بين الجميع.. واعتبرها البعض مزحة سخيفة.. لكنهم أدركوا الحقيقة حين خرج عليهم قائد الطائرة حاملا مدفعا ليطلب منهم بصوت عصبي إن يغادروا طائرته.. ثارت الجموع الغاضبة.. واندفعت نحو قائد الطائرة لتفتك به.. وعلى الرغم من حمله للسلاح فإنه لم يستطع أن يتغلب على ثورة الركاب العارمة.. التي فتكت به وبمساعده الذي حاول أن يتدخل لإنقاذه.. عاد الهدوء للجميع بعد نجاحهم في التخلص من الخطر الذي كان يتهددهم.. حتى تنبه عقلاؤهم إلى أن الطائرة تمضى نحو الهاوية بلا قائد.. عاد الهرج من جديد.. وارتفعت الاصوات بالبكاء والدعاء.. ثم استسلم الجميع لمصيرهم المحتوم.
د. هشام السحار